نقاط على الحروف
"المعوفر" دحلان.. !!
خالد رزق(*)
في سيناء المصرية وعند أهلنا في العريش ورفح كانت هناك كلمة واحدة تستخدم للدلالة على خيانة رجل وعمالته للاحتلال خلال السنوات التي دنس فيها الصهاينة أرضنا المقدسة فكانوا وبعدهم يقولون فلان هذا "معوفر".. نسبة إلى نقطة استخبارات أمنية صهيونية كانت برفح كانت تتبع السجن الصهيوني الأبشع بفلسطين المحتلة في ذاك الوقت..، وإذا سمعتهم يصفون أحد بذلك فأعرف أنك بصدد من خبروه عميلاً تابع للعدو الصهيوني.. سبق اقتياده إلى سجن عوفر الأمني واستجوابه وربما سجنه، فالسجن في هذه الحالة التي يصفون يكون للتمويه وإطلاق السجين في نهاية الأمر ليعمل كما المستعربين صهاينة الأصل، في ذلك هم يفرقون بين من كان معتقل فلسطيني كونه سياسياً أو مقاوم وبين الخونة فلا يقولون أبداً عن مقاوم او سياسي بأنه معوفر، وإنما عادة يستخدمون لفظ المناضل السجين.
من بين الشخصيات الفلسطينية ذائعة الصيت ولا أقول القيادات يقف المدعو محمد دحلان معوفراً عتيداً فالوغد الذي ظهر على الساحة الفلسطينية قادماً من المجهول بعد مغادرة سجون الاحتلال شرع مباشرة في اختراق صفوف فتح و منظمة التحرير الفلسطينية وكان العراب الأول للعلاقات الفلسطينية الصهيونية رسمية الطابع ، و من حينها و إلى اليوم وحتى بعد افتضاح أمره واتهامه بالتورط في قتل عرفات ، و ما هو أكثر بتخريب الواقع الفلسطيني و قمع المقاومة و إشاعة الخوف و الرعب بين الفلسطينيين حتى كفروا بنضالية فتح و المنظمة و لاذوا بخيارات ثبت أنها الأسوأ ..!!
دحلان والمعنى العربي لاسمه هو خاف واستتر حتى صار في جانب الخفاء وهي صدفة تطابقيه مدهشه لا يألوا جهداً في الخروج كل فينة وأخرى علينا من منفاه بإسطبلات حكام أبو ظبي ليشنف آذاننا بأحط وأوضع الكلام في شأن الموقف من فلسطين والفلسطينيين والقدس قضيتنا الوجودية بما يؤكد خيانته التي لا سقف لها..
قبل أيام وعلى قناة روسيا اليوم قدم دحلان نفسه باعتباره خليفة محتمل لمحمود عباس أبو مازن في قيادة السلطة الفلسطينية ووسط كلام غث كثير عن نظام الحكم البرلماني، رمى "المعوفر" الوضيع علينا فكرة أسياده الصهاينة.. بالتخلي عن حل الدولتين رغم أنه (حل الدولتان) بالتأكيد لا يرضي الأحرار المستمسكون بالوطن الفلسطيني من النهر إلى البحر "مقترحاً" اللجوء لحل دولة واحدة ترفع العلم الصهيوني ولمواطنيها بحسبه حقوق متساوية..، بهذا أراد تسويق فكرة الضربة القاضية للمسألة الفلسطينية برمتها بما فيها قضية المقدسات الإسلامية والمسيحية وهو ما قال بأنه الخيار الوحيد أمام الفلسطينيين، وعندما سأله مضيفه وهل يحتفظ الفلسطينيين بهويتهم.. لم يجب وإنما راح ليقول بإنه إذا اعتبر الصهاينة يهودا والسامرا لهم سنريحهم بالدولة الواحدة !!
هكذا ببساطة يتحدث دحلان عن تحويل نظام الحكم الفلسطيني من الرئاسي للبرلماني وفي نفس الوقت يقول بهدم السلطة كلها وتسليم أمر الفلسطينيين للصهاينة في دولة واحدة عاصمتها القدس الموحدة.. ويدلل على وطنيته بأن الأمريكان يرفضون منحه تأشيرة دخول بلادهم منذ 10 سنوات، وكأننا لن نرى في الأمر علامة أخرى من علامات العوفرة ...!!
والحق أني لا أرى في كلام دحلان والحوار كله الذي أجرته وللأسف "روسيا اليوم" إلا محاولة مشتركة قذرة لتسويق الجرم الأكبر بحق القضية، وبيان أن المتحدث لا يتكلم بلسانه فقط وإنما الأمر في حقيقته هو توجه تدعمه دول عربية وبالأقل تدعمه الإمارات التي لم يفته ان يشير إلى قربه من الرجل الأقوى في بلاطها طحنون بن زايد المسئول عن رسم السياسات الأمنية والخارجية لبلاده.
عموماً يبدو واضحاً أن الحديث التافه لدحلان هو مجرد بالون اختبار أطلقه من وراء دحلان و أسياده في أبوظبي ، وملأه بالهواء آخرين من حكام نطاق الخيانة الأوسع و الأشمل في منطقتنا ، لكن الذي لا يعمل هؤلاء له حساباً أن ما يعبأ بالهواء لا يحتاج أكثر من شكة دبوس ليصبح عدماً.. فلسطين باقية طالما بقي في شعوبنا نفس.. هي باقية والقدس باقية طالما بقي فينا رجل مقاوم واحد.. أما الخونة فيذهبون بلا أثر.
(*) نائب رئيس تحرير جريدة الأخبار ـ (مصر)
إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف
22/11/2024
الإعلام المقاوم شريك الجهاد والتضحيات
20/11/2024
ما بين عامَي 1948 و2024 ما الذي تغيّر؟
20/11/2024
أن تصبح سردية العدو شغل LBCI الشاغل!
18/11/2024
عن قائد كتيبة الإعلام المحارب..
16/11/2024