نقاط على الحروف
سقط ترامب.. نهاية معقولة
أمير قانصوه
كنّا نحب أن يخسر دونالد ترامب.. أن يخسر ما يحب، أن يغادر البيت الأبيض مهزوماً.. أن يسقط ذلك الذي ظن لسنوات خلت أنه "إله العالم" يقتل ويهدد ويعربد، ولا يحسب حسابًا أن هناك على هذه الأرض من سيقول له لا.. لن تستمر أكثر من ذلك.
لقد بدأ دونالد ترامب حملته الانتخابية لولاية رئاسية ثانية منذ أربع سنوات.. وفي نفس اليوم الذي تقلد فيه مقاليد الرئاسة الأميركية، أطلق عنان آلة حقده، توترات عالمية بلغت مع كوريا الشمالية حدّ الحرب، ولا زالت مع الصين كنار تحت رماد التجارة الدولية، ومع أوروبا وروسيا وايران..
بدا دونالد ترامب خلال أربع سنوات من حكمه كلاعب السيرك الذي يحترف الرقص على الحبال، والمهرج الذي أضحك كثيرين عبر العالم، لكنه أبكى عيوناً كثيرة، فقد حوّل جائحة كورونا الى حرب إعلامية غير مبررة على الصين، وتعامل مع الفيروس في الداخل على أنه خدعة، لكن عاد وتراجع بعد أن تسبب كورونا بقتل ما يزيد عن مئتي ألف أميركي.
كل قضايا منطقتنا صارت أوراق اقتراع في الصندوق الانتخابي لولايته الثانية، هكذا تعامل مع التكفيريين في المنطقة، ولذلك أمر بقتل "أمير داعش" أبو بكر البغدادي، ولأجل فوزه بولاية ثانية كان عليه أن يحصد من السعودية والخليج نحو ألف مليار دولار، ولأجل ذلك سكت عن جرائمهم في اليمن لا بل كان داعماً للحرب التي تشنها السعودية وحلفاؤها ضد الشعب اليمني المظلوم. ولأجل مال السعودية سكت على جريمتهم بقتل الصحافي جمال خاشقجي، وغض الطرف عما فعلته المناشير بجسده.
لأجل ولاية رئاسية ثانية أعلن ترامب القدس عاصمة للكيان الغاصب، ولأجلها أيضا دفع بصهره عرّابا لصفقة القرن، على حساب الشعب الفلسطيني وحقوقه التاريخية، ولأنه ملك الملوك كان على الامارات والبحرين والسودان والسعودية أن تخضع لمطلب التطبيع الذي يقدمه ترامب هدية لاسرائيل لقاء صوتها الوازن في الصندوق الانتخابي.
ترامب قاتل.. هو صاحب القرار بجريمة العصر في بغداد والتي أدت الى استشهاد القائدين الكبيرين الحاج قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس ورفاقهما.. وترامب هو الذي يقتل أطفال اليمن من خلال مدّ العدوان بالسلاح الفتاك وفي تغطيته للحصار، وهو الذي يعاقب ايران وسوريا ولبنان وفلسطين.. وكل من يرفض الخضوع للارادة الاميركية.
لكل ذلك وأكثر.. فإن الكثيرين عبر العالم وخاصة في بلادنا ينتظرون هذه اللحظة التي يشمتون فيها بترامب، ليس لأن ترامب يختلف عن أوباما أو كلينتون أو جورج بوش الاب والابن، وكلهم مجرمون لم يتورعوا عن سفك دماء شعوبنا.. ولا هم يهللّون لمجيء جو بايدن لأنه سيكون رسول سلام، بل سيكون مثل أسلافه ويشبه النظام الذي يتزعمه..
لكن ترامب حالة خاصة وهو فريد في وقاحته وصلافته واستخدام قدرات بلاده السياسية والامنية لفرض الخيارات المصيرية بشكل آحادي.
إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف
09/11/2024
أمستردام وتتويج سقوط "الهسبرة" الصهيونية
08/11/2024
عقدة "بيت العنكبوت" تطارد نتنياهو
07/11/2024