نقاط على الحروف
السيد نصر الله يثبت حدود المرحلة المقبلة رغم التقلبات الدولية
د.زكريا حمودان
يوم شهيد حزب الله هو المناسبة الارقى في تاريخ النضال ضد الهيمنة الخارجية على لبنان، حيث تحدث الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله في الذكرى عن معادلات كانت مبهمة لدى البعض، أوضحها لهم انطلاقًا من تضحيات الشهداء والجرحى والمفقودي الأثر.
في غضون أيام تبدلت معادلات دولية وإقليمية اقتضت أن يتطرق لها السيد نصر الله كمدخل إلى المرحلة المقبلة. انطلاقًا منها كان واضحًا أن أي تبدل في الميزان السياسي لدى العدو الاسرائيلي من جهة، أو في السياسة الخارجية الأمريكية المعادية من جهة أخرى، لن يكون له أي أثر على استراتيجية المقاومة الثابتة والتي تستند الى تاريخ من النضال والجهوزية والتقدم المستمر دون حدود.
من تبدلات الألوان في الولايات المتحدة الامريكية إلى تبدلات السياسة المعادية والمغتصبة للأراضي المقدسة، وصولًا إلى المرحلة المقبلة والتي تتمثل بعنوانين رئيسيين هما التنقيب عن الغاز انطلاقًا من الحدود الجنوبية بالاضافة الى انتخابات رئاسة الجمهورية.
التنقيب عن الغاز وتلقف اللحظة الدولية
يتمسك حزب الله اليوم بحقيقة الانتصار الذي تحقق، ولكن لا يتوقف ابدًا عند الانتصار بل عند أهمية استكماله عمليًا عبر بدء الشركات الاجنبية الحفر حيث يجب انطلاقا من الحدود الجنوبية، وذلك تثبيتًا للاتفاق الاخير من جهة، بالإضافة الى إخراج لبنان من الحصار الاقتصادي وأزمته الاقتصادية من جهة أخرى. وكما كان واضحًا، لا يشكل أي تبدل سياسي داخلي لدى العدو الاسرائيلي اي اثر على الاتفاق، وفي حال حاول البعض الاخلال بالاتفاق فإنَّ الجهوزية عالية لضرب العدو برًا وبحرًا وجوًا.
رئاسة الجمهورية من منظار حزب الله
لا يمكن قراءة ما قاله السيد نصر الله في حديثه عن رئاسة الجمهورية الا بالثوابت التي لا تتغير. قبل الغوص في التفاصيل، كان واضحًا من وحي كلمة سماحته أنَّ سلاح المقاومة لا يحتاج لأي منصب كي يحميه، وما المناسبة الا خير دليل وبرهان على أن الضمانة التي قدمتها دماء الشهداء والمناضلين تتقدم على مختلف الضمانات السياسية.
أما في المضمون، فمواصفات الرئيس كانت واضحة على المستوى السياسي، فهو عليه أن لا يطعن المقاومة في اي لحظة من اللحظات، خاصة في ظل أي ضغط أمريكي او خارجي، وعلى الرئيس ان يكون قويًا لا يهاب الصغوطات الخارجية، كما انه يجب ان يتماسك ولا يتأثر بالرشاوي التي اعتادت السفارات والدول الاجنبية تقديمها مقابل تقديم التزامات سياسية تضرب وحدة الداخل اللبناني.
في الاطار عينه، ألمح السيد نصر الله الى عهد الرئيس السابق اميل لحود كمعيار لمواصفات عتيدة تمتع بها على مدى تسع سنوات من حكمه. كما ذكر السيد المعادلة الثابتة (الجيش والشعب والمقاومة)، مؤكدًا أنه وبالرغم من كل الدعم الذي تلقته المؤسسة العسكرية من الولايات المتحدة الامريكية استطاعت ان تثبت القيادة العسكرية أنها متوازنة ولم تخضع للمطالب الامريكية التي تبحث عن مخططات للفوضى تهدف بشكل او بآخر الى اضعاف حزب الله، وكذلك أكمل بعهد الرئيس العماد ميشال عون لجهة رفض الضغوط والصمود في المواجهة في سبيل لبنان السيد الحر المستقل.
في الخلاصة، مواصفات حزب الله لرئاسة الجمهورية جميعها سهلة ولا يوجد فيها سوى البعد الوطني، وهي لا تشبه الواقع اللبناني المبني على المحاصصة والطائفية، لذلك على اللبنانيين الانصات لصوت العقل والتوجه نحو حدود المرحلة التي رسمها الامين العام لحزب الله بخط وطني بامتياز.
إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف
09/11/2024
أمستردام وتتويج سقوط "الهسبرة" الصهيونية
08/11/2024
عقدة "بيت العنكبوت" تطارد نتنياهو
07/11/2024