نقاط على الحروف
وسط تصاعد تهديدات العدو.. المقاومة تناور في غزة
خليل نصر الله
لا حل في مواجهة عمليات المقاومة في الضفة الغربية، هذه خلاصة ما تعبر عنه الأوساط الأمنية والعسكرية والسياسية في الكيان الاسرائيلي.
هذه الخلاصة، تدفع بعض أقطاب حكومة بنيامين نتنياهو إلى خطوات تعتقد أنها قد تشكل ردعا، كقرار وزير الأمن القومي بن غفير المتعلق بالحد من زيارات الأسرى، وهي خطوة قد تشكل صاعق تفجير محتمل ما دفع نتنياهو لتأجيل البت فيها إلى ما بعد فترة الأعياد العبرية.
لكن خطوة نتنياهو وإذ تعبر عن حالة الردع التي تواجهها "إسرائيل" إلا أنها لم تمنع أوساط العدو من توجيه تهديدات للمقاومة في قطاع غزة، باعتبار أنها مسؤولة عما يجري في الضفة من عمليات متصاعدة ونوعية للمقاومة الفلسطينية.
فقد نقلت أوساط متابعة توجيه العدو رسالة إلى فصائل المقاومة في غزة عبر الوسيط المصري تحمل تحذيرات من تنفيذ عمليات خلال فترة الاعياد في الكيان، وأن أي عمل سيتم عليه الرد بقسوة.
ولا يبدو التحذير الاسرائيلي جديدا، فهو متلازم مع فترات الاعياد من كل عام، لكن هذه السنة يأتي بعد سلسلة إخفاقات في الحد من عمل المقاومة في الضفة وتوجيه اتهامات لـ"حماس" و"الجهاد الاسلامي" ومن خلفهما ايران وحزب الله بالوقوف خلفها، وكما ويؤكد على نجاح المقاومة في تصعيد ضرباتها بل وإحداث نقلة نوعية فيها.
عند تنفيذ العدو عملية اغتيال قادة من الجهاد منتصف العام، واندلاع معركة وحدة الساحات كان أحد أهدافه فصل غزة عن الضفة وضرب ما يراه روابط بينهما تتعلق بادارة المعركة، سرعان ما اكتشف لاحقا أنه حقق فشلا ذريعا، إذ انتقلت المقاومة في الضفة الى مرحلة أوسع واشمل من الضربات وإدخال معدات قتالية جديدة إلى عملها وإبراز هيكلها التنظيمي، الذي تمكن من إثبات نفسه بقوة في معركة "بأس جنين" التي مني فيها العدو بفشل آخر.
منسوب التهديد لا يعدو كونه محاولة ردع كلامية، خصوصا أن المقاومة لا تضع في حسبانها ما يجري في الكيان، فمعركتها معركة تحرير وهي في موقع الدفاع عن النفس والأرض، وليست في موقع المعتدي.
وعليه، فإن رد المقاومة أتى من خلال الإعلان عن مناورة "الركن الشديد ٤" التي ستقام يوم غد الثلاثاء على كامل مساحة قطاع غزة، وبتنظيم من غرفة العمليات المشتركة، التي نظمت حولة لقيادتها على مختلف نقاط المقاومة وتقصدت تخريج صورها إلى الإعلام.
صحيح أن المناورة، كما هو معلن، تأتي في ذكرى اندحار العدو عن قطاع غزة، إلا أنها تحمل رسائل عدة أبرزها:
ــ من ناحية التوقيت هي تؤكد على الجاهزية لرد أي عدوان، وأن أي اعتداء سيتم الرد عليه من كافة فصائل المقاومة.
ــ أن التهديدات الإسرائيلية لن تغير من واقع المقاومة بشيء.
ــ أن العمليات في الضفة الغربية المحتلة ستتواصل وفق ظروف المقاومة لا ظروف العدو وواقعه.
ــ أن المقاومة في تطوير مستمر لقدراتها واستعدادتها.
ــ أن المقاومة معنية بتعميق مأزق العدو الأمني والسياسي والعسكري لا إراحته منحه متنفسا.
ــ أن وحدة الساحات قائمة وأي حسابات للتفرد بالضفة قذ تؤدي إلى مواجهة.
ــ أن أي حماقة إسرائيلية تمس المقدسات في مرحلة "الأعياد" قد يدفع المقاومة في الضفة وغزة إلى الرد عليه بالاسلوب المناسب.
وبالتالي، إن التهديد الذي أطلقه العدو، والرسائل التي يوصلها لن تغير من الواقع شيئا، وهي لن تمنع المقاومة من تقدير المناسب والإقدام عليه، خصوصا في ظل الخطوات المجنونة التي يقدم عليها بعض أقطاب حكومة نتنياهو ومنهم بن غفير.
إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف
22/11/2024
الإعلام المقاوم شريك الجهاد والتضحيات
20/11/2024
ما بين عامَي 1948 و2024 ما الذي تغيّر؟
20/11/2024
أن تصبح سردية العدو شغل LBCI الشاغل!
18/11/2024
عن قائد كتيبة الإعلام المحارب..
16/11/2024