نقاط على الحروف
حرب إرادات ضد الإرهاب الاقتصادي الأميركي
غالب أبو زينب
تفتعل الإدارة الأميركية ضجيجاً حول المقاومة في لبنان، وتشن حرباً نفسية غير مسبوقة، وتعمل على محاولة الحفر عميقاً في وجدان الناس لإيجاد تلازم بين التأييد للمقاومة وما يقابلها من أكلاف ومخاطرٍ مختلفة. والدفع بهذا الاتجاه يهدف إلى إيجاد شرخ بين الشعب اللبناني والمقاومة وتشكيل حالة ردع ذاتية، عنوانها العريض تضرر المصالح المالية والاقتصادية للأفراد.
إن هذه السياسة المستمرة منذ سنوات هي في وتيرة تصاعدية إلا أن عجزها عن تحقيق إنجازات عملية، دفعت القيمين عليها إلى نوع من هستيريا اسمها (عقدة البيئة الحاضنة للمقاومة) استعملت فيها كل أدوات الإرهاب الاقتصادي الأميركي، إلا أن كل ذلك لن يؤدي إلى تحقيق الإرادة الأميركية ومرد ذلك إلى جهلها لحقيقة الشعب اللبناني ومدى وعيه وإدراكه الفعلي لأهمية وجود المقاومة في حياته. ومن جملة ما يدركه اللبنانيون نركز على النقاط التالية:
1 ـ إن الشعب اللبناني يدرك تماماً الأضاليل الأمريكية التي تروجها مع أذنابها في المنطقة، لذا هو يعي دور المقاومة في حمايته والإبقاء على وطنه هادئاً وعصياً على أي اعتداء إسرائيلي أو تكفيري، وبالتالي فإن الصراخ والعويل الأمريكي أصبح مفضوحاً أمام الجميع حتى أولئك الذين يختلفون مع المقاومة في مقارباتها من اللبنانيين يقرون بهذه الحقائق الدامغة.
2 ـ إن نموذج مواجهة العدوان الذي يقدمه اللبنانيون ضد الهجمة الأمريكية على المقاومة، يكشف بوضوح مدى الاعتقاد الراسخ لدى الفئات الشعبية وإيمانهم المطلق بضرورة المقاومة وبقائها لحماية لبنان في مواجهة العدوان ضمن المعادلة الذهبية (جيش شعب ومقاومة). فالتحدي والاستهزاء بالعقوبات دفع تلقائياً ثلاث معلمات من بلدة الطيبة الجنوبية إلى التبرع برواتبهن استجابة لنداء الأمين العام لدعم المقاومة، ولم يترددن عندما طلب منهن التصريح عن هويتهن والمجاهرة علناً دون خوف أو حسابات أخرى، فالمعلمات من آل قدوح أعطين درساً في الجهاد والمقاومة ومواجهة الكيد الأمريكي. وما جسدته المدرسات عن قناعة راسخة، أنجزته حاجة جنوبية كريمة بحبها وإيمانها ووعيها الفطري في واجب دعم المقاومة، حيث تبرعت بما تجمعه من أموال لزيارة المقامات المقدسة وقدمته للمقاومة دون تردد، بالرغم من أن الزيارة التي كانت تنتظرها وتجمع لها المال شيئاً فشيئاً هي عزيزة على قلبها جداً إلا أنها آثرت الإعلان عن مساندتها بما تستطيع للمقاومة، وقد استُكملت السلسلة بالطفلة فرح التي نشرت رسالة تخاطب بها سماحة الأمين العام وتعلن عن تبرعها بما جمعته من أموال للاحتفال بتكليفها (استجابة لنداء الأمين العام ولدعم المقاومة).
هذه النماذج التي عُرفت ومعها الكثير من الحالات التي بقيت بعيداً عن المعرفة الإعلامية المباشرة، هي في الحقيقة انعكاس لإرادة التصدي والوعي والاستعداد للتضحية وإدراك لمحورية وجود المقاومة في المجتمع، وهذا ينسحب على الأجيال المختلفة وينغرس في النشء الجديد في مواجهة الإرهاب الأمريكي وهرطقته.
3 ـ إن الإرهاب الأمريكي ومن ورائه الصهيونية يحاول أن يثير ضجيج العقوبات المالية والتهديد بها ليربك الناس ويصرف نظرها عن حقيقة المعركة التي تخاض ضدهم، فالإدارة تدرك أنها لم تستطع التأثير على المجتمع في اعتقاده الراسخ بالمقاومة عبر السعي إلى تشويه سمعتها وإلحاق كل الافتراءات بمجاهديها، ولم تنجح في تغيير قناعة الناس ووضوح الرؤية لديها.
إن الخسارة في ميدان القناعات، جعلت الإرهاب الأمريكي يعمل على نقل المواجهة إلى ملعب التهديدات المالية حيث يظن أن إمكانية نجاحه معقولة، لكنه لا يدرك أن خسارته المعركة الأساسية القائمة على المعتقد الراسخ بالمقاومة، سوف تسقطه في المعركة المالية، ولن تنفع كل وسائل الحصار، فهذه حرب إرادات يخوضها أهل المقاومة الذين هم اشرف الناس... مصطلح لا يملك الأمريكي قابلية أن يفقه معناه.
إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف
22/11/2024
الإعلام المقاوم شريك الجهاد والتضحيات
20/11/2024
ما بين عامَي 1948 و2024 ما الذي تغيّر؟
20/11/2024
أن تصبح سردية العدو شغل LBCI الشاغل!
18/11/2024
عن قائد كتيبة الإعلام المحارب..
16/11/2024