اليمن
المدارس الصيفية اليمنية كابوس العدوان: جيلٌ ذو بصيرة
سراء جمال الشهاري
قضى أطفال اليمن عطلة هذا العام بين صفحات القرآن الكريم، ونفحاتِ سيرة النبي محمد صلوات الله عليه وآله. هو صيفٌ استثنائي تحرك فيه الجانب الرسمي والشعبي بعد دعوة السيد القائد عبد الملك بن بدر الدين الحوثي لفتح المراكز الصيفية، والاهتمام بهذ المحطة التربوية الهامة لبناء جيلٍ زاكٍ وواعٍ.
لقد شهدت مراكز ومدارس صيف هذه السنة اقبالاً كبيرًا وزخمًا واسعًا، ففي أمانة العاصمة وحدها بلغ عدد المدارس الصيفية المفتوحة 6279 مدرسة صيفية في 219 مديرية، منها 4801 مدرسةً للذكور، و 1478 مدرسة للإناث. في حين بلغ عدد الطلاب 427872، توزعوا ما بين 260013 طالبًا و 180714 طالبة. ووصل عدد المخيمات الكشفية 114 مخيمًا، والتحق بها 8255 طالبًا وطالبة.
يؤكد نائب رئيس اللجنة الفنية للدورات الصيفية أسامة المحطوري في حديثٍ خاصٍ مع موقع العهد الإخباري "أن الإقبال هذا العام على مدارس الصيف أدهش الموالف والمخالف، خصوصًا بعد تدشين السيد القائد للدورات الصيفية رغم ضعف الإمكانات المادية بسبب الحصار والعدوان الظالم على شعبنا". بحسب المحطوري "كُرّست جهود جبّارةٌ تشاركَ فيها الشعب والدولة".
ووفق احصائيات اللجنة المركزية للدورات الصيفية تطوّع للعمل في مدارس ومراكز أمانة العاصمة 26793 متطوعًا، منهم 16247 معلمًا و 10546 معلمة. ووصل عدد العاملين في المخيمات الكشفية 1187 عاملًا.
يفسّر المحطوري هذا الاهتمام الرسمي والشعبي "بأنه يأتي في إطار المواجهة الشاملة مع أعداء الله، إذ لا بد من تأهيل جيلٍ مسلحٍ بثقافة القرآن، يحمل الوعي والبصيرة، فتكون له هوية إيمانية تحصنه من استهداف العدو الثقافي والأخلاقي".
* يوميات الصيف
تنوع يوم الطالب في المدارس الصيفية بين برامج ثقافية ورياضية ومهارية وترفيهية. وُضعت هذه البرامج والدروس وفق توجيهات السيد القائد عبد الملك بن بدر الدين الحوثي، وركزت على التثقف بثقافة القرآن، وتنمية الوعي والروح الجهادية لدى الطلاب لمواجهة أعداء الأمة.
يقول المحطوري لـ"العهد" الإخباري إن "الطالب تلقى العلوم النافعة والمفيدة واللازمة فيما يتعلق بالدين بأبعاده الشاملة في الحياة، وليس وفق التصور الذي يؤطر الدين ضمن طقوس عبادية خالصة فقط. وبهذه الرؤية نُظمت الدروس والأنشطة في المراكز الصيفية".
من جهته، ينوّه مدير عام التنسيق التربوي والأنشطة الصيفية بوزارة الشباب والرياضة الأستاذ عبد الله الرازحي في تصريحٍ خاصٍ لـ"العهد" الإخباري "أن المراكز الصيفية ركزت على بناء الطالب وتأسيسه فكريًا وروحيًا، لتحقيق هدفٍ أعلى، وهو بناء جيل حضاري يعرف ربه وينهض بوطنه ويحذر عدوه".
الرازحي يذكر لـ"العهد" الإخباري بعض تفاصيل البرامج الصيفية "لقد حققت الأنشطة الصيفية هذا العام تنوعا خصبًا، بدءًا من الاهتمام بالصلاة والبرامج الايمانية والقيمية كأداء الصلاة جماعةً، وزيارة الأرحام، وعيادة المريض، والإحسان والإنفاق، وترسيخ قيم النظافة والتعاون، وغيرها من السلوكيات التي حاول الأعداء سلبها من المجتمع المسلم".
يشير الرازحي لـ"العهد" الإخباري الى أن "الأمسيات الثقافية حظيت بمشاركة أهالي الطلاب وشارك المجتمع هذه النشاطات التوعوية والفكرية، وفي مسيرة تحرر الشعب اليمني فعّلت المدارس الصيفية النشاط الزراعي، إذ تعلّم الطلبة أساسيات الزراعة عمليًّا ووفرت لهم المراكز بدائل للأسمدة المستوردة، فأزهرت المدارس الصيفية ثمارها وأينعت حريتها".
