نقاط على الحروف
نتنياهو أخفق باستعادة الردع
خليل نصر الله
قبل عملية "السهم الواقي" وفي أكثر من مناسبة، ألمح رئيس وزراء العدو الإسرائيلي إلى عمليات قادمة. حتى طاقمه العسكري ضمن الحكومة، ومسؤولين في الجيش، وفي المؤسسة الأمنية، كانوا يتحدثون بصراحة عن ضرورات أمنية تدفعهم إلى العمل في أكثر من جبهة. مجمل التصريحات كانت تصوب نحو "قوة الردع" وضرورة العمل على ترميمها، ولو أدى بعضها إلى دفع ثمن.
ما حصل في غزة، عملية "السهم الواقي"، والتي أسمتها المقاومة "ثأر الأحرار"، أن ثمة أهداف وضعتها المؤسسة الأمنية، ووافق عليها نتنياهو الذي يريد جني أثمان سياسية أيضا في الداخل. أبرز الأهداف:
- تعديل في قوة الردع لمصلحة الكيان.
- الفصل بين الساحات (غزة – الضفة والقدس).
- الفصل بين فصائل المقاومة.
- الفصل بين الجبهات على صعيد الإقليم (بدء تفكيكها).
- سياسيًا، حسابات داخلية خاصة بنتنياهو تتعلق بواقعه الحكومي، وتسجيل نقاط على خصومه.
بدأت العملية العدائية بعملية اغتيال تمت في لحظة واحدة استهدفت ثلاثة من قادة "سرايا القدس"، الجناح العسكري لحركة "الجهاد الإسلامي"، قبل أن يتم اغتيال اثنين آخرين خلال الأيام القتالية التي جرت، بعد جهد استخباري، تحدثت "القناة 12 الإسرائيلية" أنه تم على مدى 3 أشهر، بمشاركة الشاباك والاستخبارات العسكرية، وسلاح الجو المسير.
أراد الطاقم العسكري والأمني، بمشاركة نتنياهو، منذ اللحظات الأولى صرف ما اعتبروه إنجازًا كبيرًا، لكن المقاومة بادرت إلى استيعاب الضربة، وبدأت تتحكم بمسار المواجهة التي امتدة على مدة خمسة أيام وانتهت بالتزام إسرائيلي في وقف استهداف الأفراد (الاغتيالات)، وقف استهداف المدنيين وهدم المنازل. فعليا فرضت المقاومة شروطها.
بناء على نتائج المعركة، والقراءة في مضمون بيان وقف إطلاق النار، بدأ الجدل في الكيان الإسرائيلي حول جدوى ما جرى، وهناك شبه إجماع على أن ميزان الردع لم يتعدل، وأن ما جرى هي جولة تشبه سابقتها. يستند معلقون إسرائيليون وجنرالات سابقون إلى استمرار تساقط الصواريخ من غزة على المستوطنات الاسرائيلية كافة، وقدرة المقاومة على فرض شروطها عبر التحكم بمسار المعركة.
يصدق المعلقون الإسرائيليون في مقاربتهم نسبة إلى الأهداف المرجوة من العملية، فلا الردع تحقق ولا الساحات فصلت ولا الجبهات فككت، وقوى المقاومة في الاقليم كانت على اتصال دائم بغزة ومستعدة للقيام بخطوات وهو ما أكده واعلنه السيد حسن نصرالله.
بالأمس، خرج نتنياهو معترفًا بأنه أخفق. جملة واحدة كانت تكفي للتعبير عن ذلك واستنتاجه، عندما قال متطرقًا إلى العدوان الأخير: "نحن نغير معادلة الردع". إذا هو يقول نغير، لم يحسم أن شيئًا تغير. هو بذلك يؤكد المضي باتخاذ خطوات، وأن مسار تغيير أي معادلة طويل.
بغض النظر عن إمكانية تغيير معادلة، لأن هناك من يقول إن أي تغير لمعادلات يحتاج إلى حرب واسعة، لا إلى جولات قتالية هنا وهناك، مع عدم استبعاد تطور أي جولة إلى مواجهة مفتوحة، من الواضح أن الكيان لا يريدها.
اعتراف نتنياهو يؤكد على أمور عدة، من بينها أن الخيارات الإسرائيلية تزداد ضيقًا، وأن الاغتيال ليس وسيلة، وأن المأزق الأمني يتوسع، وأن أي تصعيد في المنطقة، أمر قائم وهو منوط بالتصرفات الإسرائيلية.
إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف
22/11/2024
الإعلام المقاوم شريك الجهاد والتضحيات
20/11/2024
ما بين عامَي 1948 و2024 ما الذي تغيّر؟
20/11/2024
أن تصبح سردية العدو شغل LBCI الشاغل!
18/11/2024
عن قائد كتيبة الإعلام المحارب..
16/11/2024