معركة أولي البأس

نقاط على الحروف

"حق الرد" و"الدفاع عن النفس" وكيل واشنطن بمكيالين؟!
13/08/2024

"حق الرد" و"الدفاع عن النفس" وكيل واشنطن بمكيالين؟!

الحق من المنظور الأميركي خاضع لازدواجية المعايير، يدور بين الأطراف المتنازعة، وفقًا لمصالح الإدارة الأميركية وتحالفاتها.. هناك في البيت الأبيض، الحق وجهة نظر.. "حق الدفاع عن النفس" مشروع ومباح لربيبتها المعتدية "إسرائيل".. لكنه ممنوع عن إيران المعتدى عليها..


هكذا يلتصق الحق بمن يكون حليفًا لواشنطن.. بإمكانها أن تمحو وتغفر له جرائمه ولو كان توصيفها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية ومعاقباً عليها دوليًا .. بنظر "البيت الأسود" كل ذلك مبرر و"حق دفاع عن النفس".. أما من كان عدوًا لواشنطن وشاءت الأقدار أن يكون طرفًا في نزاع مع كيانات أو دول حليفة لأميركا كروسيا في حربها ضد أوكرانيا والصين بمواجهتها مع تايوان.. فلا حق لهؤلاء.. ولا حق لإيران أو جبهة المقاومة أيضًا.. هنا يتحول تشريع الحق إلى لغة دبلوماسية، وسؤال عن المصلحة والفائدة، وتطفو ثرثرة السلم الدولي والإقليمي على السطح الدبلوماسي.  


تصطف أميركا دومًا خلف حلفائها ومنهم "إسرائيل" وتدعمهم وتبرر لهم كل حروبهم وتمدهم بجسور جوية من القنابل الفتاكة.. وطبول ومزامير إعلامية لمسح بصماتهم وغسل أيديهم من دماء الأبرياء بشماعة "حق الدفاع عن النفس"...، وحادثة مجدل شمس لا تزال ماثلة أمام أعيننا.. كان الدم في الأرض.. وكل الدلائل تؤكد أنه صاروخ اعتراضي أطلقه جيش الاحتلال وأخطأ مساره.. رغم ذلك سارعت الجوقة الإعلامية لتبني رواية جيش الاحتلال وكذبته الكبيرة دون محاولة تقصي الحقائق.. فليس المهم هنا التأكد مما إذا كان العدو هو المتسبب بالمجزرة، كما تأكد لاحقًا من خلال وقائع مماثلة في عكا وسواها.. المهم والأهم بالنسبة للأميركيين البصم على "حق إسرائيل بالرد والدفاع عن نفسها".. والطامة الكبرى أن هؤلاء الذين يتبجحون بـ"حق وحقوق" لـ"إسرائيل" يتناسون أنها في الأساس كيان محتل وغاصب..، وفي الأساس لا حق له بالوجود لا في مجدل شمس المحتلة من أراضي الجولان السوري ولا في أراضي فلسطين المحتلة.


في المقلب الآخر، هاجمت "إسرائيل" إيران وقصفت عاصمتها طهران، في اعتداء واضح وصارخ بمخالفاته لكل القوانين الدولية.. فجأة تبخر حق إيران بالدفاع عن نفسها وتبخرت معه الشرائع الدولية، لماذا؟! .. لأن إيران هي المعنية بالرد وليست "إسرائيل"..؟!.


صيف "حق الرد أو حق الدفاع عن النفس" وشتاؤه تحت السقف الأميركي تحول مع إيران الى أمسيات دبلوماسية وحديث عن مصالح المنطقة التي تقتضي عدم التوتير.. تلك المصالح ليست موجودة بالمفهوم الأميركي لإيقاف عربدة "الإسرائيلي" ووضعه عند حده ومنعه من ضرب عواصم المنطقة سواء في طهران أو بيروت.. أما بحال هددت إيران وجبهة المقاومة بالرد وبممارسة حقها المشروع والمعترف به دوليًا، حينها فقط تتحرك أروقة الدبلوماسية الأميركية وتتبجح بعدم التصعيد وتنادي بمصلحة المنطقة.. لكن السؤال: أين كانت هذه المصلحة حينما اعتدى العدو على إيران ولبنان؟ أين كانت طوال أكثر من عشرة أشهر من الدمار والمجازر بحق الفلسطينيين في غزة.. أين كانت المصلحة بعدم التوتير حينما قدمت واشنطن لنتنياهو كل أشكال الدعم المادي والمعنوي والإعلامي والدبلوماسي لاستكمال عدوانه على غزة وأبنائها، أين كانت يوم خصصت جسور جوية لإمداده بالقنابل والصواريخ التي تزن مئات آلاف الأطنان ليلقي بها على شعب أعزل.. كيف يمكن لواشنطن أن تكيل هكذا بمكيالين؟ وكيف تسمح لنفسها بالكلام عن الحقوق وتحديد ما هو حق، وليس حق، وهي ليست محايدة بل شريكة بسفك دماء الفلسطينيين واللبنانيين وغيرهم؟..

