اليمن
تحالف العدوان.. تحالف الإرهاب.. القصة الكاملة
صحيفة الثورة
أصبحت التنظيمات الإرهابية أهم أدوات هيمنة الدول الاستعمارية الغربية ، لشق صف الأمة ونهب ثرواتها والسيطرة على قرارها، هي نسخة محدّثة لجيوش الاستعمار الغربي القديم، لإعادة صياغة جغرافيا الإقليم، وتشويه الصورة السمحة للدين الإسلامي القائم على مبادئ الإخاء والتسامح ، ولا تزال تستخدم هذه الورقة لضرب الشعوب التي تواجهها بصورة غير مباشرة، ومن تلك الدول اليمن التي عمدت أمريكا عبر تابعيها من دول العدوان لاستخدام ورقة الإرهاب لاستهدافها أرضاً وإنساناً، بحسب ما استعرضه تقرير للجنة الدفاع والأمن حول “مشاركة تنظيم القاعدة وداعش ميدانياً في القتال تحت قيادة تحالف العدوان على اليمن” الذي أشار إلى ما تضمنته عدد من تقارير بعض أجهزة المخابرات للدول الغربية، و أكدت عليها أيضاً جميع التقارير السنوية للخبراء الدوليين المعنيين بمتابعة الحالة اليمنية والذي تستعرضه وتنشره صحيفة “الثورة” في السطور التالية :
منذ أن بدأ العدوان على اليمن بتحالف دولي بقيادة السعودية وتحت إشراف وتوجيه أمريكي مباشر في تاريخ 26 /3 /2015م لم يغب عن المشهد العسكري والقتالي في اليمن دور القاعدة وداعش في مختلف جبهات القتـال ضمن معسكرات وجيش مرتزقة العدوان بشكل علني وواضح، حيث شاركت مجاميع مسلحة من التنظيمات التكفيرية جنباً إلى جنب مع مقاتلي ما يسمى بالجيش الوطني حيـث بدأت تقارير لبعض أجهزة المخابرات للدول الغربية في نشر معلومات تشير إلى مشاركة القاعدة وداعش في الحرب على اليمن إلى جانب دول العدوان تلى ذلك تقارير مطولة لمراكز البحوث المعنية برصد وتتبع مسار التنظيمات التكفيرية وذلك وفق أدلة دامغة ومشاهدات ميدانية من مسرح العمليات القتالية لتأتي بعد ذلك جميع التقارير السنوية للخبراء الدوليين المعنيين بمتابعة الحالة اليمنية وجميعها تؤكد أن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب ومعه تنظيم داعش يقاتلان إلى جانب دول العدوان ضد الجيش اليمني واللجان الشعبية كما تم رصـد أسلحة غربية في أيديهم كانت قد بيعت لأدوات العدوان في المنطقة وهي (السعودية والإمارات)، وفي بداية مارس من العام ۲۰۲۱ نشر جهاز الأمن والمخابرات معلومات دقيقة عن نشاط عناصر تنظيم القاعدة شمل أسلوب حياتهم وهيكلهم التنظيمي ومناطق تواجـدهـم والتسلسل الإداري والعسكري فيما يسمى ولاية مارب، موضحاً أن محافظة مارب تمثل الشريان الرئيسي لتنظيم القاعدة في هذه المرحلة، وكل ذلك أصبح معلوماً لدى جميع من يتابع الشأن اليمني.
لمحة مختصرة عن العناصر التكفيرية
منذ بداية تواجدها في اليمن بعد الانتهاء من الحرب في أفغانستان في نهاية السبعينات وبداية الثمانينات بقيادة السعودي الجنسية أسامة بن لادن ومشاركة عبدالمجيد الزنداني ومجاميع يمنية كبيرة تحت مسمى الجهاد لمواجهة المد الشيوعي عاد الكثير من تلك العناصر إلى اليمن وبدأوا بإنشاء مسمى ” الجبهة الإسلامية” للمحارية الشيوعي في جنوب الوطن، وبما أن النظام في اليمن كان يمول تلك العناصر بمسميات متعددة حيث خصصت الحكومة آنذاك ميزانية بأربعة عشر مليار ريال مخصصة للمعاهد العلمية التي كان يديرها ويشرف عليها حزب الإصلاح بشكل مباشر، فانتشرت تلك العناصر في ربوع اليمن وأنشأت لها فروعاً في معظم قرى ومديريات الجمهورية العربية اليمنية وبتمويل سعودي بقيادة نايف بن عبدالعزيز آل سعود، بدأت باستقطاب الشباب لما تمتعت به تلك المعاهد من دعم كبير ووفرته من سكن داخلي للطلاب يتم فيه تأهيلهم بالفكر المتطرف وتدريبهم تدريبات عسكرية متنوعة، وشيئاً فشيئاً اتسع نطاقهم وكثرت أعدادهم ويجمهم جميعاً الفكر الوهابي التكفيري الذي يشترك فيه عناصر حزب الإصلاح وعناصر تلك التنظيمات التي تؤمن بذلك كعقيدة ثابتة.
وفي مطلع التسعينات فتح النظام في اليمن البلد أمام الآلاف مما عرف بالأفغان العرب وتم فتح مراكز لهم في بعض المحافظات وبالأخص في الجوف وصعدة ومارب لما تتمتع به تلك المحافظات من طبيعة جغرافية وعرة من الجبال والصحاري ليتحصنوا فيها، إضافة إلى وجود علاقات مباشرة لبعض مشائخ تلك المحافظات مع النظام السعودي الداعم الرئيسي لتلك التنظيمات التكفيرية، ولم يقتصر الأمر على احتوائهم في تلك المحافظات كعائدين من أفغانستان فقط وإنما قدم لهم النظام كافة التسهيلات وضم بعضهم في قوام الجيش اليمني وبرتب عالية وأمدهم بالسلاح والعتاد تحت مسمى محاربة الشيعة في الشمال والشيوعية في الجنوب، وقد وردت شهادات لعدد من قيادات الأفغان العرب منهم ” ناجح إبراهيم ونبيل نعيم” في كتبهما المؤلفة لهما وفي المقابلات الإعلامية معهما ان اتباعهما من التنظيمات الجهادية اخبروهما أن الرئيس اليمني قابل بعضهم ومنحهم رتبا عسكرية وأموالاً كثيرة ودمجهم في الجيش اليمني الرسمي وانهم أصيبوا بالدهشة أن الرتب العسكرية والأموال أغدقت عليهم مثل الرز، وان الرئيس اليمني اخبرهم ان المسؤول عليهم هو القائد العسكري علي محسن صالح كما أخبرهم ان جهادهم القادم هو أفغانستان اليمن إشارة إلى عدن، وبسبب التطورات التي شهدها المعسكر الاشتراكي آنذاك فقد وجد النظام بأنه قادر على السيطرة على المحافظات الجنوبية دون خوض حرب أو دماء، وبتحقيق الوحدة اليمنية في تاريخ 22 /5 /1990م ظهر نشاط الإخوان من السر إلى العلن بتأسيس حزب الإصلاح رسمياً، وانضمت تلك المجاميع في حزب الإصلاح كمجاميع قبلية بينما بقي الجناح العسكري ممثلاً في علي محسن صالح مع الرئيس اليمني في حزب واحد، ولم يكن الخلاف بين حزب الرئيس و حزب الإصلاح إلا خلافاً صورياً هدف منه النظام استدراج الاشتراكي شريكه في الوحدة الى دائرته، وترك لحزب الإصلاح تنفيذ ما لم يستطلع تنفيذه هو من تصفية واغتيالات لقيادات الاشتراكي والأحزاب الأخرى المعارضة للنظام.
بداية الانتشار
وقد بدا ذلك جلياً من خلال التحالف الكامل بين المؤتمر والإصلاح في حرب ١٩٩٤م والذي كان نتائجها تسليم المحافظات الجنوبية والشرقية للإصلاح وفروعه من تلك التنظيمات التكفيرية، واستولى حزب الإصلاح على تلك المحافظات بثرواتها وسكانها وأجهزتها الأمنية والإدارية واصبح الإصلاح هو الشريك البديل للاشتراكي في السلطة كاملة ومع بداية الألفية الجديدة وبعد مسرحية 11 سبتمبر 2001م في أمريكا وإعلان الأمريكيين ما سموها الحرب على الإرهاب خشي النظام في صنعاء من التحول الأمريكي خاصة بعد احتلال العراق فانخرط فيما عرف بالحرب الدولية ضد الإرهاب وقد وجد النظام في صنعاء تلك الحرب فرصة له للتخلص من المعاهد العلمية فاعلن توحيد ” التعليم وإلغاء هيئة المعاهد العلمية، لأنه كان يشعر ان مخرجات تلك المعاهد تشكل جيشاً موازياً للجيش بيد حزب الإصلاح ويخشى من الانقلاب على النظام نفسه.
وتحت ضغط حزب الإصلاح الشريك في السلطة تم استبدال تلك المعاهد بما سمي بجامعة الإيمان برئاسة عبدالمجيد الزنداني فيما بقي علي محسن صالح يوفر الحماية والدعم لتك التنظيمات التكفيرية ويمثل الحاضنة العسكرية لحماية جامعة الإيمان الملتصقة بالفرقة الأولى مدرع التابعة لعلي محسن رغم صدور بيانات أمريكية تصف فيها جامعة الإيمان ورئيسها الزنداني بالإرهاب وذلك كذريعة للتدخل في اليمن تحت مسمى محاربة الإرهاب المزعوم، ومع خشية النظام من تلك العناصر الا انه تم استخدامها بشكل مباشر في الحروب الست على محافظة صعدة منذ الحرب الأولى عام ٢٠٠٤م حتى الحرب السادسة وكان التكفيريون وعناصر حزب الإصلاح في مقدمة الجيش والمجاميع القبلية في الحرب على صعدة تحت مسمى محارية الشيعة الروافض وكان تحريضهم ومحاضرات مشائخهم وأفرادهم هي المهيمنة على معسكرات الجيش والمساجد والمدارس وغيرها من اللقاءات والتجمعات التي دعوا فيها للقضاء على الهوية الإيمانية والثقافة القرآنية التي ظهرت على يد الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي في محافظة صعدة عام ٢٠٠٢م، الذي دعا فيها الشهيد القائد إلى إعادة الأمة إلى ما جاء به النبي الأكرم والتمسك بالقرآن الكريم سلوكاً ومنهجاً وعدم اتخاذ اليهود والنصارى أولياء وفي مقدمتها العدو الأمريكي الراعي للإرهاب العالمي.
بداية انقسام وهيمنة السفير الأمريكي
وبعد قيام ثورة ٢٠١١م، التي انقسم فيها الجيش قسمين قسم مع علي صالح وقسم مع علي محسن، أخذت الثورة حالة من الصراع بين حزبي المؤتمر والإصلاح وكل له حلفاؤه كانت أمريكا في حالة بحث لإيجاد بديل عن نظام صالح يقدم تنازلات اكبر، فكان أمناء أحزاب المعارضة يلتقون بالسفير الأمريكي بشكل شبه يومي، حيث وجد السفير الأمريكي ” جيرالد فاير ستاين” في حزب الإصلاح وهادي بنيته بتقديم التنازلات لأمريكا أكثر من النظام السابق فوافقت أمريكا حينها على إزاحة صالح من المشهد السياسي، وكان إعلان الخائن هادي 25 /2 /2012م، أثناء تأديته اليمين الدستورية أمام البرلمان اليمني استمرار ما اسماه بالحرب على القاعدة والتعاون مع أمريكا مؤشراً على أن مسار السيطرة العسكرية والأمنية والسياسية ستأخذ واقعاً أوسع مما كان عليه إبان نظام صالح، فأصبح السفير الأمريكي هو الحاكم في اليمن فقد كشفت وثيقة صادرة عن السفارة الأمريكية في ٢٠١٢ م بأن السفير الأمريكي اصدر توجيهاته إلى الرئاسة بسرعة إصدار قرارات رئاسية لعدد من القيادات العسكرية في مناصب مختلفة بينها قائد جديد لقوات العمليات الخاصة ونائباً له ونائبا لرئيس هيئة الأركان العامة وبالعودة إلى ارشيف صحيفة الثورة الرسمية نجد أن أخبار السفير الأمريكي منذ يناير ۲۰۱٠م حتى سبتمبر ٢٠١٤م تصدرت الصفحة الأولى للصحيفة وبلغت ٣٣٦ خبراً بحجم مساحات أخبار الرئيس وكبار المسؤولين، كشفت فيها سيطرة السفير الأمريكي على كل مفاصل الدولة فهو الرئيس وهو القائد العسكري والمسئول الأمني الأول في اليمن، وهو من يلتقي القيادات العسكرية والمسئولين والأحزاب والمنظمات والخ)، وما بثته فناة اليمن الرسمية في مقابلات للسفير الأمريكي تحدث فيها عن هيكلة الجيش ومهام وزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان العامة ومساعديهم وكأنه الحاكم المطلق لليمن، ليست إلا دليلاً على ما قدمه النظام الجديد من تنازلات كبيرة لانتهاك سيادة اليمن ووضعه تحت الوصاية الأجنبية، ومع تزايد وتعزيز الأمريكيين لتواجدهم في اليمن كانت الأعمال الإجرامية تضرب العاصمة والمحافظات بشكل شبه يومي وينفذها عملاء أمريكا في المنطقة ” القاعدة التي تدعي أمريكا محاريتها.
تزايد العمليات الإجرامية
وخلال 3 أعوام من (٢٠١١ – ٢٠١٤م)، ارتكبت التنظيمات التكفيرية أكثر من ألف عملية إجرامية وفي عام ٢٠١٤م، فقط تم إغتيال ٢٦٤ شخصية عسكرية وأمنية وسياسية وأكاديمية وإعلامية، مما حدا بمعظم العسكريين من ضباط وجنود تغيير زيهم العسكري الرسمي والخروج من المعسكرات بالزي المدني حتى لا يكونوا هدفاً للتصفية من قبل التنظيمات التكفيرية خدمة للأهداف الأمريكية لاحتلال اليمن مما أتاح للأمريكيين إنشاء قواعد عسكرية في اليمن وشركات أمنية أمريكية تحت مسمى حفظ الأمن والاستقرار في اليمن بعد إفشال المؤسسة العسكرية والأمنية في السيطرة على الوضع وعجزها عن حماية المشاريع الخدمية والاستثمارية وحتى عن حماية قياداتها حسب وصف الأمريكيين آنذاك.
كشف المخططات الخبيثة
بعد ثورة الـ٢١ من سبتمبر ٢٠١٤م المباركة تم الكشف عن المهام الموكلة لتك الجامعة حيث كانت عبارة عن مأوى وسكن للعناصر التكفيرية يتم تدريبهم على عمليات الاغتيال والاعمال الإجرامية كما كشفت ذلك الوسائل الإعلامية عن وجود انفاق وخنادق داخل الجامعة، إضافة الى وجود وسائل الاغتيالات من اقنعة لإخفاء ملامح الوجه ومصنع عبوات متفجرة ودروع واقية من الرصاص مصنعة محلياً، وكشوفات ووثائق للمخططات العسكرية التي كانت تديرها ما يسمى بجامعة الإيمان، وقد ظهر جلياً ان العناصر التكفيرية لم تكن سوى أداة من أدوات أمريكا تستخدمها لتنفيذ أجندتها الاستعمارية من خلال المكالمة الهاتفية التي بثتها وسائل الإعلام اليمنية يوم الثلاثاء16 /3 /2021 م، بين رأس النظام علي صالح ومدير الإستخبارات الأمريكية (CIA ) وطلب الأخير من صالح الإفراج عن عنصر من عناصر الإستخبارات الأمريكية الـ(CIA ) إشارة إلى طلب الإفراج عن أحد أهم قيادات تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، مع أنه كان محتجزاً في الأمن السياسي بتهمة الإرهاب والإنتماء لتنظيم القاعدة وبعد قيام ثورة الـ ٢١ من سبتمبر ٢٠١٤ م المباركة وفرار الخائن علي محسن صالح المسؤول الأول عن حماية التنظيمات التكفيرية وفرار الخائن عبدالمجيد الزنداني زعيم التنظيمات التكفيرية في اليمن تمكن الجيش اليمني وبمساعدة اللجان الشعبية من القضاء على تلك التنظيمات في العاصمة صنعاء وبعض المحافظات كمحافظة البيضاء التي أنشأت لها القاعدة ولاية فيها، بمنطقة المناسح، وفي غيرها من المناطق فتم قتل الكثير من تلك الناصر التي ترعرعت في ظل هيمنة السفير الأمريكي على اليمن بشكل مباشر وفرار البعض منهم لمناطق ومحافظات أخرى، وإن مجلس الشوري يقدم في هذا التقرير المختصر إيضاحاً موجزاً عن مشاركة تلك التنظيمات التكفيرية بمسمياتها المختلفة في الحرب على اليمن تحت قيادة دول العدوان على اليمن كشريك رئيسي في الحرب وتحت غطاء أمريكي مباشر إعتماداً على الوثائق والتقارير الأمريكية والبريطانية التي كانت مشاركتهم بشكل رسمي وذلك لكشف الزيف الأمريكي بمحاربة ما تسمى التنظيمات الإرهابية وإثبات أنهم يقاتلون بإشراف وحماية ودعم أمريكي بالمال والسلاح وذلك على النحو التالي:
بداية مشاركة تنظيمى القاعدة وداعش في الحرب على اليمن
في يناير ٢٠١٥ بدأ انتشار تنظيم القاعدة وداعش على هيئة مجاميع مسلحة موزعة على أكثر من محافظة ليشكل حضوراً ميدانياً فاعلاً شمل تجنيد انصار التنظيمين في عدة محافظات في جنوب ووسط اليمن ، وذلك بعد أن عملا على استقطاب وتجنيـد الشـبـاب مـن خـلال الترويج لأفكارهم التدميريـة ومناهجهم التكفيرية عبر المساجد والمدارس واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة تحت مسمى إقامة دولة الخلافة الإسلامية التي أفصح عن إنشائها وتأسيسها زعيم تلك التنظيمات في اليمن عبدالمجيد الزنداني أثناء احدى كلماته في ساحة التغيير بصنعاء إبان ثورة ٢٠١١م ونقله البشارة للثوار أنذاك بسيطرة الخلافة الإسلامية عام ٢٠٢٠م في الجزيرة العربية برمتها، وفي مطلع ابريل ٢٠١٥م مع الأسابيع الأولى للحرب على اليمن أعلنت مجموعه إرهابية تابعة التنظيم القاعدة في جزيرة العرب سيطرتها على مدينة حضرموت في اقصى شرق اليمن حيث ظهـر زعيم ما يسمى بالقاعدة خالد باطري بمبنى السلطة المحلية وهـو يدوس على العلم اليمني بقدميه ليظهر مرة أخرى ليعلن أن تنظيم القاعدة يقاتل مع التحالف ضد الحوثيين في إحدى عشرة جبهة -حسب تصريحه، وفي مطلع فبراير ٢٠١٦م اعلنت القاعدة كذلك سيطرتها على مدن في محافظة أبين جنـوب اليمن الخاضع لدول الاحتلال، وفي العام ٢٠١٦م زاد تنظیم داعش مـن حجم نشاطه في اليمن حيـث كشفت التقارير عن تنفيذ ۳۲ عملية اغتيال واريع هجمات بسيارات مفخخة خلفت 34 قتيلاً و34 مصاباً في مدينة عدن اليمن الخاضعة لدول الاحتلال وحدها، ومثلت تلك العمليات البداية الأولى لتنظيم داعش في اليمن وظهورهـا بشكل علني وانتقالها من سـوريا والعـراق بعـد ارتكـاب ابشع المجازر والذبح للشعبين السوري والعراقـي بعـد تقـديم التسهيلات لهم انقلهم مـن سـوريا والعراق القتال في اليمن عن طريـق رحلات جوية بطائرات دول التحالف الى المحافظات الجنوبية التي تخضع للاحتلال الأمريكي السعودي الاماراتي الإسرائيلي .
