نقاط على الحروف
خبر عاجل: عملية الوعد الصادق
ليلى عماشا
مشاهدُ الفرح العزيز استعادت ذاكرة التحرير الطازجة في ذلك الحين، بل أضيفت إليها بشكل جعل بهجة أيار ٢٠٠٠ تتكامل مع عزّ ١٢ تموّز ٢٠٠٦، ولتشكّل لوحة واحدة تظهر حقيقة أن خيار المقاومة هو خيار مولود في أرواح الناس، وأنّ الخطّ المقاوم بكل محطّاته هو مسار لم ينفصل يومًا عن الوجدان الشعبي، وأنّ قتال "إسرائيل" والعداء الوجودي نحوها هو نهجٌ أصيل في ثقافة أهل المقاومة. ولذلك، كان صدى الخبر العاجل المبشّر بعملية الوعد الصادق فرحة استقرّت في صدور المؤمنين بالحق بالمقاومة، وبالتأكيد ترك بالمقابل غصّات في قلوب الذين راهنوا مرارًا على "اسرائيل" وخابوا.
اليوم، بيننا وبين ذلك الخبر ستة عشر عامًا توالت فيها الأخبار والأحداث والمحطّات التي تفاعل معها أهل المقاومة، والتي أظهروا عبرها التفافهم حول مقاومتهم وارتباطهم الأصيل بكل تفاصيل منظومتها، ولعل أبرز المحطات التي تلت تموز ٢٠٠٦ وشابهته توهّجًا كانت أصداء المعارك ضد التكفيريين في سوريا ولا سيّما معركة القصير وكذلك المواجهة الاقتصادية والتي إحدى أبهى صورها هو استقدام بواخر المازوت من الجمهورية الاسلامية في إيران.
تختلف طريقة تعبير وتفاعل الناس عمومًا مع الحدث بحسب تأثيره المباشر عليهم، وبحسب وعيهم لأسبابه ولأهدافه ولنتائجه. بالمعيار الأوّل، كان ردّ فعل أهل المقاومة على خبر عملية الأسر مشهدًا يؤكد جهوزية هؤلاء الناس للفداء في طريق الحق. فهم الذين يعرفون جيّدًا مدى العدوانية والهمجية الصهيونية، لم يتخلّوا عن شعورهم بالاعتزاز الذي حلّ فيهم منذ أن أعلنت المقاومة عن أسر الجنديين، ولم يقعوا في أفخاخ الترهيب التي نصبها الصهاينة وأعوانهم المحليّون في سبيل عزل المقاومة عن نسيجها الاجتماعيّ الضام. وبالمعيار الثاني، وهو معيار الوعي لضرورة العملية ونتائجها، فقد شكّل الناس، "أشرف الناس"، حلقة وعي مقاتل نجح في التصدي لأهداف العدوان الذي استمر لثلاثة وثلاثين يومًا وانتهى بنصرٍ إلهيّ عظيم.
على المستوى الوجداني، ترك خبر نجاح عملية الأسر علامة تزداد سطوعًا كلّما مرّ عليها الزّمن. ترى أهل المقاومة اليوم مستبشرين في كل مرة يستعيدون فيها ١٢ تموز وذكرياته، وتراهم يتهيأون لإحياء ذكرى الوعد الصادق بكمّ هائل من الفخر النوعيّ، حتى تخالهم جميعًا سمعوا صوت خطوات المقاومين وهم يسيرون في خلّة وردة، وجميعًا عاشوا تلك اللحظات الحافلة باللهفة وبالدقّة التي نُفذت خلالها العملية، بل وجميعًا كانوا دروعًا من أدعية تحيط بالسيارة التي أقلّت الأسيرين إلى "جهة آمنة"، إلى الجهة التي يعجز الصهيوني عن استردادهما فيها بدون الرضوخ لشروط المقاومة.
إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف
22/11/2024
الإعلام المقاوم شريك الجهاد والتضحيات
20/11/2024
ما بين عامَي 1948 و2024 ما الذي تغيّر؟
20/11/2024
أن تصبح سردية العدو شغل LBCI الشاغل!
18/11/2024
عن قائد كتيبة الإعلام المحارب..
16/11/2024