الخليج والعالم
المفاوضات غير المباشرة بين أميركا وإيران محور اهتمام الصحف الإيرانية
اهتمت الصحف الإيرانية، اليوم الخميس 10 نيسان/أبريل 2025، بالقضايا المتعلّقة بالمفاوضات غير المباشرة بين الولايات المتحدة الأميركية والجمهورية الإسلامية الإيرانية بتوسط سلطنة عمان، وبتحليل سلوك كلّ من الطرفين والفرق بين المفاوضات المباشرة وغير المباشرة وآثارهما. كما اهتمت بمتابعة ملف الحرب على غزّة والانتهاكات اليومية المستمرة بحق الشعب الفلسطيني المظلوم.
موت الإنسانية
كتبت صحيفة وطن أمروز: "خلال حرب غزّة المستمرة منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، ارتكب الجيش "الإسرائيلي" جرائم مروعة، كثير منها ما يزال غير قابل للتصديق بالنسبة إلى المجتمعات الغربية التي دعمت النظام "الإسرائيلي" لسنوات كونه الديمقراطية الغربية الوحيدة في غرب آسيا، جرائم لم تحدث بالخطأ أو نتيجة خطأ بشري؛ بل ارتكبت بشكل ممنهج، بأوامر من كبار القادة وبإرادة القوى البشرية الصهيونية. وبطبيعة الحال، هذا النوع من الجرائم لا يقتصر على النظام الصهيوني، وليس حكرًا على الجيش الأكثر "أخلاقية" في العالم". وأضافت: "كما أن للجيش الأميركي والعديد من الدول الغربية مثل أستراليا وبريطانيا وفرنسا تاريخًا طويلًا من التورط في هذه الأنواع من الجرائم، الأعمال التي تستهدف المدنيين، ثمّ تنكر في البداية ويلقى اللوم على القوى المعارضة باستخدام قوة وسائل الإعلام والتقارير باهظة الثمن. ولكن بعد أن تتضح أبعاد الحادثة ويثبت دور الجيوش الديمقراطية! والغربية في هذه الجرائم، تجري محاولات لتصوير الضحايا على أنهم غير مقصودين، وفي بعض الأحداث يُشار إلى المدنيين الأبرياء والنساء والأطفال وكبار السن الذين قتلوا بلغة مثيرة للشفقة على أنهم ضحايا جانبيون للعمليات المناهضة للإرهاب التي تشنها هذه الجيوش".
وأردفت الصحيفة: "في غزّة في هذه الأيام؛ لم تعد هناك أي شريحة أو فئة عمرية بمنأى عن جرائم النظام الصهيوني. من العمال والمعلمين إلى الطلاب والتلاميذ، ومن النساء الحوامل ومرضى السرطان إلى كبار السن والمعاقين، حيث يمزقون إلى أشلاء بواسطة القنابل الأميركية الصنع التي تسقطها الطائرات المقاتلة الأميركية والأوروبية الصنع. وفي الوقت نفسه، تتعرض مجموعات مختلفة، والتي تقتل عمدًا خطًا أحمرَ في العديد من الصراعات العسكرية والحروب، لهجمات ممنهجة في غزّة". وتابعت: "بشكل عام، إنّ دراسة رد فعل وسائل الإعلام الغربية على الجريمة الصهيونية الأخيرة ضدّ الطاقم الطبي في غزّة، والبدء المتزامن لموجة من الاحتجاجات والإضرابات والإدانات في جميع أنحاء العالم بسبب هذه الجريمة يوم الاثنين الماضي، تشير إلى حقيقة أن الرواية الصهيونية لم تعد صالحة في الدوائر الغربية، وأن أكاذيبهم لا تساعد في الحفاظ على قناع الجيش الأكثر أخلاقية في العالم والديمقراطية الغربية الوحيدة في غرب آسيا".
دعونا لا نضع كلّ شيء في سلة المفاوضات
من جانبها، كتبت صحيفة قدس أنّه: "في حين يقال إن المحادثات النووية بين إيران والولايات المتحدة ستبدأ يوم السبت في سلطنة عمان، نشهد على هامش هذا الحدث مشاورات سياسية ودبلوماسية مكثفة بين مسؤولي الجمهورية الإسلامية والأطراف الإقليمية والعالمية"، لافتةً إلى أنّ بعض المحللين يرون: "أن هذه المحادثات تكتسب أهمية كبيرة، خاصة في إطار تقدم المفاوضات النووية ورفع العقوبات، ويمكن عدّها خطوة أساسية في العملية الدبلوماسية الإيرانية. وفي ظل الظروف التي يتغير فيها الوضع في المنطقة والعالم بسرعة، فإن الجهود الدبلوماسية التي تبذلها إيران لإقامة تنسيق أوسع مع دول المنطقة والعالم، وخاصة من أجل حماية المصالح الوطنية، تستحق الثناء. وأكدت الجمهورية الإسلامية الإيرانية دائمًا الدبلوماسية المتعددة الأطراف والتعاون مع الجهات الفاعلة الدولية الأخرى، وتأمل أن تتمكّن من خلال ذلك من تحقيق النتائج المرجوة في رفع العقوبات وإرساء الاستقرار في المنطقة".
