معركة أولي البأس

نقاط على الحروف

أخلاق التصدّي والمواجهة.. هذا هو سيدنا
12/08/2021

أخلاق التصدّي والمواجهة.. هذا هو سيدنا

ليلى عماشا

تعدّدت ساحات المعارك، وتنوّعت أساليب القتال، واشتدت الحرب لتتخذ من كل مجالات حياتنا ميدانًا لها. ولم يعد مصطلح الحرب ينطوي على المواجهة في ميدان عسكري، بل تخطّاه ليلامس كلّ جوانب أيامنا. وإذا كانت الحرب الاقتصادية اتخذت من الارهاب المعيشي سلاحًا لها، فالحرب الإعلامية النفسية تدور في حرم بيوتنا ومسامعنا وحساباتنا الإلكترونية، وكلّ وسيلة اتصال أو تواصل بمتناولنا.

لا شكّ بأن الحرب الإعلامية رفعتنا إلى رتبة مقاتلين، مِنّا من يتصدّى للإرهاب الإعلامي المنظّم الذي يُمارسُ علينا، يخطىء ويصيب ويتعجّل ويتأخّر ويحسن التوقيت ويجيد قراءة الموقف والتعبير عنه أو يسيء التقدير، ومِنا من التحق بمعسكر قتلنا، فيختار من أدوات ترهيبنا وأذيّتنا أكثرها لؤمًا لينال حظوة بين القوم القاتلين.

هي الحرب، وليس معيبًا أن لا نتمتع جميعنا بذات المستوى من الأهلية لخوضها دفاعًا عن فطرة تقول إن المقاومة شرفنا وطريقنا، لا سيّما وأن الجبهة المعادية هي جيش الكتروني منظّم ومجهّز، يتقاسم أفراده الأدوار ولا حدود لقبح أدواته: من الكذب إلى الافتراء المباشر، ومن دسّ السمّ في عسلِ الكلمات المنمّقة إلى الاستهداف المباشر، ومن لعب دور الضحية إلى الاستفزاز والإساءات العلنية. ولأنها الحرب، وجب علينا أن نخوضها بأخلاقنا نحن، مراعين قِيمنا وحدودنا الأخلاقية التي حفظها المجاهدون على جبهات القتال بدمهم وصبرهم، والتي بذلوا لصونها وصوننا أرواحهم وجراحهم وتعبًا كثيرًا.

ولذلك، لم يكن من الممكن أن يغيب موضوع الحرب الإعلامية والنفسية عن محاضرات السيد حسن نصر الله في ليالي عاشوراء، خاصة أنّ هذه الحرب تزداد وحشية وضراوة يومًا بعد يوم. وضع السيّد أساسيّات التعاطي في هذا الشأن والقواعد الواجب علينا اتباعها أثناء تواجدنا على منصات التواصل التي تشكّل أهم ساحات الحرب الإعلامية والنفسية.

شدّد السيّد على أهمية توخّي الصدق في نقل وتداول الأخبار والأحداث، وعلى عدم السقوط في لغة الشتائم والسّباب وعدم الانجرار إلى كيل الافتراءات وإطلاق الاتهامات بلا دليل، ولا إلى اعتماد اسلوب الاستهزاء بالآخرين والتعرّض لشخصهم، كائنًا من كانوا، وسواء كانت العلاقة معهم هي علاقة خصومة أو عداوة، ويجب الحرص على كلّ هذا حتى وإن استخدمت كلّ هذه الأدوات من قِبل الجهة المقابلة.

وهنا، يجب أن تكون مسؤولية كلّ فرد منا هي الالتزام بهذه الأخلاقيات انطلاقًا من وعينا الضروري لحساسية المرحلة، وحرصنا على عدم الخروج منها ملوّثين بخطايا تجعلنا نتشابه مع الذين نخوض هذه الحرب ضد مفاهيمهم الملوّثة.

ليس غريبًا أن يشدّد سيد الأخلاق العالية على أهمية التزام الأخلاقيات والمبادىء التي تشكل حجر الأساس في هويّتنا الثقافية. فالقائد الذي يلتزم هذه الأخلاق حتى في المعركة مع ألدّ الأعداء، لا شكّ سيدعو إليها ويكون الأحرص في التشديد على شرط التزامها من قِبل أهل المقاومة في التعاطي مع الخصوم.

هذا هو سيدنا. هذا الذي يعرفه العالم كلّه نموذجًا ثوريًا نظيفًا وقائدًا يحمل منظومة قيمية لا تهتزّ مهما اشتدت الصعاب وتكاثرت عليها الأدوات والأساليب التي تستهدفها وتحاول تغييرها أو النيل منها. بالأمس ذكّرنا سيّدنا  ومعزّنا، سيّد الأخلاق بأن نحافظ على هويتنا بكل أبعادها خلال تواجدنا على منصات التواصل، كي نكون زينًا لهذه المقاومة ولا نكون شينًا عليها. ليلًا، سارع أهل الحبّ إلى تلبية التوجيه بنداء لبيك وإن كانت الغالبية العظمى منهم شديدة الانتباه إلى هذه الضوابط. وبعدها، من يسقط ولو سهوًا في خطيئة الخروج عن توجيهات السيّد الدقيقة والواضحة مسؤول أمام ضميره أولًا وأمام كلّ الناس.

مواقع التواصل الاجتماعيالإعلام والاتصال

إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة