الخليج والعالم
"ناشيونال انترست": "المنطقة الآمنة" بداية أزمة لا نهايتها
كتبت الباحثة المتخصصة بالشأن التركي جونول تول وقائد القيادة الوسطى السابق في الجيش الأميركي جوزيف فوتيل، مقالة نشرت على موقع "ناشيونال انترست" تحدثا فيها عن الإتفاق الذي توصلت إليه تركيا والولايات المتحدة لإنشاء مركز عمليات مشتركة من أجل تنسيق المساعي لإقامة "منطقة آمنة" تمتد لأكثر من 250 ميلاً على الحدود السورية-التركية.
وحذر الكاتبان من تنامي الخلافات بين تركيا والولايات المتحدة في المستقبل على الرغم من التوصل إلى الإتفاق، وقالا إن "نجاح أي إتفاق في شمال شرق سوريا يتطلب حل مستدام للمصالح الأميركية و التركية ومعالجة المخاوف الكردية، فيما لا يحقق الإتفاق الأخير أي من هذه الأهداف".
وأشار الكاتبان إلى أن تركيا لطالما أرادت إنشاء "منطقة آمنة" على عمق 20 ميل على الاقل لتكون محظورة على وحدات حماية الشعب الكردية، وأضافا أن "الموافقة على المطالب التركية سيسبب المشاكل لكافة الأطراف المعنية".
وتابعا أن "المناطق الآمنة" عادة ما تقام من أجل حماية الناس في مناطق النزاع، وتكون عادة محايدة ومنزوعة السلاح وتركز على مساعدة إنسانية"، واعتبرا أن إقامة "منطقة آمنة" على عمق 20 ميل شرق الفرات ستكون لها تأثير معاكس، إذ ستؤدي إلى تشريد ما يزيد عن 90 % من السكان السوريين الأكراد. وحذرا من تفاقم الأزمة الإنسانية وخلق بيئة مناسبة لمزيد من النزاعات، ما سيتطلب تمديد التواجد العسكري في المنطقة.
وقال الكاتبان إن "المنطقة الآمنة" المطروحة ستضر بالمصالح الأميركية كذلك، موضحين ان الولايات المتحدة تحاول "منع" عودة تنظيم"داعش" الإرهابي و حماية "من قاتل إلى جانبها في "التحالف الدولي""،في وقت تحاول "التصدي لإيران أيضاً".
كما تابعا أن "قوات سوريا الديمقراطية -قسد" المدعومة أميركيا تشكل "العنصر المقاتل الأكثر فاعلية في سوريا ضد "داعش"، واعتبرا ان "وجود "قسد" يعزز الإستقرار ويساهم في عودة الحكم المحلي، ما يمكن ان يساهم إلى درجة كبيرة بمنع عودة "داعش" ومنع نقل الموارد التي يحتاجها التنظيم لتحقيق أهدافه"، وقالا إن "إقامة "منطقة آمنة" مع طرد القوات الكردية سيعطل المساعي ضد "داعش".
الكاتبان قالا إن "المطلوب ليس إقامة "منطقة آمنة" بل وضع آلية أمنية مستدامة تعالج مخاوف الأطراف المعنية وتخلق بنية "تراقب وتتحكم بالعمليات الأمنية، وتقوم في الوقت نفسه على تسهيل التواصل بين كافة الأطراف"، وأضافا أن على القوات الكردية ان توافق على تسيير دوريات مشتركة وإبعاد الأسلحة الثقيلة عن المناطق الحدودية، إضافة إلى تفكيك المواقع الأمنية الموجودة على الحدود.
وأكد الكاتبان أن على تركيا أن تتخلى عن مطلب وجود قوات لها في المنطقة بشكل دائم، وأن تعمل عن كثب مع تحالف تقوده أميركا في إقامة الدوريات المشتركة، وكذلك في مجال المراقبة وإقامة نقاط تفتيش مشتركة.
الكاتبان شددا على أن الحل الأمثل هو أن تقوم تركيا بحل مشكلتها "الداخلية الكردية" سلمياً، مؤكدين ضرورة أن تنخرط الولايات المتحدة دبلوماسياً من اجل التوصل إلى تسوية سلمية لهذه القضية.