معركة أولي البأس

نقاط على الحروف

قادتنا الشهداء بوصلة جهادهم فلسطين
21/02/2019

قادتنا الشهداء بوصلة جهادهم فلسطين

غالب أبوزينب

خط القادة الشهداء بحبر دمهم المبارك ترانيم الوصل مع قافلة الشهادة التي اندفعت لتواجه المحتل الإسرائيلي في العام ١٩٨٢ ولتفتح مواجهة لا تعرف الخوف ولا تسلم بمكاسب انية للعدو، حملوا مشعل المواجهة ليتابعوا سبيلاً ابتدأ في العام ١٩٤٨ إلى اليوم.

لقد كان واضحاً للقادة الشهداء مدى الخطورة التي يشكلها العدو الصهيوني على لبنان وفلسطين والعرب والعالم. لذا توجهت المقاومة بكل ما أوتيت من قوة إلى العمل على قتال الصهاينة والتركيز على إزالة الاحتلال من الأراضي اللبنانية المحتلة مهما كلف ذلك، حتى لو أدى إلى سقوط الخيرة من قادتها ومجاهديها، واستطاعت أن ترسم بتضحياتها نصراً ملوناً بالشهادة والعز والفخر وأن تقيم توازن ردع مع العدو الصهيوني وتمنع عليه استسهال الاعتداء على لبنان والاستخفاف بقدراته..

إن الفهم الحقيقي لطبيعة العدو الصهيوني يشكل منظوراً أساسياً لدى المقاومة. ومنذ الطلقة الاولى كان الإدراك كاملاً بأن الإعتداءات الصهيونية  لم تكن ظرفية أو مؤقتة أو ناجمة عن خلافات بين دول متجاورة متعلقة بالحدود أو غيرها، بل من طبيعة هذا العدو  الاستعمارية التوسعية، وقابلية ابتلاع الأراضي والسعي إلى تغيير وقائعها الديمغرافية والتاريخية. هذا العدو الشرس من نوعية خاصة، عدو لا يمكن له في أصل تفكيره ووجوده واعتقاده أن يكون مؤمناً بمبادئ السلام أو العدالة أو الحق، وهو في أساس كيانه قائم على اغتصاب أراضي الأخرين وقتل عشرات الآلاف من الفلسطينيين واللبنانيين وغيرهم من العرب، وعلى الاستيلاء على أراضيهم وتهجيرهم في داخل فلسطين وخارجها. هذا العدو يعلن في كل لحظة عن خططه لتحويل فلسطين إلى دولة يهودية..

ضمن هذا السياق تصبح الخلفية العقائدية والسياسية المرتكز عليها العدو، متناقضة جوهرياً ووجودياً مع لبنان، وتشكل خطراً مستمراً على المستويات كافة (أمنياً، سياسياً ، إقتصادياً..)، وتكفي الإشارة إلى التناقض الكلي بين الصيغة اللبنانية المتنوعة وبين عنصرية الكيان الاغتصابي وطردها لكل آخر موجود.. هذه الحقيقة الراسخة حول الطبيعة الصهيونية في مواجهة لبنان تنطبق وبشكل أكثر حدةً على فلسطين في وجهها الآخر. لذا من الطبيعي والمنطقي والإيديولوجي والعقيدي ومسار التاريخ وحقائق الجغرافيا والسياسة تجعل الموقف من فلسطين صارماً وحاسماً ولا يقبل الجدل أو المرواغة أو أنصاف الحلول أو التسليم بالأمر الواقع أو الإختباء خلف حفنة ممن يملكون الإستعداد للتخلي عن فلسطين وترك شعبها لقدره في الشتات والداخل والضغط عليه للإستسلام  وإنهاء القضية الفلسطينية في صفقة القرن، لذا كانت فلسطين وما زالت هي الحاضر الأكبر في عقل وفكر وعمل القادة الشهداء والأحياء فكانوا أبناء القضية وحاملي همها، وما زالت المقاومة في هذا الإتجاه منتصرةً لنفسها ولعروبتها ولإسلامها ولإنسانيتها في فلسطين. إن قضية فلسطين هي الإرتكاز الأساسي لنضال شعوب عالمنا وأمانة لا يمكن التفريط بها أو التخلي عنها. فالكيان الصهيوني في طينته المغايرة لا يمكن أن يكون جاراً أو صديقاً أو مسالماً بل هو الرعب والموت للفلسطينيين وغيرهم.

إن الفهم العميق لمكانة فلسطين ولحقيقة الكيان الصهيوني وإجرامه وحتمية مواجهته تجعل من السهل على من يريد أن يدرك الحقيقة الوصول إليها والانحياز إلى الإنسانية العالمية التي تتشكل في مواجهة العنصرية والكراهية الصهيوأمريكية، وهذا ما أدركه القادة الشهداء ومعهم كل المقاومة بأن "إسرائيل" عدو لا يمكن مصافحته، وفلسطين كل فلسطين من النهر إلى البحر لأهلها الحقيقيين، وأن الإحتلال إلى زوال..

إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف

خبر عاجل