الخليج والعالم
هكذا ستفرض إيران شروطها لإنهاء حرب الناقلات في الخليج؟
إصطدمت المساعي الأميركية لتجنيد دول من أجل الإنضمام إلى مشروع التحالف البحري في الخليج، تحت ذريعة حماية الملاحة، بمعارضة من قبل دول لا تسعى إلى الغوص في مستنقع المخاطرة الأميركية لمحاربة إيران. هذا الإختلاف في الرؤى، والعجز الاميركي في منع إيران من الإشراف على مضيق هرمز، يؤكد ان واشنطن بدأت تتراجع عن طموحاتها بشن حرب ضد قوة إيران العسكرية والسياسية.
وفي هذا السياق، تحدث أُستاذ العلوم السياسية في الجامعة اللبنانية والخبير الإستراتيجي الدكتور عادل خليفة في مقابلة مع موقع "العهد" عن رؤيتها تجاه التحالف البحري الأميركي في الخليج وتغير المواقف الخليجية تجاه إيران.
وفي ما يلي نص المقابلة:
رفضت معظم الدول التابعة للحلف الاميركي الانضواء تحت راية تحالف بحري في الخليج، ما هي الأسباب برأيكم؟
ـ عندما اقترحت اميركا تشكيل تحالف عسكري لحماية الملاحة في مضيق هرمز كانت تقصد توريط أكبر عدد من الدول في هذه الازمة. لكن الاوروبيين خافوا من ذلك خاصة فرنسا والمانيا إلا بريطانيا التي تتبع أميركا في العادة و"إسرائيل" التي يهمها كثيراً ضرب ايران. وبذلك تقوم اميركا بسحب البساط من تحت أقدام ايران بحجة أن المجتمع الدولي أراد ذلك فلكل محاولات أميركا الفاشلة التي قامت بها مؤخراً دعتها الى اللجوء لحلف شمال الاطلسي وكل العالم للضغط على ايران وتدفيع العرب كلفة الحماية.
لماذا اقتصرت المشاركة على بريطانيا والكيان الصهيوني؟
ـ لان اميركا لم تستطع جر كل الدول معها واقتصرت على بريطانيا و"اسرائيل" اللتين تتبعان اميركا تقليدياً وكل واحدة من هذه الدول لها خلفياتها ومصالحها، اما الدول الاخرى الاوروبية فلم ترد الانجرار وراء اميركا ورغبت بالمحافظة على الاتفاق النووي مع إيران وعلى هامش حرية على الصعيد الدولي.
هل نجحت واشنطن في منع إيران من الإشراف على المضائق البحرية؟
ـ على الرغم من إسقاط إيران طائرة أميركية، وحجز باخرة بريطانية والتهديد والوعيد الاميركي وكل العقوبات فإن اميركا لم تستطع منع إيران من الإشراف على مضيق هرمز خاصة أنه تبيّن أن لا أحد يريد الدخول في الحرب.
بعد حرب الناقلات هل من سبيل للخروج من الازمة؟
ـ جاء الرد الايراني حازمًا وبصرامة على احتجاز بريطانيا ناقلة إيرانية في مضيق جبل طارق، فأحتجزت ايران ناقلة نفط بريطانية وبدأت بذلك حرب الناقلات في وقت اتهم المجتمع الدولي الغربي ايران بالتفجيرات التي حصلت للعديد من السفن في مضيق هرمز وميناء الفجيرة. حجة بريطانيا كانت أن ايران اخترقت العقوبات الدولية وحسب القانون الدولي لا يحق لبريطانيا فعل ذلك فكان الرد الايراني صاعقاً من دولة قوية جعل كل الدول تخاف من التصعيد في المنطقة في وقت لا احد يريد الحرب لذلك فإن الحلول واضحة وهي العودة إلى طاولة المفاوضات وبدون شروط كما تقول إيران.
ـ كيف تقيمون الموقف الإيراني؟
واجهت ايران التحدي الاميركي بكل قوة وهذا كان له الأثر السلبي على القوة الاميركية في العالم، تحديداً في منطقة الخليج لذلك حاولت بعض الدول العربية الاتصال بإيران. وإيران تقول أنها لا تريد وجود قوات دولية على حدودها. وتحاول واشنطن إخضاعها لكنها ترفض وتتابع تصدير نفطها إلى الخارج، وما اعطى زخماً للقوة الإيرانية موقف الدول العربية الرافض للحلف والدول الاوروبية أيضاً.