نقاط على الحروف
من سيسقط عن حافة الهاوية بعد معركة "طوفان الأقصى"؟
دخلت منطقة غرب آسيا مرحلة مفصلية؛ حيث بات واضحًا أن إمكانات الوصول إلى حلول للحرب المندلعة بات أمرًا معقّدًا جدًا. وممّا لا شك فيه أنَّنا أمام مرحلة جيوسياسية غير تقليدية بالتالي لا بُدَّ وأن تكون تقديرات النتائج جديدة انطلاقًا من أنَّ المدخلات الجيوسياسية الجديدة حتمًا ستؤدي إلى مخرجات جديدة.
الواقع الجيوسياسي والعسكري غير المسبوق في المنطقة
منذ انتصار الثورة الإسلامية في إيران؛ بدأت تتحول تركيبة الصراع مع العدوّ الإسرائيلي بشكل تدريجي من صراع عربي - إسرائيلي تقليدي إلى صراع على هوية هذه الأرض، سواءً كانت ثقافية دينية أم إنسانية.
التحول الذي فرضته الثورة الإسلامية أعاد القضية الفلسطينية إلى الواجهة كواحدة من القضايا الجيوسياسية الأساسية في المنطقة، لنصل اليوم إلى معركة طوفان الأقصى والتحول الكبير الذي لمّا ينته حتّى الآن. التحول الجديد في مسار منطقة غرب آسيا تزامن مع موجة التطبيع العربية، والتي بدورها كذلك شكلت عامل تحول رئيسي في الصراع مع العدوّ الإسرائيلي، خاصة وأن الخطوة الأولى بدأت من حيث كانت تتمناها "إسرائيل" أي من مصر والأردن.
التحولات المتناقضة بين داعم جديد للقضية الفلسطينية وبداية تخلي بعض العرب عنها أدت إلى ولادة ما نعيشه اليوم من تحول جيوسياسي وعسكري غير مسبوق على الشكل الآتي:
١ - تخلٍ شبه كامل عن القضية الفلسطينية عبر حملة تطبيع واسعة، وفتح أبواب سياسية واقتصادية مع العدوّ الإسرائيلي من مجموعة دول خليجية وعربية.
٢ - تحوّل محيط "إسرائيل" من محيط آمن عربيًا إلى محيط مشتعل مع فصائل محور المقاومة التي باتت تتمتع بقدرات غير مسبوقة.
٣ - جرأة فصائل محور المقاومة في فتح النار، من لبنان والعراق واليمن، لمساندة فصائل المقاومة الفلسطينية في معركة طوفان الأقصى.
٤ - تراجع الموقف الأميركي في منطقة غرب آسيا، بعدما عجزت "إسرائيل" عن حسم المعركة عسكريًا في قطاع غزّة.
اللعب على حافة الهاوية
بعد الأسقف العالية التي نادت بها الولايات المتحدة الأميركية تأييدًا لأسقف عالية طرحتها حكومة نتنياهو في بداية الحرب، بات واضحًا أن التراجع لم يعد متاحًا أمام كلا الطرفين بالتزامن مع عدم تحقيق أي إنجاز عسكري. هذا الأمر وضع نتنياهو على حافة الهاوية؛ حيث أصبح مستقبله السياسي مرهونًا بالسقوط عن الحافة التي تضيق مساحتها مع مرور الزمن وارتفاع الضغوطات الخارجية والداخلية عليه.
في المقابل، تتكاتف فصائل محور المقاومة في معركتها متماسكة مع بعضها البعض ومتكاملة في ما بينها، في حجم الرد العسكري بالإضافة إلى نوعيته والجهة التي تنفذه.
لقد غيّرت معركة طوفان الأقصى شكل الصراع في منطقة غرب آسيا، خاصة أن انطلاقها من معادلات جيوسياسية جديدة شكّل صدمة للعدو الإسرائيلي وللولايات المتحدة الأميركية معًا. هذا الأمر الذي وضعهما في هذه المعركة على حافة الهاوية التي تضيق عليهما مع مرور الزمن بانتظار السقوط المدوّي، في المقابل ما تزال حسابات محور المقاومة مفتوحة ومتنوعة، وهي في إطار المساندة، لذلك يعدّ هامش الحركة لدى هذا المحور أوسع من هامش العدوّ الإسرائيلي وحلفائه.
إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف
25/11/2024
بيانات "الإعلام الحربي": العزّة الموثّقة!
22/11/2024
الإعلام المقاوم شريك الجهاد والتضحيات
20/11/2024
ما بين عامَي 1948 و2024 ما الذي تغيّر؟
20/11/2024