نقاط على الحروف
السعودية تخفق.. "سحب" فريق الاتحاد لم يحرف الأنظار عن خطوات التطبيع
خليل نصر الله
دون سابق إنذار، وفي مشهد ذي أبعاد إعلامية، وبشكل فجائي، يشترط فريق الاتحاد السعودي خوض مباراته في إيران بمواجهة فريق سباهان بإزالة مجسم لقائد قوة القدس الفريق الشهيد الحاج قاسم سليماني، تحت عناوين لافتات سياسية.
طلب الفريق من مراقب الاتحاد الآسيوي تحقيق مطلبه، ويبدو أن المحاولة فشلت، خصوصا أن لا موانع من وجود تماثيل أو صور قادة وطنيين في الملعب، او حتى تسمية الملعب باسم أي رمز أو قائد، كما هو الحال في المملكة العربية السعودية ذاتها، إذ تحمل ملاعب عدة تسميات لملوك وأمراء، كما وترفع صور الملك وولي عهده ومؤسس الدولة السعودية، ولم يسبق أن طالب اي فريق بإزالتها.
وللمفارقة، في مباراة نادي النصر الأولى، شوهد علانية وجود صورتين عملاقتين لقائد الثورة الاسلامية الإمام سماحة السيد علي الخامنئي، ولآية الله العظمى الإمام روح الله الموسوي الخميني مفجر الثورة الاسلامية عام 1979، ولم يسجل أي اعتراض وأقيمت المباراة التي فاز فيها نادي النصر.
لكن ما الذي دفع فريق الاتحاد لطلب كهذا ثم الانسحاب من المباراة قبل وقت قصير من بدئها؟
في الوقت الذي كان مقررا فيه بدء المباراة، كان وفد إسرائيلي رفيع المستوى برئاسة وزير الاتصالات ويرافقه أربعة عشر شخصية رسمية، بعضها من وزارة الخارجية، لحضور مؤتمر أممي يقام على أرض المملكة.
وفي ظل جنوح ولي العهد السعودي نحو التطبيع مع الكيان الإسرائيلي، وهو عبر صراحة في آخر مقابلة له حول الأمر، واستنادا إلى مشهد مونديال قطر، الذي اسماه البعض مونديال فلسطين، وبروز الرفص الشعبي العربي والمسلم للتطبيع وعدم الاعتراف بالكيان، ثمة حاجة للتغطية على بعض الخطوات الفجة والواضحة لولي العهد السعودي.
من ضمنه محاولة التغطية الإعلامية على مشهد الوفد الاسرائيلي الذي أقام طقوسا تلمودية في الرياض، وسرب مقاطعا مصورة لها، كانت خطوة الايعاز لفريق الاتحاد للانسحاب تهدف إلى تسجيل نقاط شعبية، وثانيا إلهاء الشعوب العربية بها.
ثمة حالة استنكار واضحة لخطوات الرياض المتسارعة نحو تل أبيب، خصوصا من بعص الذين يؤيدون خطوات بن سلمان، لاعتبار أن شروطه للتطبيع تدنى سقفها، وبات يبحث حتى عن منجز صغير او صفقة ليسوقها كثمن، تحديدا بعض انفضاح أو سقوط شرط "حل الدولتين" وما يتعلق بواقع الفلسطينيين في الأراضي المحتلة.
ليست المرة الأولى التي يعمل فيها السعودي على افتعال أحداث "إلهاء" إعلامية، لكنها المرة الأولى التي تخفق فيها الرياض في حرف الأنظار بالشكل الذي رأيناه، إذ لاقى وصول الوفد الاسرائيلي استنكارا واسعا، وإضاءة إعلامية كبيرة، ومن ساعد في ضرب "حركة" بن سلمان هو الوفد الاسرائيلي نفسه الذي أقام طقوسا تلمودية وعمد إلى تصويرها وبثها، تماما كما حظي حضور وفد الصهاينة إلى الدمام قبل شهر بتغطية إعلامية اسرائيلية واسعة، في ظل صمت سعودي مطبق.
يبدو أن بن سلمان بحاجة إلى تعديل في مستشاريه، حيث أن حركات الزمن الماضي باتت وبالا وأكثر أذية له في زمن الصورة المتنقلة سريعا بين صفحات مواقع التواصل العالمية.
إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف
22/11/2024
الإعلام المقاوم شريك الجهاد والتضحيات
20/11/2024
ما بين عامَي 1948 و2024 ما الذي تغيّر؟
20/11/2024
أن تصبح سردية العدو شغل LBCI الشاغل!
18/11/2024
عن قائد كتيبة الإعلام المحارب..
16/11/2024