نشر الخوف والذعر
الجدير بالذكر ان داعش منـذ وصولها اليمن استخدمت استراتيجية تنظيم القاعدة في تنفيذ هجمات انتحارية كبرى واستهداف كبار المسؤولين حيث ركز تنظيم داعش على المسؤولين الموالين لهادي لخلق الخـوف والذعر في أوساط مقاتلي خونـة الـوطـن مـمـا يسمى بالجيش الوطني والسيطرة على كافة المقاتلين بمختلف مسمياتهم وانتماءاتهم السياسية والحزبية لارتباطهم المباشر بالأجهزة الاستخباراتية للدول الغربية، إضافة الى سيطرة تنظيم داعش على مدينة تعز وتحويلها الى معسكر كبير لتأهيل وتدريب جيش ما يسمى الخلافة الإسلامية مستعرضاً المدرعات الإماراتية والأطقم العسكرية التي ترفرف عليها رايات داعش التكفيرية لتوضيح وكشف مدى الدعم المادي والعسكري لذلك التنظيم من دول العدوان، كما قام تنظيم داعش بارتكاب جرائم حرب كبرى من إعدام لبعض أسرى الجيش واللجان الشعبية بأساليب وحشية إجرامية عبر تعليق قنابل على أعناق الأسرى وتفجيرها والقاء بعض منهم في زورق بحـري وتفجيره بمن فيه، وذبـح مجموعـة أخـرى بـنفس الأسلوب المتخذ في العراق وسوريا وإظهار الأسـرى ببدلات برتقالية اللون كـرمـز معـروف لتنظيم داعش التكفيري ووضع بعضهم في، مرتفع جبلي واطلاق الصواريخ عليهم مباشرة وتوثيق تلك الجرائم بالصوت والصورة ونشرها للعالم دون ان نسمع أي إدانة أو استنكار من أمريكا و أدواتها في المنطقة لتلك الأعمال الإجرامية البشعة المنافية لكافة الشرائع والقوانين والاتفاقيات الدولية بما في ذلك اتفاقيات جنيف الأربع المجرمة لتك الأعمال وتصنيفها بجرائم حرب كبرى لمن يسئ معاملة أسرى الحرب ، ويتضح من خلال ارتكاب تلك الجرائم البشعة وتوثيقها ونشرها انه ليس إلا إعلاناً عن وجود تنظيم داعش في اليمن بتغطية من دول العدوان وبمباركة أمريكية واضحة.
مشاركة القاعدة مع جيش الفار هادي
كانت مشاركة تنظيم القاعدة مع جيش الفار هادي بطريقتين مختلفتين حيث كانت الطريقة الأولى كانت عبارة عن مشاركة التنظيم ضمن تشكيلات العدوان ومرتزقته بالانخراط والاندماج مع جيش ما يسمى بالشرعية مع إخفاء أي علامات تدل علـى هـويتهم وانتمائهم للتنظيم لعدم إثارة الرأي العام الخارجي وإحراج دول العدوان دولياً.
وتمثلت الطريقة الثانية في القتال المنظم إلى جانب دول العدوان ضمن جبهات مستقلة أو ضمن مجاميع سلفية متشددة كما هو الحال في جبهات البيضاء وتعز ومـارب وجبهات الحدود ، وقد افصح عن ذلك زعيم تنظيم القاعدة الهالك قاسم الريمي بأن القتال ضد انصار الله فرصة لتجنيد عناصر جديدة في التنظيم.
الإعلام الدولي يكشف الحقائق
بدأ الإعلام الدولي يكشف الحقائق بالصوت والصورة حول مشاركة التنظيمات التكفيرية مع جيش هادي حيث بثت شبكة BBC البريطانية بالتزامن مع الذكرى الأولى للعدوان على اليمن تقريراً وثائقياً كشف فيه بالصوت والصورة عن تواجد مسلحي عناصر القاعدة في معسكرات ما يسمى الجيش الوطني ومشاركتهم القتال بصف دول العدوان في جبهة تعز، وقد جاء في أحد مقاطع التقرير على لسان أحد المقاتلين الرسميين وصفه لعناصر القاعدة بالمتشددين وانه لا يمكن التعايش معهم وانهم لا يمثلون الإسلام فقاطعته المراسلة بـأنكم تقاتلون معهم، فأجـاب بالنسبة للجبهـة نـحـن مـع بعض، كما كشف التقرير الوثائقي من BBC عن مشاركات عناصر سلفية ومليشيات متعددة في القتال بصف دول العدوان وذكر التقرير أن القناة البريطانية كشفت عن أدلة تفيد بأن قوات من تحالف العدوان قاتلت خلال احدى المعارك الكبرى على نفس الجبهة مع مسلحين موالين لتنظيم القاعدة ضد الجيش واللجان الشعبية وأضاف أن الفريق الذي يعمل على وثائقي جديد للـ BBC زار الخطوط الأمامية لمقاتلي التنظيم قرب مدينة تعز حيث توجـد قـوات مـن الإمارات والسودان ومسلحون تابعون للتنظيم .
