نقاط على الحروف
بقلم الأسير محمد مرداوي: باقون على عهد المقاومة
*بقلم الأسير محمد مرداوي
35 عامًا من العطاء والدماء والشهادة، الجهاد الإسلامي في صوت المقاومين والذكريات تكون عادة منها ومعها، والمضي على طريق الذين سبقونا وأعطوا لنا من دمهم حياة مختلفة ومميزة.
فحركة "الجهاد الإسلامي" لم تكن مجرد فصيل فلسطيني، والرقم فاعل وجاد بحضورها الدائم والمستمر ولا زالت بنفس الروح والفاعلية والعطاء والتضحية والفداء العاجل. نضالات حركة "الجهاد الإسلامي" لم تبدأ من يوم 6/10/1987م، بل سبقها نضال ومقاومة من أوائل الثمانينيات وكذلك جهاد وكفاح وثورات وهبات الشعب العربي الفلسطيني من قبل ثورة 1920م، وحتى ثورة القسام الى الثورة المعاصرة إلى انتفاضة الحجارة وانتفاضة الأقصى وهبّات القدس وحتى الهبّات الحالية وحتى آخر مواجهة.
في معركة "وحدة الساحات" ومواجهات "كتيبة جنين" ونابلس وجميع الكتائب التي ظهرت والمسميات - وسيبقى ينظم الشعب الفلسطيني مسميات أخرى وكثيرة - ولكن الهدف واحد وهو مقاومة الاحتلال الصهيوني حتى تحرير فلسطين كاملة من نهرها الى بحرها.
هنا يجب أن تكون الذكريات وهذه الذكرى الجهادية لانطلاقة الفصل الجهادي للجهاد الإسلامي محطة هامة لنا جميعًا بمراجعة شاملة لكل المواقف والثوابت، والتأكيد على المؤكد والحفاظ على الثابت الذي روي بدم الشهداء والعمل بكل جهد وصدق وأمانة وإخلاص، والوفاء لدماء الشهداء والعمل بكل طاقة لتحرير الأسرى والانتماء لهم ولعائلاتهم، وأن تبقى القدس هي قبلة جهاد المجاهدين والمقاومين.
ولتكن هناك مراجعة حقيقية للذات وللنفس ونعالج القصور والأخطاء والعمل على تجاوزها وتخطيها، لأن شعبنا يأمل بنا كل الصدق والخير، وأننا أصبحنا خيارهم الأصيل والواضح والأمين ويراهن على ثباتنا ورسوخ موقفنا ووضوح مصداقية مواقفنا الثابتة والعمل على حفظ الأرض والإمكان، والعمل على مشاركة أبناء الشعب الفلسطيني في كل أفراحهم وأحزانهم والوقوف معهم بكل ما يحتاجه.
إنها ذكرى لتجديد العهد والوعد والقسم لفلسطين وللأمة ولشعبنا المجروح المظلوم المرابط والعمل على تحقيق الأهداف التي انطلقنا من أجلها والبحث الجاد بإنجاز التحرير والعودة وحشد الطاقات وتوسيع العلاقات مع شعوب الأمة وتياراتها وأطيافها المؤمنة والصادقة والملتزمة لفلسطين وللمقاومة، ونكون أوفياء لكل من يقف معنا ويدعمنا من أجل التحرير وترسيخ مواقفهم والعمل على التجميع لا التفريق دائماً ما دام الهدف تحرير فلسطين.
ستبقى "الجهاد الإسلامي" هي عنوان كل المقاومين الباحثين عن فلسطين وحريتها ووحدتها، ستبقى مستقيمة سياسيًا ولن تتلوث ولن تتورط في صراع داخلي، ولا بين الدول، وحافظت على علاقاتها مع الكل الوطني والإسلامي والقومي وطرحت الوحدة والتلاقي بين كافة التيارات ومذاهب وفرق الأمة، وحددت معيارها الأساس وهو القرب من فلسطين والمقاومة في بناء علاقاتها الداخلية والعربية والاسلامية، وستبقى داعمة للفقراء والمغتربين أينما وجدوا وخاصة لأبناء الشعب والشعوب المظلومة.
في هذه الذكرى نستذكر دماء معركة الشجاعية مصباح ورفاقه، ومحمود الخواجا وهاني عابد واياد الحردان وأنور حمران ومحمود طوالبة ولؤي السعدي ومحمد عاصي ومحمد سدر وثائر حسان ومحمود المجدوب وجميل العموري وعبد الله الحصري وبهاء أبو العطا وتيسير الجعبري وخالد منصور وإبراهيم النابلسي ومعاذ العجوري.
وإننا نحن جموع الأسرى سنبقى معكم وعلى عهد الوفاء لكم ولكل المخلصين وفي مقدمتهم القائد الفدائي أبو طارق النخالة رأس حربة المقاومين، ونترحم على أرواح الشهداء القائد الدكتور فتحي الشقاقي والقائد الدكتور رمضان شلح، وكل الحب والاحترام لكل قائد لواء من ألوية المقاومة الفلسطينية.
وفي هذه الذكرى نستذكر دماء شهداء المقاومة الفلسطينية الشيخ أحمد ياسين وأبو جهاد الوزير وقود انتفاضة الحجارة، وأبو علي مصطفى المحافظ على العهد، والشهيد عمر القاسم، ولا ننسى دماء الشهداء التي سالت دفاعًا عن فلسطين من أبناء العالم العربي الاسلامي وكل من دافع عن فلسطين ودعمها ودعم أهلها.
وهنا نعلن شعارًا نسير خلفه: يا أحرار العالم وأصحاب الضمائر الحية، توحدوا لنزيل الظلم عن فلسطين وأهلها بإزالة الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية وتحرير القدس الشريف.
المجد للشهداء والحرية لشعبنا ولأسرانا عاشت الذكرى دائمًا حتى التحرير.
* الأسير محمد مرداوي (43 عاما) من جنين، مُعتَقَل من قبل العدو الاسرائيلي منذ عام 1999، وهو محكوم بالسّجن 28 عامًا.
إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف
09/11/2024
أمستردام وتتويج سقوط "الهسبرة" الصهيونية
08/11/2024
عقدة "بيت العنكبوت" تطارد نتنياهو
07/11/2024