نقاط على الحروف
"LBC"..الهوامش عالسّوا
هيثم أبو الغزلان
يقول أحد الشعراء الشعبيين:
يا بلدنا يا عجيبه فيكي حاجه محيراني....نزرع القمح في سنين يطلع القرع في ثواني
كنت مشاركًا يوم الثلاثاء (30-7-2019)، في التظاهرة الحاشدة التي قُدّر عدد المشاركين فيها بعشرات الآلاف، واستخدم عشرات المصورين الـ (ZOOM IN) و (ZOOM OUT) على (راحتهم) وكما يشاؤون، فيما ركّز مندوب (LBC) في صورته على بضع عشرات من المشاركين في رسالة سياسية أهدافها واضحة وغاياتها معروفة.
خروج اللبنانيين والفلسطينيين بدعوة من اللقاء السياسي اللبناني والفلسطيني رفضًا لقرار وزير العمل اللبناني كميل أبو سليمان، جاء رفضًا لقراره مساواة اللاجئ الفلسطيني المقيم في لبنان قسرًا، والذي هجّرته آلة الحرب الصهيونية، مساواته بالأجنبي. فهي إذا ليست للضغط لكي يعيد التاريخ نفسه كما جاء في مقدمة النشرة المسائية لقناة (LBC)، إنما هو شعور لبناني بالظلم اللاحق بالفلسطيني، مما جعل هذه التظاهرة الحاشدة في مدينة صيدا كالتظاهرات الحاشدة التي كانت تنطلق وتجوب أرجاء المدينة رفضًا للغزو الأجنبي للبلدان العربية في تسعينيات القرن المنصرم.
أليس من الأحرى بقناة (LBC) أن تساهم في حل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين الذين حيدهم عشرات وزراء العمل اللبنانيين لخصوصية (مشكلتهم)، مع أنهم كلّهم كانوا يطبقون القانون الذي تتباكى (LBC) عليه. بينما يصر وزير العمل الحالي أبو سليمان على حصارهم وتجويعهم الذي يساهم في انتزاع صفة اللجوء عنهم وبالتالي العمل على توطينهم!!
ولماذا إصرار (LBC) على استحضار لغة الحرب، فيما آلاف الفلسطينيين واللبنانيين الذين خرجوا بالتظاهرات الحاشدة يركزون على سلميّة المطالب، ولم يُغلق أحد من مسؤوليهم باب الحوار الجاد والمسؤول؟!
وإذا كان وزير العمل يقول إنه ضد صفقة القرن التي من مخرجاتها الأساسية إنهاء قضية اللاجئين، فمن المفترض أن يكون إلى جانب اللاجئين معززًا صمودهم بتعزيز صفة اللجوء وإعطائهم المزيد من حقوقهم الطبيعية والإنسانية إلى حين عودتهم إلى ديارهم التي اقتلعوا منها بفعل المجازر والعدوان الصهيوني المستمر...
لقد كان منطق المؤسسة اللبنانية للإرسال (LBC) مفككًا يستعيد اللغة (الحربجية) ومنطق الفتنة، ويوغل في استعادة بدايات الحرب اللبنانية محرضًا على النائب اللبناني الدكتور أسامة معروف سعد، وعلى تظاهرة سلميّة مرخّصة ومنضبطة وبحماية القوى الأمنية اللبنانية (ويبدو أن (LBC) لم تسمع باجتماع مجلس الأمن الفرعي في صيدا وقراراته الصادرة قبل أيّام حول التظاهرات والتّجمّعات). ولم تر (LBC) الأطفال الفلسطينيين في أكثر من مخيم ومنطقة لبنانية وهم يقدمون الوردود هدية لأفراد من الجيش اللبناني والقوى الأمنية اللبنانية تعبيرًا عن الامتنان وتقديرًا لجهودهم في حماية السلم الأهلي الذي تسعى مقدمة نشرة أخبار (LBC) إلى إشعال فتيل الفتنة فيه.
لقد سعت (LBC) في مقدمة نشرتها الإخبارية المسائية إلى توسيع دائرة استهدافها الفلسطينيين مستحضرة الوجود الفلسطيني في الأردن وسوريا ومصر، مُغفلة عن قصد أن الفلسطيني في تلك البلدان التي ذكرتها لا يشكو مما يشكو منه ويعانيه الفلسطيني في لبنان.
هل تدرك (LBC) أن منطق الحرب الذي استجرّته، لم يعد مقبولًا وليس مسموحًا به عند الفلسطيني الذي يؤكد دائمًا على سيادة القانون وعدم التدخّل في الشؤون الداخلية اللبنانية، وعلى حياده الإيجابي الذي لم تستطع كاميرا (LBC)، ولا منطقها (الحربجي) الأعوج والأعرج رؤيته من خلال الممارسة العملية لسياسة الحياد الإيجابي التي اعتمدها الفلسطينيون في لبنان طيلة السنوات السابقة.
بالفعل إنه منطق أعوج وقاصر الذي استخدمته (LBC)، لكنّه منطق فشل في إيصال الرسالة (فالهوا لم يأت على سوا)..
إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف
22/11/2024
الإعلام المقاوم شريك الجهاد والتضحيات
20/11/2024
ما بين عامَي 1948 و2024 ما الذي تغيّر؟
20/11/2024
أن تصبح سردية العدو شغل LBCI الشاغل!
18/11/2024
عن قائد كتيبة الإعلام المحارب..
16/11/2024