لقد تميزت مدارس الطلاب بأنشطة رياضية مختلفة كالسباحة وكرة القدم وكرة السلة، وأما مدارس البنات فقد اهتمت بتعليم الفتاة الخياطة والتطريز والأشغال اليدوية وأنشطةً مهاريةً أخرى، وأنتجت الطالبات مشغولاتٍ مختلفة من الملابس والإكسسوارات وما أشبهها.
* الصيفي يوجه بوصلة جيل الغد نحو فلسطين
قدّمت مدارس الصيف ضمن برامجها الثقافية قضية الأمة الأولى، وحرصت على تعريف الطلاب بالهدف الأسمى لكل يماني بتحرير أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.
يشير المحطوري لـ"العهد" الإخباري الى أن "تنمية وعي الطلاب بالقضية الفلسطينية، وتعريفهم بعدو الأمة الأوحد هو من البديهيات ومن صميم ثقافتنا، بل إن هذا الجيل يحمل من العنفوان الجهادي ما يجعل العدو قلقًا متوجساً، فلو لم يكن إلا شعار الموت لأمريكا الموت لـ"إسرائيل" لكفى. إضافة إلى الأمسيات والندوات والأنشطة الفنية والكشفية التي خُصصت لفلسطين".
وفي ذات السياق يوضح الأستاذ عبد الله الرازحي لـ"العهد" الإخباري أن "المدارس الصيفية ركزت على أن تكون القضية الفلسطينية من أهم أهدافها، فكانت في دروس المنهج وضمن الأنشطة التثقيفية، التي تعرف الطالب هويته الإيمانية وعدوه الحقيقي وأساليب مواجهته وعوامل الانتصار عليه، كما حرصت على توضيح مظلومية الشعب الفلسطيني وحقه في الحفاظ على مقدساته، واهتمت بترسيخ العداء للعدو الغاصب "إسرائيل" وتوضيح حقيقته وأنه محتل لا شرعية له ولا أحقية، وأننا نطمح للوصول إلى القدس لتحريرها من اليهود من خلال شعار (القدس أقرب)، فرسم الطلاب فلسطين في مجسماتهم ولوحاتهم ولبّوا القدس في برامجهم الثقافية المختلفة".
* تحالف العدوان يشعل حربًا اعلامية ضد مراكز الصيف
الدورات الصيفية قوبلت بحملات اعلامية شرسة قادتها وسائل اعلام تحالف العدوان، فمرةً أطلقت عليها اسم المراكز الصيفية الحوثية، وتارةً اتهمتها بانها أوكار تهدف إلى تسميم أفكار الجيل الناشئ، بل واعتبروها شكلاً جديدًا من أشكال حرب المليشيات ضد أطفال اليمن حسب وصفهم.
يُعلل المحطوري استياء دول التحالف من المراكز "بانزعاج الأعداء كثيرًا من الزخم والاهتمام الذي حظيت به مراكز الصيف، لأن الأعداء يؤمّلون أنهم وإن فشلوا في مواجهة الجيل الحالي، فسيحاولون استهداف الجيل القادم، فيفصلونه عن هويته، ليسهل عليهم ضربه عسكريًا وغيره".
جُنَّ جنون العدوان الأميركي السعودي من النجاح البارز والاستثنائي للدروس الصيفية، ورغم محاولته ايقاف نشاط المراكز وبناء حواجز بين المدارس الصيفية والمجتمع عبر تشويهها بدعاوى اعلاميةً مضللة، إلا أن أهالي الطلاب والمجتمع لمسوا ثمارها في أبنائهم، واستمر زخم المراكز والاقبال عليها حتى انتهاء الدورات الصيفية.
يؤكد مدير عام التنسيق التربوي بوزارة الشباب والرياضة الأستاذ عبد الله الرازحي لموقع "العهد" الإخباري أن "المدارس الصيفية نجحت هذا العام في تحقيق جملة من الأهداف الثقافية والفكرية وأسهمت في تعديل الأفكار الظلامية التي حاول العدو ومن والاه من المرتزقة والعملاء في الداخل والخارج ترسيخها في رؤوس أبنائنا وبناتنا في المدارس العامة وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، وهي إذ ركزت على تصحيح تلك الثقافات وتعديل السلوكيات الخاطئة، وبذلك تكون قد حققت نجاحًا كبيرًا ونصرًا واضحًا، بل باتت هذه المراكز أسلوبًا من أهم أساليب مواجهة هذا العدوان الأميركي الغاشم لا سيما مع هذا الإقبال الكبير من الملتحقين بها".
إقرأ المزيد في: اليمن
21/11/2024