الخليج والعالم
"فورين بوليسي": إيران تتحدى الضغوط الأميركية بإجراءاتها الأخيرة
في مقالة مُشتركة نشرتها مجلة "فورين بوليسي" الأميركية، رأى الدبلوماسي الفرنسي السابق الذي عمل سفيرًا لدى كل من الولايات المتحدة والأمم المتحدة جيرارد ارود ومدير مشروع إيران في مجموعة الأزمات الدولية علي فايز أن الخطوة الإيرانية المتمثلة بزيادة إنتاج اليورانيوم المخصب فوق السقف الذي ينص عليه الإتفاق النووي هي بمثابة دعوة من أجل دفع الأطراف الأخرى الموقعة على الاتفاق النووي إلى مواجهة حملة الضغوط الأميركية.
وأكد الكاتبان أن "الإنسحاب الأميركي من الإتفاق النووي لم يؤدِ إلى إتفاق أفضل، خلافًا لما يقوله الرئيس الأميركي دونالد ترامب"، وأضافا أن "كلام ترامب عن قيام إيران بخيانة الإتفاق هو غير صحيح"، مستشهديْن بتقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية حول التزام إيران بالإتفاق.
وقال الكاتبان إنه "لا داعي للهلع على الرغم من ما يجري، إذ أن إيران لا تستطيع تحويل اليورانيوم المنخفض التخصيب إلى مادة تستخدم في إنتاج السلاح، دون أن تتخذ خطوات مكشوفة"، وتابع أن "قيام إيران بزيادة إنتاج اليورانيوم المنخفض التخصيب يجب أن ينظر إليه على حقيقته باعتباره رد فعل محسوب من أجل دفع الأطراف الأخرى الموقعة إلى مواجهة حملة الضغوط القصوى الأميركية".، وحذرا من ان "خطوة إيران يجب ان ينظر إليها على أنها إنذار بأنها ستسَرع برنامجها النووي إذا ما استمرت الضغوط الإقتصادية".
كما قال الكاتبان إن "قيام إيران بزيادة إنتاج اليورانيوم المنخفض التخصيب يشكل خطوة قابلة للإلغاء أكثر من الإنتهاكات التي قامت فيها الولايات المتحدة"، مشيريْن إلى أن "إدارة ترامب قضت على العنصر الأساسي في الإتفاق المتمثل بوضع قيود على برنامج إيران النووي مقابل تخفيف العقوبات".
وتابعا "خطوة إيران محسوبة وتهدف إلى دفع الاوروبيين إلى تكثيف دورهم وليس الخروج من الإتفاق.. على أوروبا تعزيز دعمها للإتفاق"، وقالا إن "الدول الاوروبية عليها الانضمام إلى آلية "INSTEX" (آلية لتسهيل التعامل التجاري مع إيران).
وخلص جيرارد ارود وعلي فايز الى أن قيام وزراء خارجية كل من فرنسا وبريطانيا وألمانيا بزيارة مشتركة إلى إيران قد يمنح القيادة الإيرانية "نصرًا سياسيًا" و"مجال مناورة أكبر".