الخليج والعالم
طهران تحذر لندن من التعنّت..وموسكو تندد بخطوات واشنطن
طالبت طهران، لندن بالإفراج فورا عن ناقلة النفط المحتجزة لديها في جبل طارق وحذرتها من العواقب.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس موسوي في مقابلة مع وكالة "إرنا" إن الخارجية الإيرانية استدعت السفير البريطاني أربع مرات منذ احتجاز ناقلة النفط.
وأكد موسوي أن إيران ودول المنطقة قادرة على توفير الأمن الإقليمي، داعيًا القوى الأجنبية في الشرق الأوسط إلى مغادرته.
واعتبر موسوي أن مزاعم بريطانيا بشأن ناقلة النفط الإيراني لا وجهة قانونية لها، موضحا أن الناقلة "غريس 1" لم تكن تتجه إلى سوريا وأن الموانئ السورية لا تستوعب حمولتها.
موسوي أضاف أن إيران لا تخضع لعقوبات أوروبية، وأن وأوروبا لم تفرض عقوبات على النفط الإيراني كي تحتجز ناقلة النفط.
*سفير إيران لدى المنظمات الدولية: لا مفاوضات مع الحظر
بدوره، رفض سفير ومندوب الجمهورية الاسلامية الايرانية الدائم في المنظمات الدولية في فيينا كاظم غريب آبادي احتمال التفاوض مع اميركا في ظروف الحظر، مؤكدا وجودب إلغاء الحظر للحفاظ على الاتفاق النووي والحلول الدبلوماسية، كما نصح الاميركيين أن لا يزيدوا النيران اشتعالاً.
وفي تصريح أدلى به لأسبوعية "دي زايت" الألمانية قال آبادي إنه لا يتصور أن يكون قادة اميركا حمقى لدرجة شن الحرب على إيران، وأضاف "إننا نعلم جيدا أن هناك متشددون في الادارة الاميركية وخارجها من ضمنهم مستشار الامن القومي الاميركي جون بولتون الذي اقترح مرارًا شن الحرب على إيران، وإذ نؤكد أن إيران لا تسعى وراء الحرب إلا أنهم يدركون تماما مدى قوتها وما تملكه للرد".
وقال آبادي إن "إيران صبرت كثيرا إزاء عدم تنفيذ الأطراف الأخرى لتعهداتها في سياق الاتفاق النووي"، مضيفا أن "إيران
لم تخرق هذا الاتفاق بل عملت وفقا للبندين 26 و 36 اللذين يعطيانها الحق بوقف التزاماتها بصورة كلية أو جزئية في حال نقضت الاطراف الاخرى الاتفاق".
أبادي أوضح أنه عند انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي وعدت دول أوروبا إيران بالعمل على تعويضها عن الأضرار التي لحقت بها جراء العقوبات خلال شهر واحد، لافتا إلى أنه مضى 14 شهرا ولم تفعل هذه الدول شيئا ملموسا في سياق توفير مصالح ايران التي نفذت من جانبها بشكل أحادي تعهداتها في الاتفاق.
*موسكو: واشنطن تسعى لتغيير السلطة في إيران
روسيا من جهتها اعتبرت أن الأوضاع في منطقة مضيق هرمز تتطور بشكل دراماتيكي، داعية إلى عدم تصعيد التوتر، فيما اتهمت الولايات المتحدة بالسعي إلى تغيير السلطة في إيران.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في مؤتمر صحفي عقدته تعليقا على حادث ناقلة النفط البريطانية في مضيق هرمز إن "يجب عدم تأجيج التوتر وإنما العمل بصورة تؤدي إلى نقل الوضع إن لم يكن إلى الحالة الطبيعية فإلى مسار العملية التفاوضية على الأقل لحل الخلافات بين الطرفين".
وشددت زاخاروفا على أن "السبب الأصلي للتوتر الراهن والمتعلق بالبرنامج النووي الإيراني يكمن في سياسة واشنطن المتمثلة بممارسة أقصى ضغط على طهران والتي تعود إلى الميول المعادية لإيران والسعي الأميركي إلى تحقيق تغيير للسلطة في دولة ذات سيادة".
وأضافت زاخاروفا: "من سخرية القدر أن الدورة الجديدة لاجتماعات مجلس المديرين في الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوم 10 تموز/يوليو انعقدت بطلب الولايات من المتحدة، علما أن واشنطن هي من أعلنت في أيار/مايو 2018 الانسحاب من خطة العمل الشاملة المشتركة ورفضت بصورة أحادية الجانب تطبيق كل الالتزامات ذات الصلة".
وإذ لفتت المتحدثة باسم الخارجية الروسية إلى أن واشنطن تواصل مطالبتها إيران بالتطبيق الصارم لكل شروط الصفقة النووية فيما يقوم الجانب الأمريكي بتقويضها منذ أكثر من عام مانعا كل البلدان الأخرى من تنفيذها، شددت على أن الموقف الأميركي "لم يتلق دعما من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية بل تعرض لانتقادات شديدة".