نقاط على الحروف
25 أيار بشرى النصر من الغندورية إلى القدس
إيهاب شوقي
عندما تعلن المقاومة أكثر من مرة ثقتها في زوال الكيان الإسرائيلي، وعندما يبشر الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله، بأننا نشعر بأننا من الجيل الذي سيصلي في القدس، فهي قناعات وبُشريات مستندة إلى وقائع وتاريخ وقبلها بالطبع يقين وإيمان.
ومن هذه الوقائع تأتي سجلات انتصار المقاومة في لبنان ويأتي ٢٥ أيار 2000، كتاريخ شاهد على انسحاب العدو ودخول جحافل المقاومة والشعب منتصرين مهللين بالنصر بعد دحرهم للعدو وتحريرهم للأرض.
وكما تفيد وقائع التاريخ فقد بدأ التحرير من بلدة الغندورية باتجاه القنطرة وكان ذلك مدخلاً لعودة الأهالي إلى البلدات الأخرى كالطيبة ودير سريان وعلمان وعدشيت.
وهو مشهد قابل للتكرار بالقدس والجلد والرملة وكل الأراضي والقرى التي احتلها العدو بعد دخول المقاومة والأهالي أصحاب الأرض وعودتهم بعد تشريدهم وتحويلهم للاجئين.
و٢٥ أيار شكل تتويجًا لمحطات من المقاومة والصمود والتغلب على مؤامرات الخارج وتواطئه وعملاء الداخل وفتنهم وهي أزمات تعاني منها فلسطين ويعاني منها مقاوموها الصادقون.
ربما شكلت عملية "عناقيد الغضب" والتي شنت للقضاء على حزب الله محطة من أصعب المحطات ولكن المقاومة تجاوزتها بالصمود والتضحيات لتنتهي بـ"تفاهم نيسان" الذي نص على تحييد المدنيين. وبقيت المقاومة صامدة وأتحفت العدو بعمليات نوعية ضده وضد عملائه، كي يأتي 22 أيار 2000 وتتحرر حولا ومركبا وبليدا وبني حيان وطلوسة وعديسة وبيت ياحون وكونين ورشاف ورب ثلاثين.
ويستمر تساقط الاحتلال كالدومينو لتتحرر في اليوم التالي بلدات بنت جبيل وعيناتا ويارون والطيري وباقي القرى المجاورة في ذلك اليوم الذي اقتحم الأهالي به معتقل الخيام وفتحوا أبوابه وحرروا الأسرى مع رحيل الاحتلال وعملائه.
ليتوالى في 24 أيار تقدم الأهالي والمقاومين إلى قرى وبلدات البقاع الغربي وحاصبيا وقراها، ليندحر آخر جندي صهيوني في ليل 24 أيار 2000 من الجنوب والبقاع الغربي ويعلن 25 أيار 2000 عيداً للمقاومة والتحرير.
مرّت فلسطين ولا تزال بمحطات صعبة وعمليات متعددة من النسخ الفلسطينية لعناقيد الغضب ولكن مقاومتها تتنامى وتشكل خلاياها الجديدة بالضفة وشكلت سرايا القدس وكتائب القسام وغيرها من الفصائل سهما في خاصرة العدو لتذكره بصمود المقاومة في الجنوب الصامد واتفاقات تشبه اتفاق نيسان.
ولا شك أن هذا الصمود واحتضانه عبر بيئة المقاومة وتواصل العمليات والمرتبطة على المقاومة واستمراريتها سيصل لذات الانتصارات وذات المشاهد التي تتقدم بها المقاومة بصحبة الأهالي لانتزاع قراها واراضيها مع دحر جنود العدو ومستوطنيه.
إنه ليس احتفالا بمناسبة وذكرى تاريخية بل تذكير بصوابية خيار المقاومة حصرًا مع عدو لا يفهم الا هذه اللغة ودعم وطمأنة للمقاومة في فلسطين بأن تضحياتها ليست هباء وأن المقدمات المتشابهة في الصمود ستؤدي إلى نتائج متشابهة بالنصر.
إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف
22/11/2024
الإعلام المقاوم شريك الجهاد والتضحيات
20/11/2024
ما بين عامَي 1948 و2024 ما الذي تغيّر؟
20/11/2024
أن تصبح سردية العدو شغل LBCI الشاغل!
18/11/2024
عن قائد كتيبة الإعلام المحارب..
16/11/2024