معركة أولي البأس

نقاط على الحروف

نتنياهو يخرّ كاذبًا، وبعض الإعلام يكابر..‎
30/09/2020

نتنياهو يخرّ كاذبًا، وبعض الإعلام يكابر..‎

ليلى عماشا

جمع نتنياهو كيده كلّه في كذبة. لكنّ السحر انقلب على الساحر، إذ خرج إليه الصدق فألقى بالعصا، وأحال ثعابين ادعاءاته أضحوكة في المحافل الدولية.. سقط نتنياهو بالأمس صريع كذبته في جولة ميدانية دعا إليها حزب الله الإعلاميين في بثّ حيّ ومباشر من الموقع الذي ادعى نتنياهو أنّ فيه تخزّن المقاومة صواريخها!

بسرعة فائقة، سقطت الكذبة، لكنّ بعض الإعلام أصرّ على تبنّيها حتى بعد انكشافها، فاحتلت خرائط نتنياهو الوهمية عناوين نشرات الأخبار وكأنّها وقائع مثبتة، في إعلام يعتبر أن دوره الوظيفي هو التسويق لكلّ الأكاذيب الصهيونية المنشأ، وبموازاة ذلك تجاهل كلّ الأدلة والحقائق التي تكشف زيف ما يدّعيه الصهاينة.

بثّ الإعلام الصهيوني خطاب الصادق الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، وسجّل لدى المستوطنين الصهاينة ارتفاع حاد في منسوب الاستهزاء برئيس وزرائهم وبأكاذيبه. أما المتصهينون في البلاد العربية، فكانوا "ملكيين أكثر من الملك" في محاولة إظهار نتنياهو بمظهر الصادق الذي يمتلك معطيات حقيقية وخرائط تؤكد ادعاءاته.

كانت العناوين الصحفية المعتمدة طيلة اللّيل وصباح اليوم تشير إلى مراد واضعيها. هب البعض إلى أسلوب التشويق: نتنياهو يحذّر اللبنانيين من انفجار قادم.. نتنياهو يشير إلى خطر يهدد السكان في الجناح.. وغيرها من العناوين التي بدا أصحابها وكأنهم سلّموا جدلًا لادعاءات نتنياهو، ووضعوه في خانة الحريص على أمن السكان وحياتهم، ولم يلتفتوا لبديهية تقول إن مرتكب المجازر لا يُعوّل عليه في الحرص، وإنّه حين يدّعي حرصًا إنّما هو يحتمي بكذبة تحضيرًا لشيء ما.

وذهب البعض الآخر كما كان متوقّعًا إلى محاولة التقليل من أهمية ضربة "الجولة الميدانية" التي كذّبت الاستعراض الصهيوني، وإن بدا هذا البعض متورّطًا حدّ الشبهة في التغابي واستغباء الآخرين.

كلّ هذا لم يمسّ بالمشهد العظيم.. المشهد الذي تحرّك فيه إعلاميون من مختلف الاتجاهات والانتماءات المؤسساتية (ولكلّ مؤسسة خلفيتها من الصراع) في ليل الضاحية الحبيبة. والمشهد الذي كان في خلفيته أشرف الناس يسخرون تارة من سخافة نتنياهو ويؤكدون بكلّ ما فيهم من صدق ومن يقين بسيدّهم أنّ أمانهم هو هذا السلاح الذي يحذّرهم نتنياهو وفريقه الناشط اعلاميًا من خطر قد يصيبهم بسببه.. بل وأكثر من ذلك، قضى أهل المقاومة ليلهم وهم يتمنّون أن تكون بيوتهم، بل أحداقهم مخازن السلاح الذي أعزّهم وأذلّ الصهاينة.. فيما غرق آخرون في خرائط نتنياهو.. يعاتبونه في سرّهم على اختياره كذبة على هذا القدر من الركاكة، ويبحثون بـ"السراج والفتيل" عن حرف صدق فيه كي يقولوا "صدّقونا"!

 

إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف