معركة أولي البأس

نقاط على الحروف

العبُور من الوطن إلى الوطَن.. خُلَّص مرجعيون
10/12/2021

العبُور من الوطن إلى الوطَن.. خُلَّص مرجعيون

حسين خازم

لم تكُن دماء شهداء جريمة الصّفير التي ارتكبها الموساد الإسرائيلي قد جفَّت بعد، ولا تُربة شهيديها عماد مسلماني وفؤاد مغنيّة كذلك، حين خرجَت مجموعةٌ من المقاومة الإسلاميّة لتخترق الحزام الأمني الذي كان يتنشّق نسيم الحريّة مع صقيع كانون الأوّل عام 1994.
 
المجموعة عبرَت مشيًا من خارج الحزام الأمني - الوطن الذي كان ينتهي عند أوّل خطّ تماس لدى الكثير من السّاسة اللبنانيين - إلى داخله حيث بقيّة الوطن الأسير.

وعندَ أقرب نقطةٍ ممكنة من فلسطين، القريبة مسافةً والملاصقة قلبًا، مرجعيون، كمنَت المجموعة. قيلَ إنّ عددها كان ستّة مقاومين، على رواية العدو وعملائه، وقيل أيضًا إنها كانت مؤلفةً من أربعة مقاومين فقط!

وقُرب "مقبرتها"، خاضَ المقاومون ملحمةً استشهاديّة، ففادي البطش، "الفلسطيني"، أو "ابو علي المقاومة" إضافةً إلى إخوانه محمود الحاج علي وهاني طه وحسين مهنّا، يعلمون جيدًا أنه لا مجال للعودة من قتالٍ فتحوا صدورهم ووجوههم لرصاصه وقنابله.

العبُور من الوطن إلى الوطَن.. خُلَّص مرجعيون
شهداء كمين مرجعيون مع الشهيد القائد أبو ادهم ـ حسين بهيج ناصر

أولئك الذين قاتلوا حتّى الرصاصة الأخيرة، لا بل النفس الأخير، تباهى الاحتلال، وعملاؤه أكثر، بعرض أجسادهم الممزّقة برصاص النزال، ربّما لنقصٍ كان جنود ميليشيا جيش العميل لحد يعيشونه، فشتّان ما بين من عاشَ هاجس العبوة والرّصاصة والاقتحام، وبين من ذهب للموت بقدميه دون أن ترتجف، ولا تزولان ولو زالت الجبال.

لم تكن غطرسة عميرام ليفين، المُتباهي بإنجازه أمام سادته في تل أبيب، لتبقى أمام وعد الأمين العام لحزب الله بنزول "إسلام عشّاق الشّهادة"، الذي قضى بعض رجالاته في مرجعيون، إلى ساحة الوغى ليمحو دولة الصهيونيّة، واعدًا بالآلاف منهم، اسلاميين منتظرين للشّهادة حتّى تحقيق الوعد الإلهي بإقامة دولة العدل الإلهي وإزالة الغدّة السرطانيّة من جسد العالم.
(*) لقراءة المزيد عن كمين مرجعيون

إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف