نقاط على الحروف
حزب الله لم يستعرض.. وجه رسائله ومشى
د. زكريا حمودان
أثارت المناورة التي أجرتها المقاومة في لبنان أمام عدسات الكاميرات المحلية، والاقليمية والدولية، الكثير من التساؤلات التي لم ترتق إلى المستوى الذي تقف عنده المقاومة وقضاياها الاستراتيجية.
على المستوى اللبناني، كيف نقرأ المناورة؟
بالغ البعض في استعراض الحدث سواءٌ ايجابًا أو سلبًا، قبل الحدث أو بعده، لكن من قلب الحدث يمكننا أن نلخص المناورة على الشكل التالي:
١- كل من يقارب المناورة على أساس استفزاز أو رسالة للداخل اللبناني فهو حاقد على المقاومة ونجاحاتها وتطورها مقابل فشله على مختلف المستويات.
٢- لم تعمل المقاومة يومًا على تعزيز قدراتها العسكرية والأمنية إلا خدمة للبنان وحمايته من الغدة السرطانية المحتلة للأراضي اللبنانية والفلسطينية والسورية. بالتالي فإنَّ الرسالة التي وجهتها المقاومة للداخل اللبناني هي انه يستطيع أن ينام مرتاح البال لأن المقاومة جاهزة وحارسة للأمن وتفرض حالة من الأمان في مواجهة العدو الاسرائيلي.
٣- انطلاقًا من النقطة الثانية والتي تُعنى بجهوزية المقاومة لحماية الوطن، فإنَّه من الضروري أن يذهب ساسة الوطن للتفاهم على حل مشاكله السياسية والاقتصادية والاجتماعية من خلال تحملهم المسؤولية الوطنية.
على مستوى العدو الاسرائيلي، كيف نقرأ المناورة؟
بعد أيام قليلة من معركة "ثأر الأحرار" التي قدمت فيها فصائل المقاومة نموذجًا جديدًا من الردع العسكري في مواجهة العدو الاسرائيلي من قطاع غزة المحاصر الى كل العالم، ها هي المقاومة في لبنان تُنذر العدو المأزوم سياسيًا وعسكريًا بأنَّ أي حماقة سيحاول ارتكابها ستكون مُكلفة جدًا.
اذًا الرسالة كانت للعدو وليس للصديق، كانت وجهتها العدو الاسرائيلي ومؤسساته الأمنية والعسكرية، كانت الرسالة للمستوطنين المحتلين للأرض الفلسطينية، على الشكل التالي:
١- إنَّ الرسالة أتت من وحي المناورة وهي حتمًا "سنعبُر"، وهنا الحديث عن العبور لتحرير الأراضي المحتلة وصولًا نحو القدس.
٢- إنَّ الرسالة للعدو الاسرائيلي ومن يدعمه خارجيًا واضحة في ما خص محاولاتهم لضرب المقاومة عبر الداخلي اللبناني، ليكون الرد بأننا جاهزون لنعبر الى داخل الأراضي المحتلة، وان مخططاتكم تلك تخطيناها ودُفنت في مهدها.
٣- خلال المناورة لم تستعرض شيئا من عتادها الذي يرعب العدو وتحديدًا الصواريخ الدقيقة، لكنها استعرضت دون أدنى شك قوة بدنية ذات جهوزية عالية.
٤- كذلك على مستوى العدو الاسرائيلي الذي لطالما راهن على انهاء القضية الفلسطينية من خلال مشروع التطبيع، فقد وصلته رسالة من خلال هذه المناورة بأنَّ ما اسقطه التقارب الايراني-السعودي من قطع للطريق على الفتنة السنية-الشيعية وعدم استكمال مشروع التطبيع، تم تثبيته من خلال تثبيت وجود المقاومة أكثر فأكثر بعد المناخات العربية-العربية والعربية-الاسلامية الايجابية.
في الخلاصة، لم يستعرض حزب الله يومًا كما يسعى البعض للترويج، حزب الله في هذه المناورة وجه رسائله للعدو بوضوح ومشى.
إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف
25/11/2024
بيانات "الإعلام الحربي": العزّة الموثّقة!
22/11/2024
الإعلام المقاوم شريك الجهاد والتضحيات
20/11/2024
ما بين عامَي 1948 و2024 ما الذي تغيّر؟
20/11/2024