صفقات تحالف العدوان مع تنظيمي القاعدة وداعش للقتال معها في اليمن
ابرمت دول تحالف العدوان عدة صفقات مع تنظيم القاعدة وداعش للإنخراط في القتال معها ضد أبناء اليمن حيث وصفت الوكالة الأمريكية (اسوشتيدبرس) الحالة القائمة بين دول العدوان وتنظيم القاعدة وداعش بأنه حالـة مـن حـالات تبادل المنافع. وأن التحالف عقد صفقات كثيرة مع تنظيم القاعدة وجرى إخراجها للإعلام على أنها انتصارات لتحالف العدوان في المحافظات الجنوبية لليمن.
وذكرت الوكالة بعض تلك الصفقات في المحافظات على النحو التالي: أولا، في المكلا (حضرموت) في ربيع ٢٠١٦ م انسحب مقاتلو تنظيم القاعدة من المكلا بعد سيطرتهم عليهـا واستيلائهم على مبلغ ١٠٠ مليون دولار وتم تـأمين خـروجهم مـن المكـلا مـع اسلحتهم والأموال التي نهبوها وقد ابرمت الصفقة بوساطة قبلية وذلك حسب ما ذكره قائد عسكري مرتـزق ، فيمـا ابـدى شيخ قبلـي للوكالـة إسـتغرابه مـن عـدم قـيـام الطـائرات بـدون طيـار باستهداف رتـل المنسحبين وقـال احـد الصحفيين للوكالـة: لـم نـر أو نسمع قتـالاً قـط، فقـد استيقظنا صباحا وقد اختفت القاعدة فيما أظهـر إعلام تحالف العدوان دخوله المكلا على انه انتصار للجهود الدولية للحرب على الإرهاب، ثانيا في ابين بعد انسحاب الجيش واللجان الشعبية من عدن وسيطرة تحالف العدوان عليها تمكن تنظيم القاعدة من السيطرة على زنجبار عاصمة محافظة ابين مع ست مدن أخرى فتم الاتفاق بين التنظيم ودولة الإمارات على ضم مقاتلي التنظيم إلى الأحزمة الأمنية بشكل رسمي على ان تظهـر انسحابها من تلك المدن إعلاميا ويذكر مراسل (أسوشيتدبرس) ان شاحنات القاعدة ظلت لأسبوع تسحب إلى مواقع جديدة متفق عليها مع دولة الإمارات دون أن تمسها طائرات تحالف العدوان بما في ذلك الطائرات الأمريكية بدون طيار بأي اذى.
ثالثا في شبوة من شهر فبراير ۲۰۱۸م اعلن سفير الإمارات يوسف العتيبة ما اسماه عملية السهم الحاسم في مديرية الصعيد بمحافظة شبوة بعد سيطرة مسلحي القاعدة على المديرية معلناً النصر على التنظيم امام كاميرات الإعلام بينما تذكر وكالة (أسوشيشيرس) الأمريكية انه قبل عدة أسابيع خرج مسلحو القاعدة على متن شاحنات صغيرة مقابل تلقي القاعدة مبالغ مالية بعشرات الآلاف من الريالات السعودية لنحو ٢٠٠ عنصر من عناصر القاعدة كما تم الاتفاق على ضم 70 عنصراً من القاعدة لتجنيدهم في قوات النخبة التي تشرف عليهـا الإمارات، فيما أبدت الوكالة سخريتها من النصـر الـوهمي الذي اعلنه يوسف العتيبة على القاعدة في شبوة .
أمريكا مع دول تحالف العدوان تزود تنظيمات داعش والقاعدة بمختلف الأسلحة
وجاء في تحقيق أجرته قناة CNN الأمريكية الإخبارية إن السعودية نقلت أسلحة أمريكية الى مقاتلي القاعدة وقال التقرير للقناة ان الجيش واللجان الشعبية تمكنوا من الاستيلاء على بعض تلك الأسلحة كغنائم حرب وقال محققون أن كثيراً من الأسلحة الأمريكية والبريطانية وجدت في ايادي مليشيات محلية (حزب الإصلاح) تقاتل في صف تحالف العدوان على اليمن لدى بعضها علاقات وثيقة مع داعش والقاعدة، تشمل تلك الأسلحة (عربات مدرعة ومنصات صواريخ وعبوات ناسفة وبنادق – متطورة)، وأن تنظيم القاعدة حصل على الذخيرة والأموال من تحالف العدوان تحت عنوان المقاومة، وفي يولیو ۲۰۲۰ م تفيد المعلومات بأن التنظيمات التكفيرية أبرمت مع مليشيا حزب الإصلاح اتفاقا يقضي بحصولهم على نسبة 40 % من الذخيرة التي يقدمها التحالف للمرتزقة في مارب تحت عنوان المقاومة وذلك مقابل فتح جبهات في البيضاء وتكثيف تواجد مسلحي التنظيم في جبهات مارب ، كذلك تفيد معلومات سابقة لمسؤول أمريكي أن حزب الإصلاح عمل بشكل منظم في تزويد القاعدة بالسلاح وايصال المواد المستخدمة لتفخيخ السيارات وصناعة العبوات الناسفة وقال المسؤول الأمريكي ان حميد الأحمر باع قناصات متطورة لتلك التنظيمات التكفيرية.
الطيران الحربي الأمريكي يساعد تنظيمي داعش والقاعدة
ساعد الطيران الأمريكي السعودي الإماراتي تلك التنظيمات التكفيرية اثناء تحرير الجيش واللجان الشعبية لمنطقـة قيفـة مـن التنظيمات التكفيرية في تلك المساحات الكبيرة والتضاريس الجبلية الشاهقة والتحصينات الكبيرة التي تمترس فيها الآلاف من مسلحي القاعدة منذ عام ٢٠٠٢م أي منذ ١٨عاماً وكانت منطلقاً لهم لشن الهجمات الإرهابية لقتل الأبرياء العزل ووضع المفخخات للآمنين على الطرقات والأماكن العامة وبمساعدة إرهابيين من مختلف الجنسيات والمحتمين في تلك المناطق الواسعة، حيث شنت الطائرات الأمريكية عشرات الغارات على مواقع الجيش واللجان الشعبية اسناداً لمقاتلي التنظيمات التكفيرية وما ذلك إلا مؤشر ودليـل مـادي على تدخل الولايات المتحدة الامريكية بنفسها، ومدى الارتباط الكبير بين تلك التنظيمات وأمريكا في العدوان على اليمن وحفاظا عليها بهدف تنقيد الأجندة الامريكية في أي مكان في العالم .
