اليمن
الخارجية اليمنية: التصريحات الأممية والدولية بخصوص جبهة مأرب تفتقر إلى الحد الأدنى من المنطق
انتقدت وزارة الخارجية اليمنية، اليوم السبت، طبيعة ومضامين التصريحات الأممية والدولية وغيرها من المواقف السياسية والإعلامية المتداولة والمتكررة بخصوص جبهة مأرب.
وأوضحت في بيان أن تلك المواقف تفتقر في مجملها للحدّ الأدنى من المنطق ويشوبها الكثير من الإصرار على التشكيك في حرص صنعاء على السلام والانتقاص من حقّها الطبيعي والمشروع في الدفاع عن النفس ومن دون الاستناد إلى أية معايير أو مقاييس معتبرة أو مفهومة.
وأعربت الخارجية اليمنية عن الأسف الشديد والاستياء إزاء هذا الأسلوب الانتقائي مع موضوع السلام في اليمن باعتباره لا يعبر عن وجود توجه حقيقي وواضح لدعم وقف الحرب كلياً في اليمن بقدر ما يكشف عن وجود توجّه نحو حلول جزئية وترقيعية، وهو ما يتنافى مع تطّلعات الشعب اليمني المظلوم من العمل الجاد والحقيقي لتحقيق السلام الشامل والمستدام.
وأكدت الخارجية اليمنية أهمية إدراك أن جبهة مأرب جبهة قديمة ومشتعلة ومستمرة منذ ست سنوات، شأنها شأن بقية الجبهات وليست وليدة اللحظة حتى تحظى بهذا التركيز والاهتمام الحصري، مبيّنة أن تحالف العدوان هو من فتح هذه الجبهة وليس صنعاء حتى يتم توجيه الخطاب إلى الأخيرة وبهذا الشكل الأحادي.
ولفتت إلى أنّ جبهة مأرب واحدة من أكبر الجبهات الرئيسة في الحرب العدوانية على اليمن، وقد بقيت على مدى السنوات الماضية وماتزال مسرحًا للقوات الأجنبية المحتلة ووعاء تحتشد فيه كل القوى والتنظيمات الظلامية ويأوي إليها كل المقاتلين الفارين من الجبهات والمعارك الأخرى.
كما أكدت الخارجية اليمنية أن جبهة مأرب تنطلق منها معظم العمليات الإرهابية التي تستهدف مجتمع مأرب والمجتمع اليمني ككل كما هو الحال بالنسبة لما طال أسرة آل سبيعيان والأشراف من إجرام هذه الجماعات المتطرفة وكثير من الأسر اليمنية التي عانت القتل والتصفية والاضطهاد وقطع الطريق والرعب والاختطاف والتعذيب لا لشيء وإنما على خلفية الانتماء الأسري أو المناطقي أو السياسي فقط لا غير.
ورأت الخارجية اليمنية أنّ تحالف العدوان أنشأ جبهة مأرب على نحو خاص لاجتياح العاصمة صنعاء، وظلّت منطلقاً لكل العمليات والهجمات العسكرية والإرهابية التي استمرت طوال الفترة الماضية تحت شعار "قادمون يا صنعاء" واستهدفت عمليًّا كل المحيط بما في ذلك قانية وصولاً إلى البيضاء وصرواح وبدبدة ومجزر والجوف ونهم وصولاً إلى مشارف صنعاء.
ودعت الخارجية اليمنية إلى وقف تجاهل معاناة الشعب اليمني التي تتفاقم وتتضاعف يومياً بفعل إغلاق مطار صنعاء والاحتجاز التعسفي لسفن الوقود المرخصة أممياً، معتبرة ذلك جريمة حرب ضد الإنسانية وانتهاكًا صارخاً لاتفاق ستوكهولم وقرارات مجلس الأمن وأخلاق الحروب وإهانة مباشرة للأمم المتحدة والمجتمع الدولي ووصمة عار في جبين الإنسانية جمعاء.
كما دعت الخارجية اليمنية إلى تحرك جاد لفتح مطار صنعاء الدولي والإفراج الفوري عن السفن كإجراءات عاجلة وضرورية لإكساب أي حديث عن السلام المستوى المطلوب من المصداقية والفاعلية.
وشددت على ضرورة إيجاد تحوّل حقيقي وعملي في طريقة وأساليب التعاطي مع موضوع السلام في اليمن وإطلاق المساعي والجهود على نحو يوفر القدر المطلوب من التوازن والتعاطي المنصف والمطمئن.
واعتبرت الخارجية اليمنية ذلك ضماناً لخطاب داعم للسلام ومواقف يتوفر فيها الحد الأدنى من الواقعية والمنطق والدفع الجاد والفاعل نحو خطوات عملية تبني الثقة وتبدد الشكوك والمخاوف وتخفف من معاناة الشعب اليمني وصولاً إلى خلق أجواء داعمة لكل الجهود الخيّرة ومنسجمة مع تطلعات الشعب اليمني إلى وقف العدوان ورفع الحصار عن كاهله وسحب القوات الأجنبية من أراضيه ومنع تدخل دول العدوان في شؤونه.
وجددت الخارجية اليمنية التأكيد على حرص القيادة وكل شركاء الموقف الوطني المناهض للعدوان، على العمل المشترك لتحقيق السلام الشامل والمستدام ..، مؤكدة تمسك الشعب اليمني بحقه الطبيعي والمشروع في الدفاع عن نفسه إزاء كل ما يهدد حريته وسيادته واستقلاله وأمنه واستقراره ووحدة وسلامة أراضيه.
وطالبت الخارجية اليمنية المجتمع الدولي الوقوف على ما قدمته صنعاء من مبادرات ورؤى منصفة للحل وما أبدته وتبديه من الحرص على السلام والتزامها أقصى درجات ضبط النفس مقارنة بما يقوم به الطرف الآخر من قصف وزحف وأعمال قتل وترويع وحصار وتجويع وتدمير واسع النطاق وغير ذلك من الأعمال العدائية الكبيرة والواسعة والمستمرة.