الخليج والعالم
سياسيون ومثقفون فلسطينيون يؤكدون على ضرورة مواجهة التطبيع مع العدو الصهيوني
أكد سياسيون ومثقفون فلسطينيون في قطاع غزة على ضرورة مواجهة كافة أشكال التطبيع مع الاحتلال الصهيوني وتسخير كل الإمكانات والمقدرات لتحقيق هذا الهدف والعمل على محاصرة الاحتلال وعزله وتجريم المطبعين معه.
ورفض المشاركون في "المؤتمر الوطني لمقاومة التطبيع مع الاحتلال" الذي عقدته القوى الوطنية والإسلامية في مدينة غزة أي شكل من أشكال التطبيع سواء كان سياسيا أو ثقافيا أو اقتصاديا أو رياضيا وغيره مع الاحتلال بغض النظر عن المبررات التي يقدمها البعض لذلك.
وطالب المشاركون "الأمم المتحدة بالإعلان عن القائمة السوداء التي تضم ما يزيد عن 150 شركة من الشركات التي تتعامل مع المستوطنات على طريق مقاطعتها وعدم التعامل معها"، مؤكدين "على دعمهم لحملات مقاطعة الاحتلال ومناهضة التطبيع حول العالم، وفي مقدمتها حركة "BDS"، واعتبار ذلك أحد أشكال المقاومة الأساسية للتخلص من الاحتلال، في تكامل عضوي مع كل أساليب المقاومة الأخرى، داعين الأحزاب في البلدان العربية لتعرية مواقف المطبعين وتكثيف الحملات الإعلامية لإبراز خطورة التطبيع على مجمل القضية الفلسطينية، وعلى الواقع العربي".
كما أشاروا "إلى أن موجة التطبيع الجديدة المجانية مع الاحتلال تأتي في ظل تبجح الاحتلال بعنصريته وفاشيته بارتكاب أبشع الجرائم بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته دون خوف من ملاحقة أو محاسبة لما يتمتع به من دعم أمريكي وغياب الملاحقة الدولية واستغلاله للضعف والتشرذم العربي والإسلامي".
وطالب المؤتمر السلطة الفلسطينية بالوقف الفوري لكل أشكال التنسيق والتعاون مع الاحتلال الصهيوني، التزامًا بقرارات المؤسسات الوطنية الجامعة، وسحبا للذرائع من أي كان كتبرير للتطبيع.
ودعا جامعة الدول العربية لتفعيل مكتب المقاطعة المركزي في دمشق وكافة فروعه بالدول العربية لمحاصرة الاحتلال الصهيوني وعزله حتى ينال الشعب الفلسطيني كامل حقوقه بالحرية والاستقلال وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.
وطالب المشاركون منظمة التعاون الإسلامي بتفعيل المكتب الإسلامي لمقاطعة "إسرائيل" والتأكيد على القرارات الصادرة عن اجتماع وزراء خارجية المنظمة في تموز/يوليو 2017 في أبيدجان، والذي يدعو إلى تفعيل مقاطعة الاحتلال، وخاصة اقتصاديًا.
وأكدوا على ضرورة دعم أحرار العالم لحملات المقاطعة ومناهضة التطبيع وتطوير وتوسيع أدائها، مطالبين النقابات المهنية ومجالس الطلبة في الجامعات الفلسطينية وخارجها ببذل أقصى جهد وتسخير كل الطاقات للوقوف سدًا منيعًا في وجه الهجمة "الإسرائيلية" الجديدة.
ودعوا الكتاب والمثقفين والإعلاميين في فلسطين وخارجها للعمل على تعزيز وعي الجماهير بخطورة هذا المخطط، وضرورة تحويل مقاطعة الاحتلال ومناهضة التطبيع إلى برامج عملية ومواد تثقيفية.
وطالب المؤتمر كل المؤسسات الدينية والثقافية والأكاديمية، الرسمية والأهلية، داخل وخارج فلسطين بإصدار وتطوير المواد والمناهج التي تعزز حصانة الشعوب وقدرتها على مواجهة المخططات الرامية لطمس هويتها الوطنية، وتذويب شخصيتها النضالية.
مزهر
بدوره، قال عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين جميل مزهر، في كلمة لجنة المتابعة للقوى الوطنية والإسلامية "إن التطبيع مع الاحتلال يمثل جريمة وخيانة وطنية قومية للشعوب العربية وتضحياتها، ولدماء شهداء الشعب الفلسطيني الذين ارتقوا دعمًا للقضية الفلسطينية".
وأوضح "أن مخاطر التطبيع لا تتوقف عند حدود الخيانة للأمة وتضحياتها بل تتعداها لتمكن العدو "الإسرائيلي" من ممتلكات الأمة وثرواتها وعقول أبنائها".
وأكد "أن هذا يتطلب تحركًا برلمانيًا عربيًا مشتركاً يُجرم المطبعين ويقاوم كل أشكال التطبيع، وكذلك العمل على إعداد برنامج وطني لتعزيز مقاطعة الاحتلال ومقاومة التطبيع".
وشدد مزهر على أن الشعب الفلسطيني سيستمر في التصدي لكافة المؤامرات باندفاعاته الثورية المتواصلة، والتي شاهدناها في مسيرات العودة وكسر الحصار في قطاع غزة، والعمليات البطولية في الضفة الغربية، ومن خلال تمسكه بحقوقه الوطنية غير القابلة للمساومة والمقايضة.
وأكد أن إلغاء اتفاق أوسلو وكافة إفرازاته الأمنية والسياسية، ووقف كل أشكال التنسيق مع الاحتلال بما فيها حل "لجنة التواصل مع المجتمع الإسرائيلي"، مهمة وطنية تساهم في تعزيز مقاطعة الاحتلال.
وطالب مزهر بتفعيل دور المنظمات الشعبية والشبابية والنسوية وكافة المنظمات والاتحادات في دعم مقاومة الشعب الفلسطيني، ومواجهة التطبيع على المستوى الرسمي والشعبي، وسحب ما يسمى بالمبادرة العربية للسلام، والتي جرى تحويلها إلى مظلة للتطبيع العربي.
حبيب
من جهته، قال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خضر حبيب خلال المؤتمر "إن التطبيع مع الاحتلال يأتي في ظل مرحلة تعتبر الأصعب والأدق في تاريخ الشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية".
وأضاف "يأتي التطبيع في لحظة يكاد يقف فيها شعبنا لوحده في مواجهة الجبروت الصهيوني، وفي لحظة ينتفض في مسيرات العودة لإعادة الاعتبار لقضيتنا وحقوقنا ومقدساتنا".
وتابع "على الأنظمة العربية المطبعة مع الاحتلال أن تدرك أن هذا الكيان هو خطر عليهم كما هو خطر على شعبنا وعلى كل المنطقة العربية والإسلامية، وأن الهرولة باتجاهه لن تحمي عروشكم ولا بد من الانحياز إلى قضايا أمتكم وشعوبكم".
وأشار حبيب إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تحاول اليوم تصفية القضية الفلسطينية من خلال ما يسمى "صفقة القرن"، مستغلة الضعف والعجز العربي، لافتًا إلى ان اتفاق أوسلو الكارثي فتح الباب على مصراعيه للتطبيع مع الاحتلال.
الحية
واعتبر نائب رئيس حركة حماس في غزة خليل الحية، أن التطبيع مع الاحتلال خنجر مسموم في ظهر الشعب الفلسطيني وظهر شهدائه، ومعول هدم للمسجد الأقصى، وحجر بناء ظالم للاحتلال.
وطالب الأمتين العربية والإسلامية بإيقاف مسلسل التطبيع، ورفع شعار مقاطعة الاحتلال، والسعي وراء محاكمة قادته "المجرمين" في محكمة الجنايات الدولية.
وقال الحية "إن شعبنا يمرّ بمخاض عسير ومؤامرة تسعى لتصفية القضية وتصفية قضية اللاجئين"، مؤكدًا أن اعتراف ترامب بالقدس عاصمة للاحتلال هو اعتراف متهاوٍ، وأنه لا مقام للاحتلال على الأرض الفلسطينية.