وكـالات عالميـة أمريكيـة تؤكـد دعـم أمريكـا لتنظيمـي داعـش والقاعدة
ذهبت مراكز بحثية أمريكية ودولية بأن داعش والقاعدة تقدمان لأمريكا خدمات في عدد من الدول المعادية للسياسة الأمريكية فقد نشرت وكالة (أسوشيتد برس الأمريكية ) في عام ۲۰۱٨م تقريرا مطولا حول علاقات التحالف بالقاعدة وكيف أتاح العدوان على اليمن للتنظيم ان يبقى حياً وقادراً على القتال وكيف تمت تقويته بل وتوقفت عنـه هـجمـات الطائرات بدون طيار، كما نقلت الوكالة الأمريكية القريبة من الاستخبارات الأمريكية عن مؤسسة جيمس تاون التي هي عبارة عن مجموعة تحليلات أمريكية تتعقب ما يسمى بالإرهاب أن أحد منتسبي المؤسسة ويدعى مايكل نايتس أن (الجيش الأمريكي يدرك بوضوح أن الكثير مما تفعله الولايات المتحدة في اليمن يساعد تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية ) وأضاف أن جزءاً كبيراً من الحرب على تنظيم القاعدة من قبل الامارات و المليشيات المتحالفة معها هي تمثيلية لأنه من شبه المستحيل ان تميز بين المقاتلين لتعرف من هو تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية ومن ليس كذلك، كما ذكرت وكالـة (أسوشيتدبرس) أن أحـد القـادة اليمنيين الموضـوع عـلـى قائمـة الإرهـاب الأمريكية وبسبب علاقته مع القاعدة تلقى في عام ٢٠١٨م بانتظام أموالاً من الإمارات لإدارة ميلشياته وان قائداً آخـر تلقی ۱۲ مليون دولار لقـواتـه مـن هـادي والذي بدوره يتخـذ احـد القيادات البارزة في القاعدة مساعداً له، وفي تحقيق الوكالة الاستقصائي الذي التقـت مـن خـلالـه مـا يزيد عن خمسين شخصية من جميع الأطراف ذكرت فيه بان مقاتلي القاعدة يقفون في اليمن في صف التحالف وبالتالي فهم في صف الولايات المتحدة.
التنسيق بين التنظيمات التكفيرية وأدواتها مع إسرائيل مباشرة
إن خصوصـيـة مـارب وأهميتهـا بالنسبة للإصلاح وطبيعة علاقته الفكرية والعقائديـة مـع تنظيمي داعش والقاعدة باعتبار مرجعتيهم الفكرية واحدة وهـو الفكر الوهابي التكفيري رغم اختلافهم الظاهري في المسائل التكتيكية إلا أنهم عندما يشعرون بالخطر تذوب تلك الخلافات ويصبحون جسداً واحداً في مواجهة ذلك الخطر كما يعتقدون، حيث لم يعد مشاركة تلك التنظيمات طي الكتمان وإنما أصبح واضحاً للعيان ليؤكد المؤكد من العلاقة الوثيقة والتنسيق الكامل بين دول التحالف والتنظيمات التكفيرية للقتال جنبا الى جنب في العدوان على اليمن فقد أصدر تنظيم داعش التكفيري في يوم الأربعاء 5 رجب ١٤٤٢هـ باسم ( ولاية اليمن – مارب) ما نصه ((ولاية اليمن مارب الأربعاء 5 رجب الـ١٤٤هـ بتوفيق الله تعالى: صولة لجنود الخلافة على مواقع تمركز فيها الحوثة المشركين في منطقة الكسارة في مأرب أمس ، أسفرت عن مصرع وإصابة عدد منهم وفرار البقية . والسيطرة على موقعين ولله الحمد والمنه)) وقـد نشـر هـذا البيان على الشبكة العنكبوتيـة تـحـت اسـم دولة الخلافة الإسلامية (ولاية مارب)، وبهذا البيان يكون التنظيم قد أكد وبما لا يدع مجالاً للشك مشاركته وبشكل علني إلى جانب دول العدوان. هذا وتجدر لإشارة الى ان مارب قد أصبحت الملاذ الآمن ومعقلاً رئيسياً لتجمع التنظيمات التكفيرية عقب هزيمتها العام الماضي في محافظة البيضاء وقد تزامن بیان داعش مع بيـان علـى لسان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي ، يحـذر فيـه مـن (التقـدم المتسارع في مـارب) لأن (ما بعد مارب إلا الجزيرة وما وراءهـا) حسب وصفه، وأضاف بقوله (حتى لا تتكرر مأساتنا التي عانينا منها قبل ١٣٤٠عاماً حين سقطت يثرب مـن أيدينا ومكة والجزيـرة مـن أبـديكم) وهـذا التصريح الخطير للمتحدث باسم الجيش الصهيوني الداعي فيه إلى حماية التنظيمات التكفيرية المتواجدة في مارب علنا يؤكد ضلوع واشتراك التنظيمات التكفيرية من داعش والقاعدة وحزب الإصلاح لخدمة المشروع الصهيوني لإنشاء إسرائيل الكبرى ( من الفرات إلى النيل) فالجميع يقاتلون ضد الجيش اليمني واللجان الشعبية تحت قيادة واحدة وتحت غطاء دول العدوان بهدف إجهاض ثورة الـ ٢١ من سبتمبر ٢٠١٤م المباركة التي أجهضت كل المشاريع الصهيونية في المنطقة.
