الخليج والعالم
الجيش السوري يصدُّ هجومًا إرهابيًا بدعم تركي على مواقعه في ريف اللاذقية
شنت ميليشيات ما يسمى بغرفة عمليات "وحرّض المؤمنين" التي تتألف من عدد من التنظيمات الإرهابية أبرزها الحزب الإسلامي التركستاني يوم أمس الثلاثاء هجوما عنيفا على مواقع الجيش السوري في ريف اللاذقية، وتحديدا في قرى جبل التركمان التي اضطر الجيش لإخلائها لعدد من الأسباب العسكرية، ليعاود استعادتها بعد ساعات بمساندة قوية من سلاحي الجو السوري والروسي.
مصدرٌ عسكري سوري من جبهة ريف اللاذقية قال لموقع "العهد" الإخباري إنّ "الجيش السوري امتصّ هجوم التنظيمات الإرهابية وقام بعملية معاكسة على محور قرى نوارة – عطيرة – الدرة في جبل التركمان في ريف اللاذقية الشمالي، وهي قرى ملاصقة للحدود التركية تقع شرق مدينة كسب"، وأضاف أنّ "هذا الهجوم هو الأقوى والأضخم منذ سنتين، ففي العامين الماضيين كانت الجماعات الإرهابية تقوم بهجمات خفيفة متقطعة ورمايات بالقذائف على مواقع الجيش إلا أنّ هجوم الأمس كان ضخما ومن عدة محاور، استهدف عددا من نقاط الجيش في المنطقة".
وأكد المصدر العسكري السوري لـ"العهد" أنّ "بعض الرمايات الناريَّة للمسلحين أتت من داخل الأراضي التركية والجيش تراجع ليسمح لسلاحي الجو والمدفعية بالتدخل، فعندما تكون خطط التماس قريبة لا يمكن للرمايات النارية الثقيلة والغارات الجوية أن تؤدي غرضها بسبب قرب المسافة بين قوات الجيش والإرهابيين المهاجمين، وبعد تدمير أرتالهم واستهداف مواقعهم شنّ الجيش هجوما معاكسا استعاد فيه ما أخلاه من قرى".
العميد المتقاعد والخبير العسكري والاستراتيجي هيثم حسون قال لموقع "العهد" الإخباري إنّ "الهدف من هجوم التنظيمات الإرهابية كان تغيير خطوط التماس والحصول على مكسب عسكري وجغرافي تستطيع تركيا من خلاله ابتزاز الدولة السورية في الميدان والسياسة، والوصول إلى منطقة تستطيع من خلالها التأثير على مناطق انتشار قوات الجيش والقوات الروسية في اللاذقية".
وأضاف حسون أنّ "الهدف الأهم لهجوم الإرهابيين هو الهدف السياسي المتمثل في محاولة تركيا تحضير ملفات للاجتماع الثلاثي القادم بين قادة الدول الثلاث الضامنة عبر إحداث تغيير جوهري في جبهة مهمة كريف اللاذقية"، مشيرا إلى أنّ "الهدف التركي هو الضغط على روسيا وإيران للضغط على سوريا لتقديم تنازلات فيما يتعلق بمنطقة عفرين عبر إجراء نوع من المقايضة، أي أن تتنازل سوريا عن عفرين مقابل دفع الجماعات الإرهابية للانسحاب من مناطق ادلب".
وختم حسون حديثه لـ"العهد" قائلا إنّ "هناك أهدافا تركية أيضا تتعلق بإبقاء حالة الاستنفار القصوى للجيش السوري في ريف اللاذقية لتصل لحالة الإنهاك، وهذا ما دفع تركيا لإعطاء الأوامر بالهجوم والإشراف على خطته وتنفيذها والتأمين الاستطلاعي والاستخباراتي والناري للإرهابيين المهاجمين".