نقاط على الحروف
الاعلام الإسرائيلي يواجه الفوضى الداخلية بالتخويف من صواريخ حزب الله !!
خليل نصرالله
ليس سرا أن الأعلام الإسرائيلي من أكثر الاعلام في العالم خاضع للرقابة، وتحديدا العسكري. وما يصدر عنه يخضع للفحص والتدقيق، ويكون في مجمل الأحوال هادفا. تشتد الرقابة العسكرية على الاعلام مع الأحداث الأمنية، سواء كانت داخلية أو خارجية، ولا يمكن لوسائل إعلام العدو بمختلف مسمياتها تخطي الرقابة.
مؤخرا، ومع تصاعد الاحتجاجات الداخلية، على خلفية مشروع قانون التعديلات القضائية الذي تنوي حكومة بنيامين نتنياهو إقراره، ووصول الأوضاع إلى حد التصادم في شوارع "تل أبيب"، ناهيك عن الانزعاج الذي ولدته التركيبة الحكومة لما يسمى بـ "اليمن المتطرف"، والتحذير من احتمال تهورها في ملفات عدة، تبين أن الإعلام الاسرائيلي عانى من مشكلة في "الاصطفاف"، لكنه ضبط الى حد ما كي لا يؤجج الأوضاع، مما قد يؤدي الى مزيد من التصادم، وهو ما يمكن إرجاعه إلى الرقابة التي تحاول تهدئة الأمور، أو تسييرها وفق منهجية تخدم مصالح سياسية وأمنية.
من يتابع ما تتناقله وسائل إعلام إسرائيلية يلاحظ أنها تتلاقى من كثير ممن يحذرون من الصدام الذي قد يوصل إلى "حرب أهلية"، وهو خطاب إذا ما دققنا فيه نلاحظ أنه تخويفي تحذيري من عواقب ما قد يحصل. وهي محاولة لتخفيف حدة التصادم من جهة، ومن جهة أخرى استخدامها في تصفية الحسابات السياسية عبر كسب ود الجمهور الاسرائيلي القابل للتنقل من جهة الى أخرى وفق مصالحه. خاصة أن احتمال سقوط حكومة نتنياهو، وحل الكنيسيت قائم في أي وقت كنتيجة للانقسامات الحادة داخل مجتمع العدو.
منذ أيام حصل الصدام في تل أبيب، كان المشهد يعبر عن عدم تماسك "مجتمع العدو"، وأن الأمور تسير نحو انفجار أو شيء من الفوضى كحد أدنى. مشهد التصادم كان عنوانا ربما لابتداع "فزاعات" أخرى قد تلجم الاحتكاك أو تحد منه.
وعليه، طالعتنا وسائل اعلام العدو يوم الجمعة، بـ "فزاعة" جديدة رمتها في وجه المستوطنين، مفادها: "مشروع دقة الصواريخ الخاص بحزب الله والذي لا يميّز بين معارضي التعديل القضائي ومؤيديه".
الواضح من مضمون ما قالته وسائل الاعلام تلك، أنها تعمد الى توظيف ما تراه قيادة العدو العسكرية والأمنية والسياسية خطرا على وجود الكيان في مسائل الاشتباك الداخلي.
والواضح أيضا أن استخدام هذا الأسلوب ــ غير مضمون النتائج ــ ملفت من ناحية التوقيت، فهو ربما يدلل على أن شيئا من السيطرة على منع الاحتكاك يضمحل، وبالتالي هناك حاجة للاستعانة بـ "فزاعة" صواريخ حزب الله في الداخل.
ما اوردته قنوات العدو في هذا الصدد، ترى أوساط متابعة للشأن الاسرائيلي، أنه مضحك بعض الشيء. إذ ترى هذه الأوساط أنه من المستغرب توظيف اعلام العدو "خطر الصواريخ" في شأن داخلي من هذا النوع، مع أن مضمون ما قالته وسائل الاعلام تلك هو واقع وصحيح، أي أن الصواريخ لا تميز، سواء تصالح الإسرائيليون مع بعضهم أم اختلفوا أم تقاتلوا، لان مسألة استخدام الصواريخ سواء من لبنان أو حتى غزة أو أي جهة، مرهون بوقوع حرب، قد تكون نتيجة خطأ في التقدير ترتكبه "إسرائيل" أو أحداث أخرى قد تدفع باتجاه الاشتباك.
وعليه، فإن الإعلام الاسرائيلي تحدث عن حقيقة، لكنه أخطأ في توظيفها. وكان الأجدر به القول: إن أخطأنا التقدير اتجاه المقاومة في لبنان، فإن الصواريخ لن تميز بيننا، لذا علينا أن نحسن التقدير.
إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف
22/11/2024
الإعلام المقاوم شريك الجهاد والتضحيات
20/11/2024
ما بين عامَي 1948 و2024 ما الذي تغيّر؟
20/11/2024
أن تصبح سردية العدو شغل LBCI الشاغل!
18/11/2024
عن قائد كتيبة الإعلام المحارب..
16/11/2024