كما أنه يوضح التنسيق الكامل بين تلك التنظيمات وإسرائيل مباشرة وخشية إسرائيل من القضاء على تلك التنظيمات التي تتخذها ذريعـة لتنفيذ اجندتها ومخططاتهـا الاستعمارية وان سقوط مـارب اليمنية والقضاء على التنظيمات التكفيرية فيها يمثل لهم كارثة كبرى لا تقل شأناً عن فقداتهم لمدينة يثرب قبل 1340 عاماً ومما يؤكد التنسيق والتعاون بين العدو الصهيوني ودول الخليج وأذنابهم من التكفيريين ما صرحت به إسرائيل في 15 فبراير ٢٠٢١ عن تأسيس (رابطة المجتمعات اليهودية الخليجية في دول الخليج الست) وكان أول تصريح للمنظمة هو (الالتزام بنمو وازدهار الحياة اليهودية في دول الخليج).
وبعد اعلان داعش السابق ذكـره – نشر القيادي الإخواني محمد الحزمي على حسابه في تويتر مقطع فيديو يظهـر فيـه أبـو الحسن المصري الملقب ” بالماربي ” الذي يعتقد انه زعيم تنظيم القاعدة في جزيرة العرب بعد اعتقال باطرة الذي عينه التنظيم خلفاً للصريع قاسم الريمي حيث كتب الحزمي في تغريدته (شاهدوا كلمة قوية للشيخ أبو الحسن السليماني المـاربـي حفظه الله يتحدث عـن واجـب الـدفاع عـن مـارب في اليمن ) وفي الفيديو يظهـر الإرهـابـي أبـو الحسن المصري الجنسية الملقب بالماربي وهو يحرض على قتال من يصفهم بـ “الحوثيين” ويقول ان ما يفعله مقاتلوه هـو دفاع عن مارب.
وهذا دليل على التنسيق الكامل بين حزب الإصلاح وبين التنظيمات التكفيرية من جهة وإسرائيل من جهة أخرى كما ورد على لسان احد اقطاب حزب الإصلاح والممثل لهم في البرلمان اليمني سابقا.
الانزعاج الدولي من تحرير الجيش اليمني لمدينة مارب اليمنية
رغم أن مدينـة ومحافظـة مـارب معقـلاً رئيسياً لـدول العدوان وحـزب الإصلاح والتنظيمات التكفيرية من داعش والقاعدة وامثالهم منذ بداية العدوان على اليمن وتو اجد قوى تحالف العدوان فيها بشكل علني من قيادات وجنود من جنسيات أجنبية سعودية وإماراتية وسودانية وغيرها من آلات وعربات ودبابات ومدرعات أمريكية وتضم العشرات من المعسكرات لدول العدوان وللمجاميع التكفيرية كما ورد ذلك في التقرير الأمني لجهاز الأمن والمخابرات اليمني وحدد أماكن تواجدهم بناء على الأدلة والوثائق الرسمية المؤكدة، ورغم أن محافظة مارب ليست ولاية أمريكية أو غربية وليست محافظة سعودية أو إمارة تابعة للإمارات إلا أنه ظهر انزعاج دولي كبير من قبل أمريكا وبريطانيا وكثير من الدول التابعة لهما وأبدوا علناً امتعاضهم من تقدم الجيش واللجان الشعبية لتحرير مدينة مارب، ودعوا عبر وزراء خارجياتهم للتوقف عن تحرير المدينة، رغم علمهـم ومعرفتهم بتمركز التنظيمات التكفيرية قبهـا وتواجـدهم بشكل كبير وبمجـاميع تقدر بـالآلاف فيتضح مـن ذلـك مـدى خـوف الـدول الاستكبارية بزعامة أمريكا من القضاء على تلك التنظيمات التكفيرية التي تتخذها كذريعة وشماعة للتدخل في شؤون اليمن واحتلال أراضيها.
تقارير جهاز الأمن والمخابرات
وبالاستناد الى ما كشفه جهاز الأمن والمخابرات اليمني يوم السبت الموافق 6 /3 /2021م فقد تضمن التقرير كماً كبيراً من المعلومات الدقيقة والهامة عن تنظيم القاعدة وامرائها ومعسكراتها والذي شمل أدق التفاصيل عن تحركاتهم من حيث المـاوى والبيوت والمزارع التي يتواجدون بها، أو التي يترددون عليها وأيضاً طبيعة معيشتهم وأسلوب تعاملهم فيما بينهم ومع غيرهم من الناس ليؤكد المعلومات التي توصلت اليها اللجنة عند الاعداد لهذا التقرير، وأضاف مزيداً من المعلومات الجديدة التي لم تكن معروفة من قبل، كما أشار التقرير إلى الحقيقة الجلية لتأسيس تنظيمي القاعدة وداعش على أيدي الأمريكيين أنفسهم حسب تصريحات هيلاري كلينتون التي ابانت عن تلك الحقيقة بالتنسيق .. مع المخابرات الباكستانية والنظام السعودي في عهد الرئيس الأمريكي رونالد ريجـان الـذي جنـد علماء المملكة لإصدار فتاوى لتجنيد الشباب وحشدهم للتجنيد ضمن أفراد القاعدة الذي يتزعمه الرجل السعودي أسامة بن لادن تحت مسمى الجهاد ضد الاتحاد السوفيتي الذي كان يمثل تهديداً كبيرا للولايات المتحدة و أطماعها الاستعمارية في المنطقة، والجدير بالذكر أن الرئيس الأمريكي السابق ترامب قد أدلى بعدة تصريحات بين فيها أن إنشاء تنظيم داعش تم علـى يـد الرئيس الاسبق اوباما، وأوضح تقريـر الجهاز ان أمريكا لازالت تستخدم هذه الورقة لضرب الدول والشعوب التي تواجهها بصورة مباشرة ومنها اليمن، حيث دفعت بتلك التنظيمات للقتال تحت قيادة دول العدوان.