 

وهل ننسى كيف تحول الموقف الأميركي المرحب بالجنائية الدولية لإصدارها مذكرات اعتقال بحق مسؤولين من روسيا في خضم حربها مع أوكرانيا، إلى إدانة لتلك المحكمة لإصدارها أوامر اعتقال بحق رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو على خلفية جرائمه في غزة، وكيف حاول مجلس النواب الأمريكي محاصرة تلك المحكمة وقضاتها والضغط عليهم عبر إقرار مشروع قانون عقوبات عليها بعد تحركها لإصدار تلك المذكرات بحق قادة الكيان الغاصب.. فعن أي حياد وأي حق تتكلمون؟!

روسياالولايات المتحدة الأميركيةالكيان الصهيونيايران

إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة
بوتين: السنوات الـ20 المقبلة ستكون أكثر صعوبة
بوتين: السنوات الـ20 المقبلة ستكون أكثر صعوبة
موسكو: الولايات المتحدة دولة غير صديقة.. بوتين قد لا يهنّئ ترامب بفوزه 
موسكو: الولايات المتحدة دولة غير صديقة.. بوتين قد لا يهنّئ ترامب بفوزه 
زاخاروفا: النظام الانتخابي الأميركي "ضرب من الخدع"
زاخاروفا: النظام الانتخابي الأميركي "ضرب من الخدع"
روسيا وإيران بصدد توقيع معاهدة شراكة استراتيجية شاملة تشمل تعزيز التعاون الدفاعي
روسيا وإيران بصدد توقيع معاهدة شراكة استراتيجية شاملة تشمل تعزيز التعاون الدفاعي
بوتين: الجيش الروسي حاصر القوات الأوكرانية في مقاطعة كورسك 
بوتين: الجيش الروسي حاصر القوات الأوكرانية في مقاطعة كورسك 
عدوان بثلاث غارات على منطقتي النهدين والحفاء في العاصمة صنعاء
عدوان بثلاث غارات على منطقتي النهدين والحفاء في العاصمة صنعاء
تحليل صهيوني: ترامب ليس في جيبة نتنياهو
تحليل صهيوني: ترامب ليس في جيبة نتنياهو
نتنياهو أكّد لإدارة بايدن عدم اعتزامه تنفيذ إقالات جديدة
نتنياهو أكّد لإدارة بايدن عدم اعتزامه تنفيذ إقالات جديدة
ترامب يبدأ تعييناته
ترامب يبدأ تعييناته
"يديعوت أحرونوت": هل يتكرّر سيناريو انتقام أوباما من "اسرائيل" في نهاية ولاية بايدن؟
"يديعوت أحرونوت": هل يتكرّر سيناريو انتقام أوباما من "اسرائيل" في نهاية ولاية بايدن؟
هل فشل العدو "الإسرائيلي" في عدوانه على لبنان؟ قراءة عسكرية ميدانية
هل فشل العدو "الإسرائيلي" في عدوانه على لبنان؟ قراءة عسكرية ميدانية
أمستردام  وتتويج سقوط "الهسبرة" الصهيونية
أمستردام وتتويج سقوط "الهسبرة" الصهيونية
تحليل لـ"معاريف": كاتس بلا مؤهّلات وغير كفؤ وهليفي قد يكون التالي بعد غالانت
تحليل لـ"معاريف": كاتس بلا مؤهّلات وغير كفؤ وهليفي قد يكون التالي بعد غالانت
قضية الوثائق السرية المسرّبة تتفاعل: المستشارة القضائية لحكومة الاحتلال تُصادق على التحقيق مع نتنياهو
قضية الوثائق السرية المسرّبة تتفاعل: المستشارة القضائية لحكومة الاحتلال تُصادق على التحقيق مع نتنياهو
فيديو| المقاومة الإسلامية في العراق تهاجم هدفين شمال فلسطين المحتلة بالطيران المُسيّر
فيديو| المقاومة الإسلامية في العراق تهاجم هدفين شمال فلسطين المحتلة بالطيران المُسيّر
إيران وسورية في وجدان الشهيد القائد نصر الله
إيران وسورية في وجدان الشهيد القائد نصر الله
اهتمامات الصحف الإيرانية ليوم السبت 2-11-2024
اهتمامات الصحف الإيرانية ليوم السبت 2-11-2024
الدفاع الجوي الإيراني وأكتوبر الأسود على الصهاينة من مواضيع الصحف الإيرانية لهذا اليوم
الدفاع الجوي الإيراني وأكتوبر الأسود على الصهاينة من مواضيع الصحف الإيرانية لهذا اليوم
بمشاركة حاشدة.. تشييع جثامين شهداء التصدي للعدوان الصهيوني في إيران
بمشاركة حاشدة.. تشييع جثامين شهداء التصدي للعدوان الصهيوني في إيران
بزشكيان: سنرد بشكل مناسب على العدوان الصهيوني
بزشكيان: سنرد بشكل مناسب على العدوان الصهيوني