نقاط على الحروف
مشاهدات على ضفاف مناورة العبور
غدير مرتضى - اعلامية
"سنعبر".. لم تكن مناورة الواحد والعشرين من أيار في أحد معسكرات المقاومة مجرّد محطةٍ إعلامية في موعد مع الزمان والمكان، بل كانت مساحة التقاءٍ بين واقعين، أحدهما غار في تاريخٍ مضى، كان يحكي الهزائم، وثانيهما لوحة تبهر بتفاصيلها مشهد الانتصار في محاكاة فعل صاغته تضحيات المجاهدين ولونته دماء الشهداء ودوّت بأصدائه أنّات الجرحى وصبر الأسرى حتى جاء النصر لائقاً بأهل القضية في لبنان ومفعماً بالأمل وحاملاً تباشير ما سيأتي عبوراً نحو القضية في فلسطين.
ويطولُ المقال حين يُرتجى المضمون، وهنا طول المقال لا يُحتسَبُ بِكمِّ الحروف والجُمَل.
نوعُها ومضمونها هو الذي يُوَصِّف وقع ما رأته أمّ العين والعدسة.
ذاك منظار الصوت والصورة بما ومن يمثِّل. إذاً بدا الشّاهد حيّاً وهو ينطقُ بما شَهِد. سلوا من كان موجوداً سيُضفي لكم قولَه بجُلّ الإعلام ومنطقِ الرّائي سيستوي التقييم بوقعِه مع الحدث.
ومع حديث الليل يبدأ العرفان، لتكون التلاوة، مِن غيث المنتظرين.
هنا الأرض التي أنبتت ثمراً بعد أن زرعت شواهد حيّة في عيون الشاهدين وعدساتهم، فما كان للحدث من أفول، هنا في عرمتى وثّقت أقلام الحاضرين شواهد عاشها أولئك الذين وهبوا الأرض ما يمتلكون، في مثلّثٍ كان يعتبر معبرا بين الأراضي المحتلّة وتلك التي حرّرها الشّرفاء.
فلنشهد توقيتها الذي جاء بعد جولاتٍ عاشها الأحرار في ثوراتهم، ودحرهم للمحتَل فكان "ثأر الأحرار".
يطيب مقامُ اللقاء على مَوطئِ قدمٍ ترابُه شاهدٌ وتبقى الشهادة موثّقة في تقارير حيّة، وثّقتها العيون واللّقطات بمحاكاة العدسات، ما لبثت ناقلةً للخبر، تلك وكالات الأنباء بمُمثّليها، توافدوا بنهمٍ للمعرفة والرؤية.
شهدْتُ أنظارَهم شاخصةً، لا تخلو من التّرقّب. التقطوا أنفاسهم بعد آخر طلقة، كانت وهلة الموقف تحاكي ذواتهم.
عاشوا المعركة لحظةً بلحظة، دون احتسابٍ للزمن وقد حارت العدسات باحثةً عن مورد المشهد.
حائرةً أيّها تختار، فاستسلمت لِكلِّها، وما كان كلُّها إلّا نقلاً لواقعةِ الحقيقة.
تلك شذرات من أنفاسٍ حبسها الصحافيون وهم يلوون ذراع الكبرياء أمام ما يشهدون.
رجالٌ أعدّوا أنفسهم هبةً لله فكانوا هم المعيار.
تلك شهادة سمعتُها بأساليب ولغات مختلفة عبّر بها من حضر وسمع فشهد.
تلك وكالات الصحافة على تنوعها عربية، أجنبيّة أو محلّيّة، ما لبثت أن تهافتت للتواجد على أرضٍ قرأت المعركةَ، فوَثّقتها.
إعلاميّون اختلفوا في ألوانهم ولغاتِهم وأقلامِهم تقاطروا من أربع نواحي الأرض، ليجتمعوا في توثيقِ نموذج يحاكي معركة العبور، وتوافدوا بنهمٍ ليشهدوا ألقَ المقاومة.
أبطالُها أدركوا المعرفة فكان لهم أداء احترافي لا يخلو من التّمرس وتِبيان الهويّة.
الحاج محمد أدرك لغة المدارك التي تحاكي النَّقل الحيّ، دون أن يكون هناك أيّ مبالغة، فكان المِراس سيّد الموقف.
شهِدنا محاكاةً بين اللغة الجسديّة والقدرات البنيويّة التي احترفت فنّ الأداء العسكري.
كان لاستخدام الذخيرة من الأسلحة الحيّة وقعٌ لا يُستهان به عبّر عنه العديد مِمّن حضروا من ممثّلي الوكالات.
فضلا عن تعبيرهم عن الحرفيّة في استخدامها، حيال استعداد وفيرٍ وواضح في القدرة على اقتحام المواقع المحتلة والقدرة على السيطرة عليها وتدميرها.
تلك محاكاة طبيعيّة للدخول إلى فلسطين والوصول إلى معالم، عبّر عنها الكثيرون بما يستحيل فعله.
بصمةٌ إعلاميّة وثّقها الفعل، وَكان المُرتجى بعد القول، من جنودٍ غدت الجغرافيا تعرفهم.
في العلاقات الإعلاميّة بمن تُمثِّل الحاج محمد والأخت رنا وكلّ من ساهم في إنجاح تظهير هذا العمل بشكل إعلاميٍّ مُتقَن، لكم كلّ التقدير والتحيّات الطّيّبة.
إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف
22/11/2024
الإعلام المقاوم شريك الجهاد والتضحيات
20/11/2024
ما بين عامَي 1948 و2024 ما الذي تغيّر؟
20/11/2024
أن تصبح سردية العدو شغل LBCI الشاغل!
18/11/2024
عن قائد كتيبة الإعلام المحارب..
16/11/2024