انتصارات الجيش واللجان الشعبية
واختتم التقرير ان مجلس الشورى وفي ضوء المعطيات السابقة وما تحصل لديها من معلومات تستطيع القول ان الانتصار الكبير الذي تحقق على أيدي أبطال الجيش واللجان الشعبية للقضاء على اهم واكبر تجمع للتنظيمات التكفيرية في محافظة البيضاء منذ ١٩ عاماً وفي مناطق واسعة جداً بلغت الآف الكيلو مترات ولا تضاريس جبليـة وعـرة جدا وتحصينات جبليـة ومتـارس مستحدثة ودعم مادي وعسكري وأسلحة حديثة متطورة من قبل ودول العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي لم يكن ليتحقق لولا الرعاية الإلهية بالجيش واللجان الشعبية والإصرار والعزيمة والثبات لقادة وأفراد الجيش واللجان الشعبية والخطـة العسكرية المحكمـة مـن قـيـل القيادة السياسية والعسكرية التي استطاعت بفضل من الله تعالى وعونه وتأييده الحاق اكبر هزيمة لتلك التنظيمات التكفيرية ليس على مستوى اليمن فحسب وانما على مستوى الوطن العربي والعالم بأكمله، ففي شهر أغسطس من عام ٢٠٢٠م، تم تحرير مساحة تقدر بألف كيلومتر مربع كانت تحت سيطرة عناصر تابعة للقاعدة وداعـش حيث بلغ عدد المعسكرات التي تم السيطرة عليهـا أربعـة عشـر معسكرا منهـا سـتة معسكرات الـداعش) والبقيـة تابعة لتنظيم القاعـدة وحسمت المعركـة لصالح الجيش واللجـان الشعبية بالقضاء على تلك الجبهة التي عول عليها العدوان في تنفيذ مخططاته الإجرامية للنيل من عزة وكبرياء واستقلال الشعب اليمني وقد سقط خلال تلك العملية ما لا يقل عن ٢٥٠ فرداً من تلك العناصر ما بين أسير وقتيل ومصاب ، ومن بين القتلى عناصر من جنسيات عربية وأجنبية وقد كان ضمن القتلى زعيم داعش في اليمن المدعو رضوان محمد حسين قنـان المكنى ( أبو الوليد المدني ) والمسمى بـوالـي داعش في اليمن ومعه عدد من قيادات التنظيم الإجرامي في منطقة قيفه محافظة البيضاء، وقـد رصـدت الأجهـزة الأمنيـة عـدداً مـن العمليـات الإجرامية الـتي نفذتها عناصـر داعـش والقاعدة في محافظة البيضاء لوحدها وذلك خلال الفترة من يناير ٢٠١٥م إلى مايو ٢٠٢٠م لأكثر من ۲۲۷ عملية إجرامية تنوعت بين كمائن مسلحة واغتيالات وتفجير عبوات ناسفة كما عثرت الأجهزة الأمنية على معمل لتصنيع العبوات الناسفة والمتفجرات في مديرية ردمان محافظة البيضاء تابع لتعظيم القاعدة وقد كان ذلك المعمل داخل مبنى مكتب الشباب والرياضة وهذا يدل دلالة قاطعة أن التنظيم يعمل تحت غطاء ما يسمى بالحكومة الشرعية.
تحرير المحافظات
في بداية هذا العام ٢٠٢١ م وأثناء زحف الجيش واللجان الشعبية لاستكمال تحرير محافظة مارب من براثن احتلال التحالف ومرتزقته ولما وصل الأمر حد الاطباق على المدينة من ثلاث جهات واقتراب ساعة النصر للجمهورية اليمنية شعر المحتل بالخطر الأمر الذي جعله يحرك أدواته وبشكل علني وعلى غير العادة دفع التحالف مجاميع من مرتزقته والمتمثل بنظيمي القاعدة وداعش إلى الإعلان وبشكل رسمي وبدون مـواربـة يـوم الأربعاء الموافق 17 /2 /2021م مشاركتهما في جبهات مارب إلى جانب دول العدوان وحزب الإصلاح وجاء هذا الإعلان ليؤكد ما كانت أوردته كبريات الوكالات الإعلامية الدولية ومراكز الرصد والمتابعة لحركة التنظيمات التكفيرية وتقارير بعض أجهزة المخابرات للدول الغربية من أن تنظيمي داعش والقاعدة يقاتلان إلى جانب دول العدوان على اليمن منذ بدايته وقد أشرنا في هذا التقرير إلى جانب من تلك التحقيقات والمقابلات والتقارير، وفي هذه المرحلة يحاول تحالف العدوان ومرتزقته وعملاء الدفع بكل ثقلهم لمواجهة تقدم أبطال الجيش واللجان الشعبية باتجاه آخر معاقلهم مدينة مارب، لذا يتم حشد عناصر القاعدة وداعش ضمن صفوف ومعسكرات تحالف العدوان ومرتزقته في ما يعتبرونه معركتهم الأخيرة، ولما تمثله مدينـة مـارب مـن أهمية للسعوديين والأمريكيين والبريطانيين فإنهم يدفعون بمثل تلك الأدوات التكفيرية لأنهم قد يجدون فيهم ما ليس في غيرهم من الشراسة القتالية التي تبقي لهم السيطرة على المناطق الاستراتيجية.
تحقيق الأمن والسلام
ان حسن التخطيط ودقة التنفيذ قد أثمـرا نصراً بعد نصر يضاعف من رصيد الجيش والأمن واللجان الشعبية ويرفع سمعتهم القتالية العالية على مستوى المنطقة والعالم وهنا نؤكد أن الانتصار على الإرهاب المتمثل في التنظيمات التكفيرية سيحقق الأمن والسلام لكافة المجتمعات وينهي مسلسلات التفجيرات الجماعية والهجمات الإرهابية بالأحزمة الناسفة والمفخخات التي كانت تنفذ تحت مرأى ومسمع من قيادة النظام السابق سياسيين وعسكريين وتغطيتهم لكل تلك الجرائم الوحشية المنكرة، ولا شك بان فرار الكثير من أفراد تلك التنظيمات بعد هزيمتهم في محافظة البيضاء وانتقالهم للمحافظات الواقعة تحت سيطرة الاحتلال خاصة محافظة مارب لا زال يشكل خطرا محدقا بالمجتمع اليمني والعالمي على حد سواء ما لم يتم تطهير تلك المحافظات التي فروا إليها ليعم الأمن والسلام للجميع بإذن الله وبالتالي فإن الجيش واللجان الشعبية معنيان بتطهير تلك المحافظات لوضع حد نهائي لمشروع تلك الجماعات ، ولقد بات من المؤكد ان التنظيمات التكفيرية في الخطوط الأمامية للمعركة الكبرى على اليمن تمثل أحد المطارق الأميركة الأساسية إلى جانب بعض الدول الإقليمية في المنطقة للقيام بالعمليات المطلوبة لإعادة تشكيل الجغرافيا الاستراتيجية للإقليم بما يتوافق مع المطامع الأمريكية .
الجيش اليمنياللجان الشعبية في اليمنتنظيم القاعدة