الخليج والعالم
"ذا أتلانتيك": التحالف الأمريكي السعودي على حافة الهاوية
كشف الكاتبان أوري فريادمان ويارا بيومي في مقالة نشرتها مجلة "ذا أتلانتيك" بعنوان "التحالف الأميركي السعودي على الحافة"، أن هناك مساعٍ تبذل في واشنطن من أجل تعديل وإن لم يكن إنهاء التحالف مع السعودية.
ولفت الكاتبان إلى محاولات الكونغرس المستمرة "لتوبيخ" السعودية، وفي الوقت نفسه إلى قيام إدارة الرئيس الأميركي ترامب بتعطيل هذه المحاولات.
وأشار الكاتبان الى أن "الحساب الحقيقي للشراكة الأميركية السعودية" قد يأتي في حال فوز مرشح ديمقراطي بالإنتخابات الرئاسية المقبلة عام 2020، وأضافا أن المشرعين الديمقراطيين، وكذلك عدد من المشرعين الجمهوريين الى جانب محللين ومسؤولين سابقين، "يتجنبون" السعوديين.
وكشف المقال عن مساعٍ تبذل من قبل المشرعين الأميركيين لتقليص مبيعات السلاح إلى السعودية ومحاسبة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان و مسؤولين سعوديين آخرين كبار بسبب تورّطهم في مقتل الصحفي جمال خاشقجي، واعتبر أن أغلب الأميركيين لديهم موقف سلبي تجاه السعودية منذ هجمات 11 أيلول/سبتمبر.
وأضاف المقال أنه وبحسب شركة غلوب أن ثلثي الشعب الأميركي لديهم موقف سلبي تجاه السعودية، مشيرًا إلى أن هذه النسبة هي الأعلى منذ أن بدأت غلوب بإجراء إستطلاعات في أميركا حول الموقف تجاه السعودية قبل ثلاث عقود.
كذلك لفت الكاتبان إلى أن السعودية وعلى الرغم من ضخّ ما يزيد عن 40 مليون دولار من أجل التأثير على مواقف الكونغرس وتحسين سمعتها داخل الولايات المتحدة، إلا أنها لم تحصل على أيّ مقابل سوى العلاقة الوطيدة مع ترامب، بينما هناك حالة "تمرد" ضدها في الكونغرس.
وبحسب الكاتبين، أكد السيناتور الديمقراطي كريس مورفي أن طبيعة العلاقة بين أميركا والسعودية ستتغير لا محالة.
كما لفتا إلى أن عددًا من المرشحين الديمقراطيين للرئاسة الاميركية اعربوا بوضوح عن إستيائهم من سياسة ترامب، وأبرزهم نائب الرئيس السابق جو بايدن الذي يريد الخروج من اليمن، كما أنه انتقد "الشراكة" مع السعودية، وهناك أيضًا المرشح الديمقراطي بيرني ساندرز الذي وصف إبن سلمان بالطاغية القاتل، فيما قال النائب الديمقراطي رو خانا إن السعودية فقدت موقعها كحليف لأميركا.
وبرأي الكاتبين، لم يتسبّب مقتل خاشقجي بإغضاب أعضاء الكونغرس فقط، بل أيضًا برفض بعض المؤسسات ومراكز الدراسات الأميركية للتمويل السعودي.
هذا ونقل الكاتبان عن مستشار ساندرز، مات دوس أن مقاربة ترامب تقوم على التحالف مع السعودية والإمارات و"اسرائيل" ضد إيران، بينما موقف ساندرز مُختلف تمامًا.
كما نقلا عن السيناتور الديمقراطي مورفي بأن التعامل مع إبن سلمان "خطير"، ووصفه بالمتهور الذي يشكل عنصر عدم إستقرار في الشرق الأوسط، وأنه سيجري توخي حذر أكبر في طبيعة العلاقات العسكرية مع السعودية.
وفي الختام، استشهد الكاتبان بما قاله رو خانا النائب عن الحزب الديمقراطي حول أن السعودية فقدت الدعم "المؤسساتي" في أميركا.