معركة أولي البأس

الخليج والعالم

قيادات عراقية: آية الله شاهرودي كان قامة جهادية وعلمية شامخة
26/12/2018

قيادات عراقية: آية الله شاهرودي كان قامة جهادية وعلمية شامخة

عادل الجبوري - بغداد 

تلقت مختلف الأوساط والمحافل والشخصيات السياسية والدينية والاجتماعية العراقية، خبر رحيل المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمود هاشمي الشاهرودي، بألم وحزن عميقين، لما لهذا العالم الكبير من اثر وحضور فاعل في محطات مختلفة من مسيرة العمل والتحرك السياسي الإسلامي في العراق خلال سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، فضلا عن الأثر والحضور العلمي المتميز في المحافل العلمية الحوزوية، الذي تمثل بالتدريس والتأليف.

مدينة النجف الاشرف، التي احتضنت ولادة الفقيد السيد هاشمي الشاهرودي في العام 1948، بعد ان هاجر جده السيد علي الشاهرودي إلى كربلاء المقدسة من مدينة شاهرود، ليشهد نشأته الاجتماعية والعلمية ويدخل معترك النشاط الحركي الاسلامي في ظل ظروف القمع والطغيان والاستبداد البعثي من النجف الأشرف.

وقد تتلمذ الفقيد الراحل على ايدي عدد من كبار العلماء في حوزة النجف العلمية، كان ابرزهم الشهيد اية الله العظمى السيد محمد باقر الصدر(1933-1980)، الذي منحه اجازة الاجتهاد، فيما انخرط بالعمل السياسي في إطاره الاسلامي، الذي تصدى الشهيد الصدر لقيادته وتوجيهه، ليكون السيد الهاشمي احد عناصره الفاعلة والمتميزة إلى جانب اسماء اخرى عديدة، الامر الذي تسبب بتعرضه لملاحقات الاجهزة الامنية البعثية، والسجن والتعذيب، الى جانب استشهاد ثلاثة من اشقائه نتيجة تنفيذ حكم الاعدام بحقهم.                    

وفي العام 1974، وتزامنا مع تنفيذ احكام الاعدام بعدد من رجال الدين المعارضين للحكم البعثي المستبد، وفي مقدمتهم الشيخ عارف البصري، تم اعتقال السيد محمود، بتهمة الارتباط بالحركة الاسلامية، حيث تعرض لشتى انواع التعذيب الجسدي والنفسي في اقبية ودهاليز اجهزة الامن القمعية، وبعد اطلاق سراحه منع من السفر ومن ممارسة أي نشاط ديني وثقافي داخل العراق.

قيادات عراقية: آية الله شاهرودي كان قامة جهادية وعلمية شامخة

ولارتباطه بالتظاهرات الشعبية التي خرجت في عدة مدن عراقية خلال كانون الثاني/يناير من العام 1979 تأييدا ودعما للثورة الإسلامية الايرانية، صدر امر بإلقاء القبض عليه، بتهمة التحريض على النظام، وقد تمكن من مغادرة البلاد بإيعاز وتوجيه من الشهيد الصدر، ليستقر أخيرا في الجمهورية الاسلامية الايرانية، حيث شرع مع ثلة من الشخصيات السياسية والدينية العراقية بوضع اساسات التحرك السياسي المعارض لنظام صدام حسين من خارج العراق، كما ساهم بتأسيس جماعة العلماء المجاهدين، وتشكيل المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق، كمظلة سياسية لمختلف القوى والشخصيات المعارضة.

وبعد ان تولى السيد الهاشمي الشاهرودي مناصب ومسؤوليات في الجمهورية الاسلامية  الايرانية، بقي مقربا من أجواء العمل السياسي العراقي المعارض، ونظرا لشخصيته المعتدلة والمتزنة، حظي باحترام كبير لدى مختلف الاوساط والمحافل السياسية والدينية والفكرية والثقافية العراقية وغير العراقية، وهذا ما ظهر واضحا من خلال بيانات النعي والمواساة التي صدرت بالعشرات حتى الان.      

ومن ابرز القوى والشخصيات التي نعت الفقيد، المجلس الاعلى الاسلامي العراقي، وحزب الدعوة الاسلامية، ومنظمة بدر، وحركة عصائب اهل الحق، ومؤسسة الوارثون الثقافية، وحركة النجباء الاسلامية، وجماعة علماء العراق، وحركة البشائر الشبابية، ورئيس المجلس الاعلى الشيخ همام حمودي، والامين العام لحركة العصائب الشيخ قيس الخزعلي، ورئيس الوزراء الاسبق نوري المالكي، ورئيس تيار الحكمة السيد عمار الحكيم، ورئيس كتلة ائتلاف دولة القانون النيابية خلف عبد الصمد، والامين العام لحزب الفضيلة الاسلامية عبد الحسين الموسوي، وامام جمعة النجف الاشرف السيد صدر الدين القبانجي، وامام جامع براثا الشيخ جلال الدين الصغير، والقيادي في المجلس الاعلى الاسلامي العراقي باقر جبر الزبيدي، وآخرون غيرهم.

ومن المتوقع ان تعقد مجالس تأبينية في مختلف مدن ومحافظات العراق خلال الأيام المقبلة على روح الفقيد الراحل السيد محمود هاشمي الشاهرودي، فيما ستشهد مراسم تشييع الفقيد في العاصمة الايرانية طهران اليوم الاربعاء، حضورا رسميا وغير رسمي عراقي، في وقت ستبث التشييع عدد كبير من القنوات الفضائية ووسائل الاعلام العراقية، وتسلط الضوء على السيرة الجهادية والعلمية والسياسية للسيد هاشمي الشاهرودي.

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم