اليمن
السيد الحوثي: تحالف العدوان من فشل إلى فشل
أكَّد قائد حركة "أنصار الله" اليمنية السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي أنَّ صنعاء هي الظهر الذي يستند إليه أبناء البلد في التصدي للعدوان والحاضنة التي استضافت النازحين من مختلف المحافظات.
وأوضح السيد الحوثي في كلمة له اليوم خلال لقائه بوجهاء وأبناء أمانة العاصمة، أنَّ صنعاء لها أصالة البلد وأصالة الشعب بانتمائه الإيماني منذ وصول الإمام علي ليقرأ رسالة رسول الله إلى أبناء الشعب اليمني، مبينًا أنَّ صنعاء حاضرة في هذا الزمن أقوى وأعظم مما كانت عليه على ممر التاريخ.
وأشار إلى أنَّ العدوان حاول استهداف صنعاء عسكريًا بالقصف المكثف وحدثت فيها عدد من أفظع الجرائم التي ارتكبها العدوان، حيث استهدفها بالأسلحة المحرمة دوليا وحاول احتلالها بحملات عسكرية كبيرة، وخصصوا لتحقيق أهدافهم الوهمية والسرابية مليارات الدولارات.
وأضاف السيد الحوثي: "كل ما يستطيع الأعداء فعله لاحتلال صنعاء فعلوه، لكنهم وصلوا لقناعة "صنعاء بعيدة قولوا له الرياض أقرب"، مؤكدًأن صنعاء محصنة بالاعتماد على الله والتوكل عليه والثقة به وبالمؤمنين الواثقين بالله ونصره وتأييده، وبالوعي العالي لدى أبنائها الأعزاء وسكانها من أبناء الوطن الأحرار.
ولفت السيد الحوثي إلى أنَّه وفي الأشهر الأخيرة قبل الهدنة أطلق العدوان حملات دعائية قبل القصف للضغط على الأهالي وتهجيرهم، كما خطط للقيام بتفجيرات واستهداف المواطنين في صنعاء بالعمليات الأمنية والسيارات المفخخة، ذاكرًا أن فشل الكثير من مؤامرات استهداف صنعاء أمنيا بفضل توفيق الله لرجال وزارة الداخلية وجهاز الأمن والمخابرات.
وتابع: "إن بعض الخلايا التي تم ضبطها جرى الإعلان عنها والبعض لم يعلن عنها لأسباب أمنية"، موضحًا أنَّ الأعداء يعملون من خلال استهداف الجانب الاقتصادي التضييق على معيشة الناس عبر الحصار، بالتزامن مع تنفيذ حملة تحريض للدفع بالناس نحو إثارة الفوضى وتحويل المعركة إلى صراع داخلي.
وأضاف قائد حركة "أنصار الله": "إن العدوان أراد أن يتصارع الناس فيما بينهم بدل أن تكون ردة الفعل تجاه العدو الذي يحاصر ويمنع دخول المشتقات النفطية، لكن الأعداء انصدموا بمستوى الوعي لدى مجتمعنا وصنعاء تحديدا لأن معظم حملات التحريض كانت تستهدف العاصمة".
وأشار إلى أنَّ بعض العناصر المدسوسة المتواجدة في أنحاء البلد تعمل كأبواق للدعايات والفتنة وتحاول إثارة الفتنة في صنعاء، مؤكدًا أن الشعب اليمني على درجة عالية من الوعي ويعرف من هو العدو والصديق.
كما أوضح أنَّ العدو استهدف العاصمة والبلد بشكل عام بالحرب الناعمة على المستوى الفكري والأخلاقي، لكنهم فشلوا ويفشلون بمستوى الصمود والوعي والالتزام الإيماني وقيم شعبنا الحميدة التي تجسد انتماءنا الإيماني، حيث صدم الأعداء بمستوى وعي الشعب اليمني وصبره على تحمل الجراح والآلام على كل المستويات.
