اليمن
السعودية تدعم فصائل سودانية بأسلحة صربية
أشار موقع "بيلينجكات" الإلكتروني الاستقصائي إلى ان الأسلحة التي اشترتها السعودية من صربيا وصلت إلى أيدي قوات الجيش السوداني والميلشيات السودانية، التي ارتكبت جرائم حرب في السودان بما في ذلك مجزرة بحق حوالي 120 شخصًا في حزيران/يونيو الماضي.
وقال الموقع إن "وصول الأسلحة الأوروبية إلى أيدي المليشيات يثير أسئلة خطيرة حول التزام السعودية ببنود اتفاقيات المستخدم النهائي الخاصة بالأسلحة النارية المصدرة إلى المملكة"، إذ تؤكد ال اتفاقيات أن الآلاف من بنادق الكلاشينكوف التي تم تصديرها "لم تكن لإعادة التصدير" وأنها "حصرية" لاستخدام وزارة الدفاع السعودية.
ونقل الموقع عن عضو معهد الأسلحة الصغيرة بول هولتوم قوله إن "ضمانات الالتزام بهذه الاتفاقات سياسية في المقام الأول، وهناك عادةً ضمان ضمني يشترط طلب تصريح قبل نقل الأسلحة إلى طرف آخر"، مضيفا ان أي عمليات نقل تنتهك ضمانات الاستخدام النهائي تعتبر "تحولا" لا ينبغي السكوت عنه.
ولفت إلى انها ليست المرة الأولى التي تنتهي فيها أسلحة قوى العدوان السعودي إلى أيدي قوى خارجية، إذ توصلت التحقيقات التي أجرتها كل من محطتي "الجزيرة" و"سي إن إن" إلى أن القوات السعودية والإماراتية حوّلت المعدات العسكرية الأمريكية إلى مرتزقتها في اليمن في انتهاك لضمانات المستخدم النهائي.
وبحسب الموقع، لم ترد وزارة الدفاع السعودية على أسئلة عما إذا كانت قد سمحت لميلشيات سودانية أو وحدات سودانية أخرى باستخدام الأسلحة النارية المشتراة من الخارج.
الأسلحة الصربية في يد الميلشيات السودانية
وأوضح الموقع انه في صيف عام 2018، نشر شريط فيديو على موقعي "يوتيوب" و"تلغرام" حول مواجهات جرت بين قوات العدوان ومجاهدو حركة "أنصار الله" اليمنية في وادي عليب، وأظهر بنادق قتالية من طراز "M05" من إنتاج شركة "Zastava" الصربية بجوار جثث قتلى العدوان، إلى جانب جوازات سفر سودانية وبطاقات هوية تابعة للميليشيات السودانية وذلك بعد تفتيش جثث القتلى.
وأضاف ان "أسلحة اخرى وجدت منها رشاشات خفيفة من نوع "M84" التي تنتجها الشركة نفسها".
كما أوضح ان الفيديو أظهر بطاقة هوية للميليشيات السودانية وجواز سفر صادر من نيالا، وهي مدينة في إقليم دارفور، وقد أخبر المسلحون السودانيون صحيفة "نيويورك تايمز" في كانون الأول/ديسمبر من العام الماضي أن نيالا كانت نقطة انطلاق رئيسية للميلسشيا من السودان إلى السعودية، وكانت منطقة دارفور بشكل عام بمثابة أرض تجنيد لهم.
ويظهر فيديو منفصل، في المنطقة نفسها، مجموعة مختلفة من مجاهدي "أنصار الله" يعرضون سلسلة من بنادق "M05" وجواز سفر سودانيا تم الحصول عليه بعداشتباكات حيث تم مصادرة جواز السفر في مدينة الجنينة عاصمة دارفور، بحسب الموقع.
وتفصل المواد الترويجية التي نشرتها شركة "Zastava Arms" السمات المميزة لبنادق "M05" التي تجعلها قابلة للتمييز عن بقية أنواع الكلاشينكوف الأخرى وتحديدا عن الأسلحة النارية الروسية أو الصينية أو الهنغارية أو الألمانية أو الرومانية أو البلغارية أو الأوكرانية أو الأمريكية أو غيرها من الأسلحة النارية من طراز كلاشينكوف المنتجة محليًا.
ولفت الموقع إلى أن "العلامات التي شوهدت على البنادق التي تم مصادرتها من الميليشيات السودانيين تعد سمات مميزة للإنتاج الصربي".
واستبعد الموقع إمكانية تعديل هذه الأسلحة للاستخدام الخاص، مؤكدا أن مصدرها هو صربيا، واشار إلى أن ما يؤكد صحة فيديو مجاهدي "أنصار الله" هو وجود معسكر سوداني يبعد أربعة كيلومترات عن المعبر الحدودي مع السعودية، ودمر بهجوم صاروخي في عام 2019.
وقال الموقع إنه "بعيدا عن قتال السودانيين في وادي عليب، فإنهم استخدموا بنادق صربية في جيزان في جنوب السعودية وقرب الحدود مع اليمن"، مشيرا إلى أن "انصار الله" أصدرت في تشرين الثاني/ نوفمبر 2008 شريطا أظهر جثثا لجنود سودانيين أو أفارقة قتلوا بأعداد كبيرة، وبجانبهم بنادق "أم أو فايف" في جيزان.
ووجد التقرير أن "غياب العلاقات بين السودان وصربيا، ووجود أسلحة البلد الأخير في يد السودانيين منتشرة في مناطق تابعة للسعودية هو تأكيد أن مصدرها هو مخازن السلاح السعودية".
وختم "بيلينجكات" قائلا إن "الكشف عن تحويل أسلحة من وزارة الدفاع السعودية أو بعض أقسامها لاستخدامات لا تنص عليها الاتفاقيات يأتي في وقت تتعرض فيه السعودية لانتقاد بسبب عدوانها على اليمن، وقد قررت محكمة بريطانية قبل فترة أن مبيعات السلاح البريطانية للمملكة غير قانونية، فيما استخدم الرئيس دونالد ترامب الفيتو لمواجهة ثلاثة قرارات في الكونغرس تدعو لحجب مبيعات السلاح عن الخليج".