الخليج والعالم
كاتب في "نيويورك تايمز": إيران لن ترضخ للضغوط الأمريكية
قال أستاذ العلوم السياسية المعروف جون ميرشييمر في مقالة نشرتها صحيفة "نيويورك تايمز" إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب وبينما يدعي إنه يريد ضمان عدم إمتلاك إيران لأسلحة نووية، إلّا أن سياسته تجر الامور إلى الطريق المعاك، وهي تعطي طهران حافزاً لإمتلاك أسلحة نووية.
واعتبر الكاتب أن سياسة ترامب تجعل من الصعب اكثر فاكثر على الولايات المتحدة أن تمنع إيران من إمتلاك أسلحة نووية، مشيرا إلى اعلان وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية أمس الاثنين عن تخطي سقف مستوى تخصيب اليوانيوم الذي ينص عليه الإتفاق النووي.
وقال الكاتب إن السياسة الأميركية تجاه إيران خلال العام المنصرم تفيد بأنه كان على الإيرانيين تطوير "ردع نووي" في أوائل الالفينيات، لافتا الى أن الولايات المتحدة اعلنت فعلياً الحرب على إيران، على الرغم من عدم حدوث مواجهة عسكرية كبيرة حتى الآن، مشيرا في هذا السياق إلى حملة العقوبات الأميركية ضد إيران، وقال إن سياسة "الضغوط القصوى" التي تمارسها إدارة ترامب تهدد بقاء إيران "كدولة سيادية".
الكاتب لفت إلى عدم وجود أدلة ترجح رضوخ إيران للمطالب الأميركية، وبأن إيران قد اثبتت بأنها لن تقف مكتوفة الايدي، معتبرا بأن إيران كان لديها أسبابا وجيهة لإمتلاك أسلحة نووية قبل الأزمة الحالية، وبأن حجة إمتلاكها لأسلحة نووية هي مقنعة أكثر اليوم.. كذلك قال إن إيران تواجه تهديدا وجوديا من الولايات المتحدة، وإن امتلاك إيران لترسانة نووية من شأنه التخلص من هذا التهديد.
الكاتب اعتبر كذلك أن سياسة ترامب قد حشرت الولايات المتحدة في زاوية دون وجود أي نافذة دبلوماسية في الافق، وأن القادة الإيرايين لا يثقون بترامب "لأسباب واضحة"، مشيراً إلى ان قادة إيران يدركون بأن ترامب قد ينسحب من اي اتفاق يبرم معه.
وفي الوقت نفسه، لفت إلى أن ترامب سيتعرض لهجوم لاذع في الداخل من قبل الصقور المعادين لإيران، إذا ما حاول تخفيف العقوبات على طهران بغية خفض حدة التوتر، مشيراً إلى أن تيار الصقور المعادين لإيران يشكل جزءا هاما من قاعدة ترامب السياسية.. كما أن الكيان الصهيوني والسعودية ودولا خليجية أخرى أيضاً ستهاجم ترامب في حال قام بتخفيف العقوبات ضد إيران.
الكاتب قال أيضًا إن إمتلاك أسلحة نووية هو خيار منطقي أكثر لإيران بدلاً من "المغامرة" على إمكانية تغير السياسة الاميركية في حال فوز مرشح ديمقراطي بالانتخابات الرئاسية الاميركية القادمة.
وأضاف أن الفرصة الوحيدة لتجنب إمتلاك إيران أسلحة نووية تتمثل بتغيير السياسة الأميركية بالكامل، وهنا تحدث عن ضرورة قيام ترامب بإقالة مستشاريه "المتشددين" والعودة إلى الإتفاق النووي، فضلاً عن تخفيف العقوبات وتعيين ممثل "منصف" لاجراء مفاوضات حول إتفاق جديد
ونبّه الكاتب إلى أن ترامب سيكون عليه أيضا تحمل موجة الاعتراضات داخل حزبه، وكذلك من ممولين وحلفاء مثل الكيان الإسرائيلي والسعودية، مرجحا أن يقوم ترامب بتصعيد الضغوط ضد إيران بدلاً من أن "يقبل بالأثمان السياسية لتصحيح المسار"، وقال إن من شأن ذلك دفع إيران نحو الإنضمام إلى "النادي النووي".