وأكد السيد الحوثي أنَّ صبر الشعب اليمني هو نتيجة الإيمان، وهذه القدرة من الثبات والموقف لا يمكن أن تكون إلا لأمة تعتمد على الله وتثق به، لافتًا إلى أنَّ اليمن يعاني بشكل كبير في وضعه المعيشي والاقتصادي والأعداء استعملوا الحرب الاقتصادية لاستهداف كل أبناء اليمن.
ولفت إلى أن "الأعداء راهنوا على أنهم بضرب لقمة عيش شعبنا سيوصلوه إلى الاستسلام لكنهم صدموا بتماسكه وثباته، لكن الشعب اليمني لا يمكن أن يخضع وأن يركع وأن يستسلم وأن يعيش حالة العبودية إلا لله سبحانه وتعالى".
واكد: "مهما كان جبروت الأعداء وإمكاناتهم ومؤامراتهم فلا يمكن أن نصل إلى الانهيار والخضوع والعبودية، فحريتنا دين، ونحن شعب يثق بالله ولذلك لا ننكسر أمام المقارنات المادية".
وأضاف قائد حركة "أنصار الله": الأعداء الذين راهنوا على حسم معركتهم ما بين أسبوعين إلى شهرين وصلوا إلى العام الثامن وقد شبعوا يأسا وإحباطا، وأصبحوا في قرارة أنفسهم مؤمنين بهزيمتهم لأن شعبنا وثق بالله يوم وثقوا بأمريكا وراهنوا على تطبيعهم مع "إسرائيل"، فشعبنا تجاوز أصعب المراحل وأكبر التحديات والأخطار بفضل الله".
وأكد أنَّ "تحالف العدوان من فشل إلى فشل، وطالما بقي الشعب اليمني معتمدا على الله وناهضا بمسؤوليته فإن الله لن يخذله، فأعداؤنا مستكبرون، وإلا فكان الأفضل لهم أن يكفوا عن عدوانهم على بلدنا بعد فشلهم في كل ما سبق"، داعيًا قوى العدوان إلى إدراك أنه لا فائدة من استمرار عدوانهم وأنهم لن يصلوا إلى تحقيق أهدافهم.
وأوضح أنَّ الشعب اليمني لم يعتد على أحد لكنه ليس فريسة سهلة وعليهم أن يستوعبوا هذه الحقيقة، مشيرًا إلى أنَّ الأعداء مستمرون في توجهاتهم العدوانية، وحملاتهم وتجهيزاتهم واضحة، مبينًا أنَّ الحرب الناعمة تستهدف العنصر المعنوي في شعبنا وهو أهم عامل استند إليه في ثباته.
وشدد السيد الحوثي على ضرورة أن يكون الشعب اليمني على درجة عالية من الوعي واليقظة والبصيرة والانتباه لكل مؤامرات الأعداء وأنشطتهم التي تستهدفنا، لافتًا إلى أنَّ "العدو يعمل على إضعاف الجانب المعنوي لدينا كي نقبل الأعداء ولا يستثيرنا شيء ضدهم حتى جرائم الاغتصاب التي كان آخرها في حيس قبل أيام".
وأشار إلى أنَّ احتلال العدو وسيطرته يترتب عليها كل فساد، وأكبر فساد وأكبر طامة لو تمكنوا من السيطرة على هذا البلد، مؤكدًا أنَّه ليس هناك أي أولوية تماثل أولوية التصدي للعدوان ومنعهم من احتلال اليمن.
وأردف قائلًا: "إنه إذا أراد البعض جعل أي إشكال أو تقصير أولوية للتحريض وإثارة الفتنة فهو إما بوق للعدوان أو مغفل لا يملك الوعي تجاه الأولويات.. مؤكداً أن المنهجية الحكيمة لمواجهة أي إشكال أو أخطاء هي التوجه نحو المعالجة بشكل عملي أخويا في إطار المسؤولية".
وأكَّد السيد الحوثي "العمل على معالجة الإشكالات والاختلالات، وأن تبقى أولويتنا الكبرى هي دفع الفساد الأكبر وهو سيطرة الأعداء على شعبنا.. مشدداً على وجوب أن نكون في نشاط وتعبئة مستمرة، وأن نبقى في جهوزية واستعداد دائم والتصدي لكل أشكال الاستهداف".