معركة أولي البأس

نقاط على الحروف

"التيار الوطني".. قلعة المسيحيين الأكبر
18/05/2022

"التيار الوطني".. قلعة المسيحيين الأكبر

لطيفة الحسيني

بصورة سريالية، انتهى الاستحقاق الانتخابي في لبنان. أسماءٌ جديدة ونسبٌ مستغربة ظهرت، لكن المعركة الأكثر بروزًا بدت بين "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر". يسخر رئيس "التيار" النائب جبران باسيل أثناء إعلان الفوز بالانتخابات من الانتصار الوهمي الذي سارع حزب سمير جعجع للتبشير به.

وحدها الأرقام تستطيع الفصل في هذه المواجهة. تجييشٌ غير مسبوق اعتمدته القوات لشحن الشارع المسيحي قدر الإمكان، متسلّحةً بدولارات آتية من الصحراء الخليجية ودعم علني لسفير آل سعود في لبنان. "المي بتكذب الغطاس" هكذا يقول المثل اللبناني. التدقيق في النتائج الرسمية التي نشرتها وزارة الداخلية تُبيّن كيف أن أصوات الناس تدحض مسرحية "القوات" أنها فازت بالكتلة المسيحية الأكبر في مجلس النواب.

في المتن وجبيل وكسروان والبترون والكورة وبشري وزحلة وبعلبك والشوف وعاليه وعكار والبقاع الغربي وبعبدا وبيروت حصد "التيار" بأصواتٍ مسيحية صافية 22 مقعدًا. خلافًا لبروباغندا "الجعجعيين"، يتّضح أن لوائح "التيار الوطني الحر" في كلّ لبنان حصدت 448132 صوتًا مقابل 308402 صوت حصدتها "القوات".

يكفي مقعد بشري وحده لتبيان حجم الانكسار الشعبي لـ"القوات". الأهواء في معقلها التاريخي تتغيّر. مرشّح "المردة" عن لائحة "وحدة الشمال" ملحم طوق نال 3566 صوتًا في عقر دار ستريدا جعجع. أسبابٌ كثيرة وراء فاجعة هؤلاء. خسارة هذا المقعد أو في الحدّ الأدنى مشاركة الحيثية هناك مع مُعارض للميليشيا سيكون صعبًا على جعجع. قد تكون الأموال التي صُرفت في جزين والشوف وطرابلس والتحالفات التي بُنيت استطاعت إيصال نواب لـ"القوات"، غير أن بشري لم تكن في الحُسبان، وهو ما لن يمرّ مرور الكرام عند "القوات"، ولا سيّما أن ابن عمّ النائبة ستريدا طوق هو صاحب النصيب بالمقعد.

 

"التيار الوطني".. قلعة المسيحيين الأكبر

إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف