نقاط على الحروف
الخلاف الأمريكي - الإسرائيلي سماجة دعائية
ايهاب زكي
للمرة الألف إنّ الشيء المسمى "إسرائيل" اندثر في السابع من تشرين/أكتوبر، ماتت "إسرائيل"، هل يجب أن نغنيها حتى تصل لمسامع من يقيم استنتاجاته على اعتبار حياتها بل حيويتها؟
والعدوان الدائرة رحاه في غزة هو عدوانٌ أمريكي، يتم من خلف نعش"إسرائيل"، ومجدداً.. التي ماتت في السابع من تشرين أول/أكتوبر.
يتساءل الكثيرون عن الخلاف الذي ظهر للعلن مجدداً بين نتنياهو وغالانت، ويسوقون الكثير من الأسباب والخلفيات التي تلمح حياة "إسرائيل" وحيويتها، وأيضاً التي ماتت في السابع من تشرين أول/أكتوبر.
ويعيدون ذات السيناريوهات عن خلافاتٍ سلطوية وسياسية وإدارية وشخصية، ويكررون الوصفات الجاهزة للإعلام الصهيوني، الذي يخضع للرقابة العسكرية الصارمة، ويجهدون في سبيل استخلاص الحقائق عن الخلاف، وهم بالأصل في مربعٍ مرسوم سلفاً، وبعيد كل البعد عن الحقائق التي يرجونها، لأنّهم لا يزالون في مربع حياة "إسرائيل" وحيويتها، رغم أنّها ميتة منذ السابع من تشرين أول/ أكتوبر.
وهذه حقيقة مطلقة، والتي تعطينا استنتاجاً مطلقاً بأنّ العدوان على غزة هو أمريكيٌ مطلق، لذا فإنّ الأرجح لما جرى من خلافٍ متجدد بين مجرمي الحرب نتنياهو وغالانت، سببه رؤية أمريكا لطريقة إعادة "إسرائيل" للحياة.
نلاحظ مثلاً أنّ الهدنة تم اختراقها بوجود بلينكن، وزير الخارجية الأمريكي، وتم بدء العودة للعدوان بشكلٍ أكثر شراسةٍ بوجوده، وقد يكون أحد المجرمَين نتنياهو أو غالانت يرفض العودة للحرب، نظراً لإدراكه بخسارتها، فيما الآخر يريدها لمآرب سياسيةٍ أخرى، وهنا وقع الخلاف بين من يرى خسائره الميدانية المتفاقمة، والتي ستزداد فداحةً مع كل تطويرٍ للهجوم، ومن يرى أنّه يستطيع استثمار الهزيمة للتصويب على معارضيه وتحقيق مكسبٍ سياسي.
وبما أنّ التاريخ مرآة المستقبل، فنعرف جميعاً أنّ عدوان تموز2006 كان كذلك أمريكيًا، وأنّ الكيان أعلن استسلامه مبكراً، لولا الإصرار الأمريكي على الاستمرار.
كذلك نُقل أنّ غالانت أبلغ بلينكن بأنّ حرب القضاء على حماس بحاجة إلى أشهر، فردّ بلينكن أنّ لديه أسابيع فقط، وهذا الحوار يبدو أنّه نُقل من ثانياً وليس أولاً، حيث إنّ أولًا يجب أن تكون أمراً أمريكياً بعد تململ الهدنة بالعودة للقتال لتحقيق كل الأهداف، فرضخ غالانت طالباً عدة أشهر، فردّ بلينكن بل أسابيع.
بالإضافة لذلك تصريح وزير الحرب الأمريكي بعد يومٍ من زيارة بلينكن والعودة للعدوان، حيث قال بأنّه "ممنوع على حماس أن تنتصر"، يعطينا انطباعاً حقيقياً عن واقع الميدان، بأنّ حماس تنتصر فعلياً، وهم يريدون منعها من ذلك، وهذا يفسر الخلاف بين من يريد استغلال الهزيمة وبين من لا يريد الغرق في وحولها أكثر بين مجرمي الحرب نتنياهو وغالانت.
إنّ الجريمة التي يرتكبها محور الشر الأمريكي في غزة، لعنة ستلاحقهم جميعاً، وسيدفعون ثمنها عاجلاً أو آجلاً، أمريكا ستدفع الثمن أفولاً، فيما سيدفعه الكيان زوالاً، ولا يمكن لحماس إلّا أن تنتصر، لا خيار أمام مقاتليها سوى النصر، والقتال والإثخان في مرتزقةٍ بلا أخلاق، جاءوا ليردوا الشعب الفلسطيني عن أرضه ومقدساته، وليجعلوا منه عبرة لكل من تسول له نفسه رفع رأسه، ولكن ما جرى وما سيجري، أنّ فلسطين ستجعلهم عبرة لألف سنة، قبل أن يفكر صهيوني برفع رأسه ومجرد إعلان أنّه صهيوني، فما ينتظرهم على كل الجبهات لم يروه حتى في كوابيسهم.
إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف
22/11/2024
الإعلام المقاوم شريك الجهاد والتضحيات
20/11/2024
ما بين عامَي 1948 و2024 ما الذي تغيّر؟
20/11/2024
أن تصبح سردية العدو شغل LBCI الشاغل!
18/11/2024
عن قائد كتيبة الإعلام المحارب..
16/11/2024