نقاط على الحروف
ثورة يوليو... عندما يثور المقاومون
إيهاب شوقي
كثيرة هي الثورات على مدار التاريخ، وكثيرة هي الخلافات في مصطلحات الباحثين والمؤرخين في تعريف الثورات، إلا أن التغيير الجذري والثوري الحقيقي هو القليل، وهو المرتبط حصرا بالمقاومة والانحياز المستضعفين.
وثورة يوليو في العرف البحثي يغلب على وصفها أنها انقلاب عسكري، والمفارقة أن الثورات المصطنعة والملونة لا يتردد هؤلاء الباحثون في وصفها بالثورات.
وهنا لا نريد خوض جدل بحثي في التعريف والاصطلاح حيث احتفظ الوجدان الشعبي لهذه الحركة المباركة، كما تم تعريفها في أيامها الاولى، بتعريف الثورة حتى أصبح ذلك يقينا وأمراض واقعا اكتسب رسوخا وقوة تفوق اي تعريفات أكاديمية.
٢٣ يوليو التي ولدت من رحم حرب فلسطين ونكبتها وهزيمة الجيوش العربية كصورة على الاعتراف الجيوش وفساد قادتها وفساد الحكام والضعف العربي الذي سمح لعصابات صهيونية باغتصاب بلد يحيط بها العرب من كل جانب، هي ثورة قادها المقاومون وتم بلورة أهدافها مع الوقت لتكشف عن جانبها المقاوم ألصريح والذي تعكسه حروف أهدافها الستة المعلنة.
الحركة التي افتتحت عهدها باسترداد حقوق المستضعفين وتحديد الملكية ومحاربة الإقطاع بعد أسابيع من قيامها، والحركة التي صاغت اول أهدافها في بناء جيش وطني قوي، هي ثورة اجتماعية وثورة مقاومة مسلحة توجه سلاحها للعدو ولم توجهه للداخل، حيث رفضت العنف واكتسبت بامتياز مسمى "الثورة البيضاء".
العديد من الثورات غيرت أنظمة الحكم وغيرت الطبقات الحاكمة وتوجهات بلادها وتحالفاتها، إلا أنها لم تحدث تغييرا ثوريا ينقل البلاد من طور حضاري ألى طور أخر ومن بلد تابع إلى بلد مستقل، ومن شعب مستضعف ومستسلم إلى شعب حر وثأئر.
كما لم تنقل هذه الثورات بلادها إلى الدور القيادي والمؤثر والمساند الثورات والملهم وصاحب الوزن والدور العالمي المؤثر.
تحولت مصر مع يوليو إلى بلد منتج ومقاوم للاستعمار وصاحب دور في إسقاط الإمبراطورية البريطانية التي لا تغرب عنها الشمس وبلد قائد لثورات التحرر الوطني وداعم للمقاومة ومؤسس التحالفات دولية وازنة.
كل ذلك لسبب وحيد وهو أن من قام بها كانوا مقاومين وأحرار رغم كل الأخطاء التي تمر بها كل التجارب البشرية والتي اعترف بها قائد الثورة الزعيم التاريخي جمال عبد الناصر وحاول تصحيحها، إلا أن الانجازات لاتزال ظلالها باقية وحامية لمصر من الانهيار رغم عقود شهدت كل محاولات التصفية لانجازات يوليو.
كما أن دور مصر لا زال منتظرا من جميع أشقائها وهو الدور الذي جسدته ثورة يوليو وحاولت الثورات المضادة تصفيته.
الفارق بين ثورة يوليو وغيرها من الثورات هو أنها ثورة قام بها المقاومون ولذلك لا تزال ملهمة ولا يزال العدو الإسرائيلي والأمريكي يخشى تكرارها وتتمحور جميع خططه ومؤامراته في قطع الطريق على بعثها وبعث روحها وتوجهاتها وتكرار نموذجها.
إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف
22/11/2024
الإعلام المقاوم شريك الجهاد والتضحيات
20/11/2024
ما بين عامَي 1948 و2024 ما الذي تغيّر؟
20/11/2024
أن تصبح سردية العدو شغل LBCI الشاغل!
18/11/2024
عن قائد كتيبة الإعلام المحارب..
16/11/2024