نقاط على الحروف
العدو يكرّر سرديته ضد "الشفاء": "كانوا هنا؟"
عام 2014 كان مجمع الشفاء الطبي في غزة هدفًا لسردية إسرائيلية زائفة تفيد بوجود قادة كتائب القسام بداخله، وتموضعهم في أنفاقٍ أسفله. هذه السردية رافقت مسارًا طويلًا من جولات القتال وصولًا إلى العملية العسكريّة البريّة داخل قطاع غزة بعد عملية طوفان الأقصى.
في شهر نوفمبر/تشرين الثاني من العام 2023، نفذ العدو هجومًا بريًا استهدف المجمع الطبي الأكبر في غزة. برّر ذلك بوجود أنفاق عسكرية أسفله واحتمال وجود أسرى داخله، فضلًا عن مزاعم حول إدارة قيادة القسام العمليات من هناك. بعد أيام من العدوان واستهداف النازحين داخله والتعرّض للمرضى وتدمير أجزاء منه واعتقال مديره، خرج العدو بسردية تحت عنوان: "كانوا هنا"! وهي رواية مرفقة بجولات إعلامية للناطق باسم جيش الاحتلال الذي استعرض دلائل ركيكة استسخفّ بها العالم، مثل عدد من البنادق في غرفة عمليات، ووجود حمام أسفل المجمع، ونفق هو جزء من المجمع.
فشل العدو في تبرير الاقتحام، لكنه نجح في ضرب أهم مرفق طبي في قطاع غزة، وحوّله إلى مجمع شبه مهجور خصوصًا بعدما منع وصول المواد الطبية إليه إلا ما ندر، وضرب غرف العناية المركزة ومراكز أخرى. وهو ما يحقق هدف ضرب مرافق الحياة الرئيسة للمواطنين الفلسطينيين فهو نوع من تدفيعهم ثمن مقاومتهم وتأليبهم ضد المقاومة، وهذا ما لم ينجح.
في شهر شباط الماضي، نفذ العدو اقتحامًا جديدًا، قبل أن يعاود الانسحاب، وهو ما فهم على أنه جزء من ترهيب الفلسطينيين وإبقائهم تحت الضغط. وفجر يوم الإثنين 18 آذار/مارس، وبشكل مفاجئ، وتحت نيران القصف المدفعي ومن الدبابات تحرّكت قوة عسكرية إسرائيلية مؤللة نحو المجمع، وزعم المتحدث باسم جيش الاحتلال أن عملية قد بدأت بعد توفر معلومات عن وجود قادة لحماس يعملون من داخل المجمع ضد "إسرائيل" كما عبّر، وهو التبرير ذاته الذي رافق الاقتحامين السابقين.
من الواضح أن للعدو الأهداف الماضية ذاته بإبقاء المجمع تحت الضغط العسكري، في خرق للمواثيق الدولية التي لا يراعيها كعادته. ولا يمكن تبرير الاقتحامات المتتالية للمجمع تحت أي ذريعة، خصوصًا ما يكرره العدو وتنفيه المقاومة في كل مرّة. لكن ما يبدو واضحًا أن كيان الاحتلال يفتقد إلى المعلومات الاستخبارية حول قادة المقاومة وأماكن تواجدهم، وهو باقتحام المجمع تحت التبرير ذاته، يؤكد تحركه وفقًا لشبهات لا أكثر، إلى جانب تحقيق هدف الضغط العسكري على المدنيين.
اللافت هذه المرّة أن العمل العسكري يأتي في ذروة الضجيج العالمي، خصوصًا الأمريكي -رفعًا للعتب- لضرورة إدخال المساعدات الإنسانية وبطبيعة الحال الطبية منها. لذلك؛ العمل العسكري المعادي ضد مجمع الشفاء يعدّ صفعة لما يروّج عن حسن نية باتجاه الغزيين المحاصرين في شمال القطاع، والذين ما يزالون تحت نير آلة القتل الإسرائيلية كما حصل عند دوار النابلسي ودوار الكويت.
إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف
22/11/2024
الإعلام المقاوم شريك الجهاد والتضحيات
20/11/2024
ما بين عامَي 1948 و2024 ما الذي تغيّر؟
20/11/2024
أن تصبح سردية العدو شغل LBCI الشاغل!
18/11/2024
عن قائد كتيبة الإعلام المحارب..
16/11/2024