نقاط على الحروف
للمنصفين وليس الحاقدين: هذا ما حصل عصر الجمعة في رياض الصلح
عصر الجمعة 25 تشرين الأول كان يومًا مختلفا في مسار الحراك في الشارع اللبناني. وسائل الاعلام اللبنانية سلّطت بأغلبها الضوء على اشكالات بين المتظاهرين في ساحة رياض الصلح في بيروت، مقدّمة سرديّة واحدة لما يجري، في موقف بعيد عن المهنيّة. فما الذي جرى حقيقةً؟
أولًا: عملت بعض وسائل الاعلام عمدًا على وسم مجموعة من المتظاهرين في ساحة رياض الصلح المشاركين في حقهم بالتعبير عن مطالبهم المشابهة لبقية المتظاهرين بالـ "حزبيين". وهذا تصنيف ظالم يصنّف الجائعين والمقهورين الى صنفين، علمًا أن للكثير من الموجودين في الساحات خلفيات حزبية مختلفة.
ثانيًا: عند حضور المتظاهرين الحاملين لمطالب شعبية محقة، ومؤيدين في آن واحد لحزب الله كما اتضح، حصل "انزعاج كبير" لدى عدد من المتظاهرين (لا تزال أسبابه مجهولة) وبدل الترحيب بهم والتنويه بحضورهم إلى جانبهم - وهو ما نادوا به مرارا - عمدوا الى التضييق عليهم من خلال ازاحتهم من مكان استقروا فيه، ثم إظهار الانزعاج من مكبرات الصوت التي يحملونها، وصولًا إلى حضورهم بمجموعات بدت أنها محضرة سلفًا عمدت إلى الجلوس بين مناصري الحزب بشكل ظهر وكأنها محاولة اشغال للمكان كي لا يبقى مجال لجلوس واستقرار المتظاهرين من مناصري الحزب، وهذا الأمر تكفلت به فتيات بشكل منظم.
ثالثًا: تطورت أعمال الاستفزاز لتصل إلى مرحلة إطلاق كلمات نابية وهتافات مسيئة للسيد نصر الله واتهامه بالفساد. ولم يكن ليفهم الشباب سبب اختيار اسم السيد نصر الله حصرًا لاتهامه بالفساد ونسيان أو تغييب أسماء كبيرة جدًا. وهذا ما شكل سببًا للرد من قبل مناصري الحزب على الهتافات المسيئة بحسب وجهة نظرهم.
رابعًا: ذروة أعمال التضييق والعدوان حصلت عندما تقدم 10 شبان باتجاه مناصري الحزب وهم يحملون بخاخات ترش على العيون وينتج عنها حريق وأوجاع سريعة، أدى ذلك إلى ردة فعل تلقائية وتدافع متبادل أدى إلى سقوط عدد من مناصري الحزب أرضًا وهذا موثق بالكاميرات.
وانتهت الجولة الأولى من الشجار والتضارب، بسقوط عدد من الاصابات الطفيفة في صفوف المتظاهرين من أنصار الحزب.
خامسًا: تحولت في دقائق المواجهة إلى صراخ متبادل، لم يوفر شباب الحراك الاستفزازيون فرصة الا واستغلوها لاهانة رموز المقاومة (وهذا أيضا موثق بالكاميرات)، وهو ما كان يضاعف التوتر والتضارب.
سادسًا: زاد الأزمة وأطال مدتها حضور مكافحة الشغب الذين تعاملوا مع مناصري الحزب كمعتدين، وضربوا عليهم طوقًا لم يمنع من استمرار الاعتداء اللفظي عليهم ورشقهم بالعصي والحجارة وهذا كان سببًا لاستمرار التدافع. اضافة الى أن بعض محطات التلفزة كانت تحرض قوى الأمن لاعتقال مناصري الحزب وقد ظهر ذلك على الهواء مباشرة.
سابعًا: هدأ الجميع بصعوبة عندما بدأ السيد نصر الله كلمته، وعندما انتهى وأراد الشباب المغادرة تعرضوا أثناء خروجهم الى اعتداءات بالحجارة والعصي من المتظاهرين أدت إلى سقوط عدد من الجرحى معروفين بالاسماء، ولكن جراحهم طفيفة أيضا.
أخيرًا، يجزم المتظاهرون من أنصار حزب الله أنهم حضروا ليشاركوا الحراك قناعة منهم بالمطالب ورغبة بإيصال صوتٍ مطلبيّ لا يرفع شعارات سياسية كانت قد غيبته وسائل الاعلام، وإن كانوا لا يوافقون على بعض الشعارات. لذا هم يحملون شعاراتهم التي لا تضر بقضية الحراك. ولكنهم تفاجأوا بأن يتم التعدي عليهم بهذه الطريقة العنيفة لفظيًا وجسديًا.
المتظاهرون من أنصار حزب الله نوّهوا إلى أن مجموعة من المتضامنين معهم وصلت في الدقائق الأخيرة الى الساحة لدعمهم وتلفظت بإساءات لا يرضون بها، ولو أنها جاءت كردة فعل.
هذا مختصر ما حصل في 25/10/2019 وهو في عهدة المنصفين وليس الحاقدين.
إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف
22/11/2024
الإعلام المقاوم شريك الجهاد والتضحيات
20/11/2024
ما بين عامَي 1948 و2024 ما الذي تغيّر؟
20/11/2024
أن تصبح سردية العدو شغل LBCI الشاغل!
18/11/2024
عن قائد كتيبة الإعلام المحارب..
16/11/2024