نقاط على الحروف
السياديون ومؤسسات الإقراض مقارنة بالقرض الحسن
د. زكريا حمودان(*)
جهز الإعلام اسلحته الفتاكة، حدد الهدف وانطلق من خلال غرفة عمليات مشبوهة، تحضروا جميعًا وساروا معًا ليخوضوا معركة جديدة، هذه المرة في مواجهة جمعية القرض الحسن.
من لا يعرف القرض الحسن قد يُصدق كل ما يدور حول هذه المؤسسة الاجتماعية الناجحة من شبهات، أما من يعرف فعليًا هذه المؤسسة فيتأكد من أن لبنان برمته بحاجة الى تعميم القرض الحسن كتجربة رائدة في مجال عملها مقارنة مع مؤسسات خاصة ادعت الاقراض مقابل شراء الذمم السياسية، والاعمال المشبوهة وغير الشرعية من تبعية للسفارات وتنظيم للحملات الانتخابية والدعاية السياسية ناهيك عن استدراج البلد لثورة مشبوهة المضمون.
خطأ شائع يتم ترويجه حول جمعية القرض الحسن
١- ان جمعية القرض الحسن تعمل ضمن العمل الاجتماعي وهي لا تعمل في السوق المصرفية، بالتالي لا يمكن لاحد مقارنة القرض الحسن بمصارف مفلسة وتتعاطى الفائدة والتي تتنافى مع حدود الشرع الذي يشكل معيارًا اساسيًا في نهج عمل القرض الحسن.
٢- دور القرض الحسن تعاضدي اجتماعي وليس تجاريا وماليا كما اراد ان يصوره البعض، بالتالي لا يمكن لاحد الخلط بين المفهومين.
٣- لم يتوسع عمل القرض الحسن يومًا ليكون عملًا خارج الاطار غير القانوني، لا بل ساهم وبشكل قانوني في مواجهة الهجمة والحصار السياسيين على بيئة المقاومة، بالتالي ساهم في حفظ الاستقرار المالي والاجتماعي في مواجهة الايادي الغربية المشبوهة والتي كانت تهدف لضرب السلم الاهلي.
جمعيات ومؤسسات مشبوهة تصول وتجول بين اللبنانيين
بعد ما ذكرناه عن القرض الحسن من حقائق، بحثنا عن مؤسسات الاقراض في الداخل اللبناني لنصطدم بما هو ليس غريبًا علينا ولكن قد يستغربه بعض البعيدين عن الواقع اللبناني.
يتغلغل بين اللبنانيين عامة، وبين من يروجون ضد القرض الحسن وبيئة المقاومة عشرات المؤسسات المقرضة تحت مسميات مختلفة. لكن المفارقة أن هذه المؤسسات لا أحد يهجم عليها رغم عدم شرعية عملها على الشكل التالي:
١- السفارة الامريكية: تتربع السفارة الامريكية على رأس المحركات للمؤسسات والتعاونيات التي تنشط في مجال الاقراض، وهي لجأت الى اساليب متعددة للاقراض سواء عبر مؤسسات تدار من خلال USAID وتحديدًا عبر مشروعين هما: مشروع LIFE ومشروع LED، او عبر شراكات ابرمتها المؤسسات الامريكية مع مؤسسات لبنانية، مثلًا: جمعية مؤسسات التمويل الأصغر في لبنان وهي الجمعية الام لعدد من مؤسسات الاقراض التي نشطت في لبنان تحت عناوين جذابة ولكن ذات بعد غير سيادي ابدًا وها هي روائحها تفوح بعد احداث ١٧ تشرين، كمؤسسة مخزومي ومؤسسة تنمية الرواد، جمعية التضامن المهني، وشركة امكان المالية التابعة لتيار المستقبل، وغيرها.
٢- الجمعيات الدينية المقرضة: الى جانب المؤسسات التي نشطت في الاقراض داخل لبنان، كذلك تم انشاء جمعيات مقرضة تابعة لمؤسسات دينية معروفة كـ"التعاونية اللبنانية للانماء" التي يشرف عليها شخصيًا البطريرك بشارة الراعي، وهي مؤسسة فاعلة ولديها مبادرات لتثبيت المجتمع المسيحي في وطنه. وقد كان لهذه الجمعية شراكات واسعة مع برنامج LIFE التابع للسفارة الامريكية، ورغم ذلك لم يتوجه احد لها بأي هجوم او عتب يُذكر. وعلى غرار هذه الجمعية المارونية، كان هناك "جمعية التضامن المهني التابعة للمجلس الاعلى للروم الكاثوليك"، ولهذه الجمعية شراكات خارج الحدود في اميركا وكندا ومختلف دول اوروبا.
ما تم استعراضه اعلاه هو غيض من فيض المؤسسات التي تعمل في مجال الاقراض على غرار مؤسسة القرض الحسن، لكن ما لا يريد ان يعترف به البعض هو شيء واحد لا اكثر من ذلك، هناك حرب تخاض على بيئة المقاومة ومؤسساتها الناجحة والمحافظة على المجتمع المقاوم، والتي لا يسودها الفساد كما بعض الجمعيات التي فاحت منها روائح الفساد حتى اغرقتها.
(*) مدير المؤسسة الوطنية للدراسات والاحصاء
إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف
09/11/2024
أمستردام وتتويج سقوط "الهسبرة" الصهيونية
08/11/2024
عقدة "بيت العنكبوت" تطارد نتنياهو
07/11/2024