نقاط على الحروف
من هو قرصان البحر الأحمر؟
محمد باقر ياسين
بعد إعلان الولايات المتحدة الأمريكية عن قيادة تحالف تحت مسمى "حارس الازدهار" يضم إلى الآن حوالي 20 دولة لمواجهة العمليات اليمنية ضد السفن المملوكة من العدو الإسرائيلي أو المتجهة لدعم الكيان، متهمين اليمنيين بالقيام بـ"عمليات قرصنة في البحر الأحمر"، وبعد اتهام اليمنيين بممارسة القرصنة البحرية، يحق لنا أن نسأل: من هو قرصان البحر الأحمر؟
من المعروف أن ما قام به اليمن هو إسناد للقضية الفلسطينية حصراً، ومن أجل فك الحصار عن الفلسطينيين من خلال فرض معادلة الحصار مقابل الحصار، فلا يمكن تحميل العمليات اليمنية أية أهداف أخرى مزعومة، بدءاً من "القرصنة في البحر الأحمر" إلى "تهديد الملاحة فيه" وصولاً إلى "تعريض السفن إلى مخاطر أمنية". ولهذا الغرض لا بد من الإشارة إلى الآتي:
- اليمنيون يستهدفون السفن المتجهة إلى الكيان المؤقت حصراً، والدليل بيانات صادرة عن الهيئة العامة لقناة السويس، التي سجلت عبور 2264 سفينة من الاتجاهين في نوفمبر الماضي، مقابل عبور 2171 سفينة خلال ذات الشهر من العام الماضي، بنسبة زيادة 4.3 بالمئة. فلو أن اليمنيين يمارسون القرصنة كما يدعون لأوقفوا مرور جميع السفن، فكيف مرت 2264 سفينة إذاً؟.
- اليمنيون لا يهددون الملاحة البحرية وسلامة السفن، وما قاله رئيس هيئة قناة السويس أسامة ربيع، إن "حركة الملاحة بالقناة منتظمة، وقد تحول 55 سفينة للعبور عبر طريق رأس الرجاء الصالح خلال الفترة من 19 نوفمبر، وهي نسبة ضئيلة مقارنة بعبور 2128 سفينة خلال تلك الفترة"، هو خير دليل على استمرار عبور السفن بسلام، والسفن 55 المذكورة طبعاً كانت متجهة نحو الأراضي المحتلة، وإلا لكانت عبرت كسابقاتها.
ومن هنا ننتقل للجواب عن سؤال الذين يسألون "ماذا حققت هذه العمليات خدمةً للقضية الفلسطينية؟"، والجواب يمكن تلخيصه بالمعطيات الآتية:
- الاحتلال الإسرائيلي يعتمد بشكل كبير على موانئه البحرية التي يمر عبرها أكثر من 98% من تجارته، بحسب صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية. ومع تحول بوصلة التجارة العالمية شرقاً، تحولت التجارة الإسرائيلية إلى دول شرق وجنوب شرق آسيا، الذي يعني أن تجارتها باتت تعتمد أكثر على الخطوط البحرية التي تمر عبر مضيق باب المندب وقناة السويس، وتعطيل مرورها تسبب بخسائر مادية هائلة.
- وعن الخسائر الاقتصادية التي يتكبدها العدو جراء العمليات اليمنية، قال الرئيس التنفيذي لميناء إيلات الإسرائيلي، غدعون غولبر، إن "نشاط الميناء تراجع 85% منذ تكثيف الحوثيين في اليمن هجماتهم على السفن المتجهة إلى إسرائيل في البحر الأحمر".
- لو لم تكن الهجمات اليمنية ذات تأثير كبير لما هرعت الولايات المتحدة الأمريكية لقيادة تحالف "حارس الازدهار" الذي كان يضم بدايةً 10 دول ثم أعلن عن انضمام أكثر من 20 دولة لم يفصح عن أسمائها حفاظاً على سلامتها كما قالت.
أما من هم القراصنة ومن هو قرصان البحر الأحمر؟ فنحيل القارئ الكريم إلى كتاب "قراصنة الصومال إسرائيل.. أمريكا.. ومسمار جحا!!" للكاتب مجدي كامل، الذي يلخص مسيرة القراصنة الصوماليين، ليكشف مؤلفه عن وجود مؤامرة أمريكية إسرائيلية كبرى ساهمت في تشجيع القرصنة في سواحل الصومال، حتى تجد واشنطن الذريعة للتدخل في المنطقة، كذلك يشرح المؤلف المؤامرة الإسرائيلية على البحر الأحمر، بعد أن زاد التغلغل الإسرائيلي في إفريقيا بهدف محاصرة العرب، وتهديد أمنهم القومي.
خلاصة القول، القراصنة الحقيقيون هم من قرصنوا الأراضي الفلسطينية واحتلوها وهجروا أهلها وارتكبوا بحقهم المجازر وما زالوا يرتكبونها إلى يومنا هذا، والقراصنة هم من هاجم سفينة من سفن " أسطول الحرية" عام 2010، الذي كان متجهاً لكسر الحصار المفروض على غزة، فقتل فيها من قتل. وقرصان البحر الأحمر يا سادة هو العدو الإسرائيلي المشغل للقراصنة الصوماليين، فمن يجب أن يتحالف العرب لأجل إنهاء قرصنته هو الكيان المؤقت وليس اليمنيين المدافعين عن القضية الفلسطينية والداعمين لها.
إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف
22/11/2024
الإعلام المقاوم شريك الجهاد والتضحيات
20/11/2024
ما بين عامَي 1948 و2024 ما الذي تغيّر؟
20/11/2024
أن تصبح سردية العدو شغل LBCI الشاغل!
18/11/2024
عن قائد كتيبة الإعلام المحارب..
16/11/2024