نقاط على الحروف
في ذروة معركة "ثأر الأحرار".. المقاومة تثبت معادلة "سيف القدس"
خليل نصر الله
صحيح أن معركة "ثأر الأحرار" مرتبطة مباشرة بجريمة اغتيال قادة "سرايا القدس" الثلاثة وجمع من المدنيين، لكن إدارة المعركة تبين أن الغرفة المشتركة تثبت معادلة "سيف القدس"، وهو ما يُفهم من إشارة الغرفة في بيانها الأول إلى مزامنة الرد الصاروخي مع ذكرى معركة "سيف القدس" الخالدة كما وصفت.
كان واضحًا أن العدو الاسرائيلي ومن خلال تصريحات الطاقمين الأمني والسياسي للكابينيت يشير إلى سعيه لفرض معادلة جديدة، على حد وصف نتنياهو تحديدًا في تصريحه بعد اجتماع الكابينيت ليل الأربعاء. كذلك تصريحات يوآف غالانت وزير الحرب الذي بينت تصريحاته سعيًا أمنيًا لتقليص حجم التهديدات الأمنية المحيطة بالكيان، وهو ما يعرف بتعدد الجبهات أو وحدة الساحات.
بالعودة إلى جريمة الاغتيال فجر الثلاثاء، كان واضحًا أن استهداف القيادي طارق عز الدين، المعني بالضفة الغربية المحتلة، إشارة إسرائيلية واضحة للعمل على الثأر أولًا من أعمال المقاومة، الجهاد تحديدًا، في الضفة، والتي تدار من غزة بحسب تقييمات وتقديرات إسرائيلية، وثانيصا الفصل بين عمل المقاومة في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة، وهو ما يحتاج إلى عمل إسرائيلي عسكري لتحقيقه، وفق تقديرات إسرائيلية. بالعودة أيضًا إلى تصريحات وزير الأمن القومي في حكومة نتنياهو بن غفير، الذي دعا أكثر من مرة إلى تفعيل سياسة الاغتيالات كرد على عمليات المقاومة في الضفة الغربية المحتلة، وهو الذي هلل لعملية اغتيال القادة الثلاثة في غزة، واعتبرها استجابة لمطالبه وتوجهاته. أمام هذه المؤشرات العملية، يتضح أن أهداف العدو الإسرائيلي من وراء العدوان في غزة عبر الاغتيال تتعدى الثأر المباشر إلى محاولة فرض معادلة جديدة، تعتبرها "إسرائيل" حاجة لتكون مقدمة لاستعادة قوة الردع، والتي لا يمكن تحقيقها دون إعادة الفصل بين الساحات، وضرب مفهوم تعدد الجبهات الذي اختبرته عمليًا في شهر رمضان المبارك، بعد رد صاروخي من جبهات ثلاثة هي لبنان، سوريا، غزة.
ليل الأربعاء، سرب إعلام العدو أنباءً تفيد بقرب التوصل الى وقف إطلاق نار، قبل أن ينفي الأمر رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي "تساحي هنغبي"، ويؤكد أن العملية لم تنته بعد ومن السابق لأوانه الحديث عن وقف إطلاق نار، وهو ما ردده وأكد عليه نتنياهو وغالانت خلال مؤتمرهما الصحافي ليلًا.
مرد عدم التوصل إلى وقف إطلاق نار، هو شروط وضعتها المقاومة في وجه شروط إسرائيلية، تفيد المعطيات أنه في مقدمتها وقف سياسة الاغتيالات، وكذلك مسائل تتعلق بالضفة الغربية المحتلة، وعليه عاد التصعيد ليفرض نفسه منذ الساعة التاسعة ليلًا.
لا يبدو أن المقاومة في وارد التراجع عما تحقق في "سيف القدس"، من خلال ربط الضفة الغربية بقطاع غزة، ولا يبدو أن المقاومة في وارد القبول بأي شرط يضرب أو يفتت من تلك المعادلة الاستراتيجية التي تحققت، وعليه إن وقف إطلاق النار منوط بتسليم إسرائيلي بأن تلك المعادلة لا إمكانية للمس بها، وهذا إن حصل سيعني أن المنظومة الأمنية فشلت في تحقيق أحد ابرز أهدافها المتعلقة بالفصل بين الساحات، ناهيك عن سعيها للفصل بين قوى المقاومة في غزة، وهو ما يفسر الرد من غزة عبر غرفة العمليات المشتركة.
وعليه، ووفق المؤشرات كافة، وما يصدر من قطاع غزة، يمكن الحسم أن المقاومة تمكنت حتى الساعة من تثبيت معادلة "سيف القدس"، علمًا أن صوت المدافع لم يخفت بعد.
إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف
09/11/2024
أمستردام وتتويج سقوط "الهسبرة" الصهيونية
08/11/2024
عقدة "بيت العنكبوت" تطارد نتنياهو
07/11/2024