معركة أولي البأس

نقاط على الحروف

زعماء برتبة قطاع طرق
25/11/2019

زعماء برتبة قطاع طرق

فيصل الأشمر
بين أن تكون زعيمًا أو قائدًا أو رئيس حزب أو تيار يتحمل مسؤولية مواقفه وتصريحاته وتصرفاته وما يوعز به إلى مناصريه، بعد تفكير عميق في أي حدث أو موقف، ناظرًا إلى نواحيه كلها وما قد يتعلق به لناحية التكتيك والاستراتيجيات، وبين أن تكون هذا الشخص لكن يصدر كلامك أو موقفك بدافع العاطفة أو الغضب أو الانتقام، بين هذا وذاك الفرق بين الحكيم ذي البصيرة والأحمق الأرعن الطائش.

بين دعوتك أنصارك ومحازبيك للنزول إلى الشارع للمطالبة بحقوق لكم لدى الدولة، أو اعتراضًا على موقف صدر عن المسؤولين يسيء إليك أو إلى البلد، مفكرًا في عواقب النزول، محددًا أهدافك، مفكرًا في مراحل التحرك، متوقعًا العواقب وما يمكن أن تصير إليه الأمور، لأن في الخروج إلى الشوارع أخطارًا وأفعالًا وردات فعل، وتصرفات من المتظاهرين قد تسيء إلى حراكك، ومواجهات مع متظاهرين آخرين قد يخرجون ضد موقفك وأهدافك، بين كل هذا وبين أن توعز لمناصريك بالنزول إلى الشوارع باتصال هاتفي ببعض زعماء المدن والقرى والأزقة، مع إقفال الطرق على المواطنين الذين قد يكونون مؤيدين لمواقفك وأهدافهم أهدافك نفسها، أو مواطنين بحاجة إلى علاج سريع، كل ذلك لتسجيل موقف سياسي شخصي، لا علاقة له بحزبك أو تنظيمك حتى، بين هذا وذاك الفرق بين من يخاف على وطنه حقًّا وصدقًا ويحمل هم مواطنيه سواء كانوا مؤيديه أو معارضيه، وبين من لا يهتم بالمواطنين ولا يخاف على الوطن، إلا بقدر خوفه على منصبه أو مصالحه أو أحوال زقاقه.

إلى أين يأخذ المجانين هذا البلد؟ إلى متى سيبقون مقيدين بخيوطٍ يحركهم صانعوها من خلف الستارة حينًا وعلانية حينًا آخر؟ متى يعقلون خوفًا على لبنان واللبنانيين؟ متى يقطعون خيوط عبوديتهم لهذه الدولة وتلك السفارة؟ متى يصغون لأصوات شركائهم في الوطن من الذين هم وإياهم في خلاف سياسي، ويعلمون أن التمسك بهم ليس لحكمتهم وفرادتهم وعبقريتهم السياسية والاقتصادية، إنما تمسكهم بهم لأجل النجاة بالبلد، هذه السفينة التي يلطمها الموج من كل ناحية، في محيط هذه المنطقة المضطرب؟

أحداث تشرين أول 2019#قطاع_الطرق

إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة

خبر عاجل