الخليج والعالم
هل تندلع الحرب بين باكستان والهند بسبب كشمير؟
حذر رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان من احتمال اندلاع حرب بين بلاده والهند على خلفية إلغاء نيودلهي مادة دستورية تمنح الحكم الذاتي لسكان إقليم كشمير المتنازع عليه بين البلدين، اذ وافق البرلمان الهندي على تقسيم جامو وكشمير إلى منطقتين، وذلك في جلسة برلمانية صدقت على مشروع إلغاء وضع الحكم الذاتي الدستوري لإقليم كشمير ذي الأغلبية المسلم.
وأغلقت الحكومة الهندية معظم وسائل الاتصال بالعالم الخارجي في كشمير، بما في ذلك الإنترنت والهواتف النقالة وشبكات الخطوط الأرضية ونشرت آلاف القوات في المنطقة، وسط مخاوف من أن تؤدي إجراءاتها إلى اضطرابات.
وفي كلمة خلال جلسة طارئة للبرلمان في العاصمة إسلام آباد لمناقشة القرار الهندي، قال خان إنه يخشى أن يقوم الكشميريون الغاضبون من قرار الهند بشن هجوم على قوات الأمن الهندية، وتُحمل نيودلهي باكستان المسؤولية عنه".
وأضاف إنه إذا ردت الهند على ذلك بتنفيذ ضربة عسكرية داخل بلاده، فإن ذلك يفتح المجال أمام إمكانية اندلاع حرب.
وشدد عمران خان على أن بلاده ستقاوم الخطوة الهندية في كل منبر، بما في ذلك مجلس الأمن الدولي والجنائية الدولية، معتبرًا أن إلغاء الوضع الخاص لكشمير -الذي كان يشمل منع الأجانب من امتلاك عقارات- محاولة لتغيير التركيبة السكانية للمنطقة، وهو تحرك غير قانوني بموجب القانون الدولي.
وقال إنه إذا لم يتحرك العالم اليوم فستصل الأمور إلى مرحلة لن يكون مسؤولا عنها، متهمًا نظيره الهندي ناريندرا مودي بانتهاك القانون الدولي بشكل سافر لتحقيق أجندة معادية للمسلمين في الهند.
واعتبر عدد من قادة الأحزاب الباكستانية في تصريحات صحفية الخطوة الهندية التفافا على قرارات مجلس الأمن الدولي التي تنص على إجراء استفتاء في كشمير لتقرير المصير، وإلغاء الاتفاقات المبرمة بين الهند وباكستان.
وزير الخارجية الباكستاني
وكتب وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قرشي –الذي قطع رحلته للحج في السعودية بسبب الأزمة- رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يتهم فيها الهند بانتهاك قرارات مجلس الأمن الدولي بشأن كشمير.
وقال قرشي إن إعلان الهند إلغاء مادة دستورية تغير الوضع الخاص الذي يتمتع به سكان إقليم كشمير يعبر عن موقف عدائي ضد إسلام آباد.
وكانت قد اندلعت حرب وسوم بشأن كشمير بين الهند وباكستان وتصدرت عالميًا، كما أطلق ناشطون حملة تناشد المجتمع الدولي والأمم المتحدة بسرعة التدخل بعد قرار الهند إلغاء الحكم الذاتي للجزء الكشميري الخاضع لسيطرتها ودمجه مع بقية الأراضي الهندية. واعتبر ناشطون أن الهند تلغي بهذه الخطوة الحكم الذاتي لإقليم كشمير الذي استمر سبعين عاما. كما ناشد آخرون المجتمع الدولي والأمم المتحدة بسرعة التدخل. أما الناشطون الهنديون المؤيدون للحكومة فأشادوا بقرار حكومتهم.
كشمير تحتجّ على قرار الهند
وتداول ناشطون مقاطع فيديو لوقفة احتجاجية طارئة لكشمير أمام المفوضية الهندية العليا في لندن لمطالبة الهند بالتراجع عن قراراها، وأكد المحتجون أن سكان كشمير فقط من يحق لهم تقرير مصير أرضهم. ودعوا العالم إلى الوقوف مع كشمير وسكانها.
بالمقابل تداول آخرون صورا لوقفات احتفالية في لندن لناشطين من أصول هندية وصفوا خلالها قرار الهند بـ"التاريخي".
الصين تنتقد قرار الهند بشأن كشمير
وفي السياق نفسه، دخلت الصين على الخط، ووصفت إعلان الهند إلغاء مادة دستورية تغير الوضع الخاص بإقليم كشمير "بالقرار غير المقبول".
وأضاف -بيان صادر عن وزارة الخارجية الصينية- أن قرار الجانب الهندي أحادي، وينعكس بشكل سلبي على السيادة الإقليمية للصين، وينتهك الاتفاقات الدولية.
وأشار البيان إلى أن بكين لن توافق على قرار الهند الأحادي المتعلق بتغيير الوضع القانوني لإقليم كشمير. وتابع "طلبنا من الهند الامتثال الصارم للاتفاقات التي تم التوصل إليها بين الجانبين، وعدم اتخاذ إجراءات تزيد تعقيد قضايا الحدود".
وأعرب البيان عن قلق الصين البالغ إزاء التطورات الأخيرة في كشمير، داعيًا الهند وباكستان إلى التصرف بحذر، وإيجاد حلول سلمية للنزاعات والحفاظ على السلام والاستقرار الإقليميين.
الهند تردّ على الصين
ولم يتأخر الرد الهندي على الموقف الصيني، إذ أبلغت نيودلهي بكين أن الخطوة التي اتخذتها لإلغاء الحكم الذاتي في إقليم كشمير هي "شأن داخلي".
وأكد المتحدث باسم الخارجية الهندية رافيش كومار أن "الهند لا تعلق على الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وبالتالي تتوقع من الدول الأخرى الشيء ذاته".