إنا على العهد

نقاط على الحروف

في تعريف "الخيبة" على "العربية".. 
21/02/2025

في تعريف "الخيبة" على "العربية".. 

أمّا وقد تجاوزت قناة "العربية" التّطبيع معنويًا بعدما تمنطقت بالمفردات الصهيونية وبالأدبيات المعادية وبالسلوك الإعلامي "العبري" قبل الحرب وفي أثنائها وبعدها، أصبح من اللّافت للنّظر أن نرى في بثّها طرحًا لقضية "التطبيع" من أي زاوية كانت. 


يقول الخبر، أنّ الداعية السعودي الشيخ علي بدحدح تلقّى دعوة للظهور على إحدى القنوات "الإسرائيلية" ورفضه كونه سلوكًا تطبيعيًّا. وتناهى مع الخبر إلى سمع "العربية" أنّ الداعية الدكتور محسن العواجي قد استنكر موقف بدحدح، معتبرًا أنّ تلبية الدعوة تلك لا تُعدّ تطبيعًا، فما كان منها إلّا المسارعة لاستضافة الداعية العواجي على اعتبار أنّه "فرصة ذهبية" للتبليغ عن صحّة الظهور على القنوات "الإسرائيلية".. وهنا بدأ تعريف الخيبة.

في اللحظات الأولى للقاء، يؤكّد العواجي أنّ مجرّد الظهور على قناة "إسرائيلية" ليس تطبيعًا ولا هو مقدّمة للتطبيع، ويعلّل ذلك بثقتنا بالله وبأنفسنا وبمقدرتنا على التعبير عن ديننا وقضايانا. إلى هنا، وجه المذيع مستريح تمامًا، ويبدو فخورًا بالداعية وبالمادة التي يقدّمها. لكن ذلك لم يطل، فحديث العواجي تحوّل إلى تقريع مهذّب للقناة التي تفوّقت على زميلاتها العبريّات بالتصهين وباللاموضوعية في مقاربة صراعنا مع العدوّ. هنا، يحاول المذيع إخفاء تشنّجه وخيبة قناته بالهروب إلى الأمام ومحاولة التذاكي بأخذ "سكوب" من الداعية، ولو جملة واحدة تقول بمقبولية الظهور على القناة "الإسرائيلية"، ليجري ربّما اقتطاعها لاحقًا واستخدامها في إطار تشريع التطبيع لدى عامة الجمهور، ولكنّه زاد طينه بلّة، فالعواجي وبذكاء شديد، كرّر ما قاله حول أهمية الحديث عن شرعية المقاومة وجرائم العدوّ الصهيوني وحقّنا بتحرير كامل الأراضي المحتلّة، وأكّد، بسخرية ذكية، أن الظهور على قناة "إسرائيلية" قد يكون أكثر جدوى وإنصافًا لقضايانا منه على قناة "العربية" التي تموضعت بالكامل في معسكر العدوّ خلال العدوان على غزّة.

خابت العربية على الهواء مباشرة. وجاءت خيبتها هذه من حيث توقعت العكس تمامًا، إذ ظنّت أنّ المحتوى الإعلامي المتوقّع من استضافة الدكتور العراجي يخدم أهدافها تمامًا ويتماهى مع توجهاتها التطبيعية ومسارها المتصهين أكثر من الإعلام الصهيوني نفسه. بكلام مختصر، في لحظة إعلامية بارزة، أرادت "العربية" عرض مادة تشجّع على الظهور على القنوات "العبرية" فقُرّعت بتهذيب شديد، وتحوّلت إلى مادة سخرية سوداء مهذّبة جعلت وجه مذيعها مكفهرًا، وإن لم يكن ذلك كافيًا لصحوة ضمير مهنيّ مفقود وتفعيل أخلاق إنسانية يجري استئصالها من نفس المرء كشرط للتوظيف في قنوات التصهين العربي، إلّا أنّه كان فرصة لتعرية العربية وتظهير بعثرة حروفها حتى صارت بامتياز "العبرية".

التضليل الإعلاميالعدوان الإسرائيلي على لبنان 2024

إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة