معركة أولي البأس

نقاط على الحروف

هل تخرج الصحافة المطبوعة من الخدمة في زمن كورونا؟
04/04/2020

هل تخرج الصحافة المطبوعة من الخدمة في زمن كورونا؟

"العهد"

عند كل أزمة تكون الصحافة هي محجة الناس للاستسفار والاستزادة في طل بالمعرفة على أنواعها، مقروءة ومسموعة ومرئية والكترونية وحتى مواقع التواصل الاجتماعي.

لكن يبقى للصحافة المطبوعة جمهورها. اليوم ومع وباء "كورونا" يبدو أن الصورة انقلبت فباتت الصحافة المطبوعة هي الحدث.
في الأيام العادية تعاني معظم الصحف من الأعباء المالية بسبب ندرة الاعلانات فضلًا عن التمويل الذي كان يؤمن عبر جهات أو دول، وتبرز مشاكل جديدة تمس هذا القطاع.

ففي حين تستمر دورة العمل الكترونيًا وصولًا إلى الطباعة والإصدار، ظهرت مشكلة مرتبطة بموضوع التوزيع وهو المدخل المالي للمؤسسات الصحفية، فإذا فقد التوزيع ضاعت نتيجة دورة العمل بالكامل، من هنا برز خيار التوقف عن الصدور في بعض دول العالم.

وبعد توقف قرابة الـ 60 صحيفة استرالية عن الطبع، وتوقف الصحف السعودية مثل "عكاظ" عن إصدار نسختها الورقية، قررت السلطات في الأردن، في إطار تدابيرها لمواجهة فيروس كورونا، وقف إصدار النسخ الورقية من الصحف، كذلك توقفت صحف دول المغرب العربي عن الصدور كذلك نتيجة قرارات رسمية أو بسبب تراجع المبيعات على خلفية انتشار كوفيد-19.

أما في تونس وحدها، فتوقفت سبع جرائد يومية ونحو عشرين مطبوعة ما بين أسبوعية وشهرية عن الصدور.

وفي المغرب، دعت وزارة الثقافة والشباب والرياضة الأسبوع الماضي كل ناشري الصحف الى "تعليق الاصدار والتوزيع للمطبوعات" الى أجل غير مسمى، وفق بيان نشرته وكالة الأنباء الرسمية. وذلك على خلفية أن "عددا كبيرا من الأشخاص يلجأون الى الصحف اليومية الورقية، وهو ما يتسبب في انتشار الفيروس، ما يستلزم منعها للحفاظ على صحة المواطنين".

 الجزائر بدورها، تواصل بعض الصحف فيها الصدور لكن بأعداد محدودة، ما دفع قسما كبيرًا من القراء إلى اللجوء للمواقع الاخبارية.

وفي لبنان، لا تزال الصحف تصدر كالعادة، ولكن هناك مشكلة في السماح لشركات التوزيع بالعمل في فترة التعبئة العامة وحظر التجول ما دفع نقيب المحررين جوزيف قصيفي إلى ابداء الخشية من أن "تؤدي أي عرقلة في توزيع الصحف والمطبوعات الى الإضرار بمصالح الزملاء لأن القطاع الصحافي، فهو قطاع متكامل ولا يستقيم العمل فيه إذا صدرت صحيفة وتعذر توزيعها وبيعها، خصوصًا أن هذا القطاع يعاني من أزمات خانقة ومتلاحقة وهو مع ذلك يقوم اليوم بدور حيوي من دون أن يلقى أي التفاتة من الدولة التي يجب أن توفر له الحضانة وكل مقومات الثبات في وجه التحديات".

فهل نشهد خروجًا للصحافة المطبوعة من الخدمة حتى إشعار آخر؟

فيروس كوروناالصحافة

إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة