الخليج والعالم
ما هي الدلالات والرسائل من تفجيرات المنطقة الشرقية السورية الأخيرة؟
علي حسن - دمشق
وقعت إحدى عشرة إصابة نتيجةً لتفجير استهدف كنيسة السيدة العذراء في مدينة القامشلي شرق سوريا عصر يوم أمس الخمس. هذا التفجير تزامن مع ثلاثة تفجيرات أخرى عبر دراجات نارية مفخخة بمدينة الحسكة في سوق مكتظ بالمارة ما أدى أيضاً لعدد من الإصابات، وحتى الآن لم تتبن أي جهة هذه التفجيرات المترابطة والمتشابكة ولكن المؤكد أن لها رسائل ودلالات فما هي؟.
هذه التفجيرات التي وقعت بالمنطقة الشرقية تزامنت أيضاً مع تفجير آخر في مدينة عفرين استهدف حافلة تقل عوائل مسلحين كانوا قد خرجوا من ريف دمشق بعد أن رفضوا تسوية أوضاعهم، ما أدى لمقتل عدد منهم.
وفي هذا السياق، قال الدكتور بسام أبو عبد الله أستاذ العلاقات الدولية في جامعة دمشق لموقع "العهد" الإخباري إنّ "عفرين تحت سيطرة الاحتلال التركي والميليشيات الإرهابية التي يدعمها، والتفجير الذي وقع فيها يدل على وجود قوى أخرى تريد استهداف هذه الميليشيات، أما التفجيرات التي وقعت في القامشلي والحسكة فتدل على وجود من يريد ضرب النسيج الاجتماعي السوري في تلك المنطقة وخاصة أن الميليشيات التي تسيطر على تلك المنطقة باتت أهدافها واضحة"، مضيفاً أنّه "في الوقت الحالي لم نعد نتحدث عن هضم حقوق وحريات وديموقراطيات كما كانوا يدعون، بل عن عمالة واضحة وحقيقية"، وأوضح "قبل فترة عقدوا ما سمي بمؤتمر مكافحة الإرهاب وعندما نقرأ أسماء من شاركوا نجد أن بعضهم صهاينة، كما ان وسائل إعلام العدو الصهيوني دخلت مرتين إلى المنطقة الشرقية بتسهيلات من هذه الجماعات، وبالتالي نحن أمام مشروع أهدافه واضحة بما في ذلك ضرب النسيج الاجتماعي السوري ومحاولة استهداف الأماكن الدينية والوحدة الوطنية السورية".
ولفت أبو عبد الله قائلاً: "إذا أخذنا بما يجري في إدلب من معارك، نجد أن كل طرف يريد زيادة أوراقه التفاوضية عبر أفعال معينة، والتركي يعتقد أنه يريد أن يثبت وجوده في الوقت الذي يحدث فيه التقدم بما يخص اللجنة الدستورية، وكل هذه التطورات في الشرق وادلب تحدث في وقت تقترب فيه الاستحقاقات السياسية"، وهنا يشير أبو عبد الله حول ما إن كانت هذه التفجيرات ستؤثر على المسار السياسي ويؤكد أنّ "الدولة السورية تتبع استراتيجية أساسية وهي تفضيل المسارات السياسية على العمل العسكري الميداني"، وأضاف "في النتيجة فإن تم إنجاز تقدم في سبيل استعادة الجغرافيا السورية عبر الحل السياسي سواء في سوتشي أو أستانة فليكن وإن لم يكن ذلك فالعمل العسكري هو الحل".