نقاط على الحروف
السيد محسن شهيدًا على طريق القدس
بعد تأخير محدود ريثما تم التأكد وانتشال الجثمان من بين ركام العدوان "الإسرائيلي" الصاروخي الآثم، نعى حزب الله القائد الجهادي الكبير فؤاد شكر (السيد محسن) شهيدًا على طريق القدس. ومع ترك الموقف السياسي والقرار الذي سوف تأخذه المقاومة لكلمة سماحة الأمين العام السيد حسن نصر الله بعد التشييع اليوم، عُرضت نبذة مقتضبة عن سيرة حياته الجهادية في مسيرة المقاومة، والتي ظهرت أنها كلها "حياة جهادية".
انطلاقًا من تفاصيل ومراحل هذه السيرة الجهادية للقائد الشهيد السيد محسن، يمكن استنتاج مرحلة أساسية من مسيرة المقاومة أو حزب الله، والتي انطلقت بمواجهة الاحتلال "الإسرائيلي" والاجتياح عام ١٩٨٢ لبيروت وللمناطق الأخرى في الجنوب وفي البقاع الغربي، وتواصلت مع عمليات المقاومة المخطّطة والمنظمة، لتتوّج بالتحرير عام ٢٠٠٠ كمرحلة رئيسية، ولتتواصل في مسار صاخب من المواجهة ضدّ الكيان، والتي أخذت أشكالًا وصورًا مختلفة، وفي ميادين وساحات مختلفة أيضًا.
لو قارنّا هذه السيرة عن حياة القائد الشهيد السيد محسن مع سيرة الحياة أو "النبذة" عن كلّ شهداء المقاومة، وخاصة الذين ارتقوا مؤخرًا في جبهة الإسناد اللبنانية منذ بداية معركة طوفان الأقصى، حيث نذكر منهم على سبيل المثال: أبو طالب وأبو نعمة والحاج جواد، لوجدنا أن أغلب المفاصل الجهادية أو الأدوار والمهمات القتالية لهؤلاء القادة الشهداء، هي مشتركة بين كافة هذه النبذات، وليكون الفارق فقط في مشاركاتهم الجهادية، هو ما حصل من معارك وحروب ومواجهات قبل التحاق كلٍّ منهم في العمل المقاوم.
هذه الصورة اللافتة في أعمال المقاومة المشتركة بين شهداء حزب الله، تطبع مسيرتهم الجهادية في مواجهة وقتال الاحتلال مباشرة، أو في مواجهة أدواته الملحقة والتي هي عمليًّا تلك المجموعات الإرهابية التي أُطلِقت في السنوات الماضية في المنطقة بين العراق وسورية ولبنان، والتي أعطيت هذا الطابع - الإرهابي - للتمويه فقط، حيث هي وجه آخر من أوجه الاحتلال الغربي - "الإسرائيلي".
من يدقق في مراحل مسيرة القائد الشهيد السيد محسن، سيجد أنه عاش كلّ حياته أو كلّ عمره، متنقلًا من جبهة إلى أخرى، ومن مركز إلى آخر، واهبًا كلّ وقته وقدراته وخبراته للمقاومة ولأهدافها المقدسة في قتال الاحتلال وفروعه ووكلائه، ولوجد أيضًا هذه القدرة المميزة له في التأثير على مسار وطبيعة كلّ معركة أو كلّ مواجهة، مقاتلًا أو مستشارًا أو مخطّطًا أو قائدًا.
وأن ينهي القائد الشهيد فؤاد شكر (السيد محسن) مسيرته من العمل المقاوم، بالاضطلاع بدور أساسي ومؤثر وفاصل في معركة إسناد غزّة ضمن طوفان الأقصى، يكون قد توج هذه المسيرة الشريفة بأم معارك المقاومة الأساسية ضدّ الاحتلال، والتي تشكّل المعركة الرئيسية على طريق القدس نحو زوال كيان الاحتلال.
ربما من غير المناسب أن نستبق الأمور لناحية كيف يمكن أن تتطور الأحداث بعد عملية اغتيال القائد الشهيد السيد محسن، والتي تجاوز فيها العدوّ "الإسرائيلي" عدة خطوط وحدودًا من المعادلات التي رسمتها وحددتها وثبتتها المقاومة بمواجهة العدوّ بالدم وبالنار، ولكن، من الطبيعي والمنطقي، أن رد المقاومة على عملية اغتيال السيد محسن سيكون مفصليًّا، وسيشكّل منعطفًا حاسمًا في مسار هذه المواجهة وهذه الحرب التي، مهما طالت وأخذت وقتًا، تسير بثبات وبالاتّجاه الصحيح نحو التحرير وإنهاء الاحتلال.
إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف
09/11/2024
أمستردام وتتويج سقوط "الهسبرة" الصهيونية
08/11/2024
عقدة "بيت العنكبوت" تطارد نتنياهو
07/11/2024