كما أضافت الصحيفة: "تستحق المحادثات الهاتفية التي أجراها الرئيس، خلال الأسبوعين أو الثلاثة أسابيع الماضية، مع زعماء 10 دول عربية، ومنها مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وحكام الإمارات العربية المتحدة والبحرين وقطر والكويت وعمان ومصر والأردن وتونس واليمن، التقويم. ويعكس هذا التحرك، وسط تبادل الردود بين إيران ورسالة ترامب، بعدًا جديدًا للدبلوماسية الجوارية الإيرانية في غرب أسيا (الشرق الأوسط). كما بحث نائب وزير الخارجية للشؤون السياسية، يوم الثلاثاء، مع نائب رئيس السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، آخر التطورات النووية ورفع العقوبات وآفاق المفاوضات، خلال زيارته إلى النمسا". ولفتت الصحيفة إلى أنّ هذه الاجتماعات والمفاوضات توضح: "الجهود المتواصلة التي تبذلها إيران للحفاظ على الدبلوماسية المتعددة الأطراف وتوسيع نطاقها. وبطبيعة الحال، يعتقد بعض المحللين أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تسعى إلى إشراك أطراف أخرى إقليمية وخارجية في عملية المفاوضات النووية. ويشير هذا إلى تفضيل إيران للمفاوضات المتعددة الأطراف بدلًا من الاقتصار على المفاوضات الثنائية مع الولايات المتحدة. ويبدو أن إيران تنوي تعزيز موقفها في المفاوضات النووية ورفع العقوبات من خلال توسيع مشاركتها في المفاوضات".
لغز يوم السبت
بدورها، كتبت صحيفة همشهري أنّه: "في الأيام التي تصاعدت فيها الخلافات السياسية عن شكل المفاوضات ومحتواها بين إيران والولايات المتحدة، أصبحت الحقيقة أكثر وضوحًا من أي وقت مضى: لقد اختارت الجمهورية الإسلامية الإيرانية الحوار أداةً لحماية المصالح الوطنية، ليس من باب الاستعجال، ولكن من موقف قوي"، مشيرةً إلى أنّ "تاريخ هذه العلاقات حافل بعدم التزام الولايات المتحدة وانتهاكاتها الواضحة لاتفاقيات مثل الاتفاق النووي. كلّ هذا دليل على أن عدم الثقة ليس ادعاءً عاطفيًا، بل حقيقة ملموسة؛ ثمّ إن اختيار طريق المفاوضات غير المباشرة بدلًا من التراجع هو إستراتيجية حكيمة ضدّ الجهات الخائنة. وستكون المفاوضات التي سيتوسط فيها وسيط بمثابة اختبار لمدى صدق الولايات المتحدة". وأردفت: وعلاوة على ذلك، وعلى النقيض من واشنطن، لم تترك طهران طاولة المفاوضات قط، وأظهرت في مختلف المراحل أنها تضع مصالح الأمة في المقدمة في مواجهة الضجيج الإعلامي والعمليات النفسية"، لافتةً إلى أنّه: "الآن، وبكل يقظة وعزيمة ثابتة، يدير مساحة الحوار؛ حيث لا تكون أداة للاستعراض، بل مسرحًا لتحقيق حقوق الشعب الإيراني. لكن هناك شكوك حيال المفاوضات المقبلة".
كما رأت الصحيفة أنّ: "مهمّة المفاوضات المباشرة واضحة، والأطراف تتناقش وجهًا لوجه. عندما لا يثق أطراف قضية ما ببعضهم البعض لسبب ما أو يكونون عدائيين للغاية لدرجة أنهم لا يستطيعون التحدث مع بعضهم البعض، يعمل الشخص وسيطًا لنقل وجهات نظر الأطراف. وتفعل الولايات المتحدة الشيء نفسه في ما يتعلق بالحرب بين روسيا وأوكرانيا. ولهذا السبب تدخل ترامب ويتحدث مع زيلينسكي وبوتين بشكل منفصل. وتجرى مفاوضات غير مباشرة على أمل أن تمهد الطريق لمفاوضات مباشرة بين الجانبين. وتقول إيران والولايات المتحدة إنهما لا تثقان ببعضهما البعض، ولهذا السبب تصر إيران على المفاوضات غير المباشرة. والآن قد يكون الأمر حول طاولة ثلاثية مع وجود دولة وسيطة. ويمكن أن تؤدي هذه المفاوضات غير المباشرة إلى مفاوضات مباشرة خلال بضعة أيام أو أسابيع".
الجمهورية الاسلامية في إيرانالصحف
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
التغطية الإخبارية
فيديو| اللحظات الأولى بعد قصف الاحتلال مستشفى المعمداني في غزة
لبنان| وزير الداخلية يتصل بناصر الدين وسلوم مؤكدًا متابعته لعمليات السطو على عدد من الصيدليات
استشهاد امرأة في إطلاق نار من مسيّرة صهيونية في جباليا البلد شمالي قطاع غزة
الهلال الأحمر الفلسطيني: إصابة برصاص الاحتلال على حاجز فرش الهوى شمال مدينة الخليل
رويترز عن ترامب: المحادثات مع إيران تمضي على نحو جيد
مقالات مرتبطة

مفاوضات مسقط: حظوظها وضوابط الإمام الخامنئي لها

الولايات المتحدة تُسلِّم بالأمر الواقع وتخضع أمام صلابة الموقف الإيراني

الصحف الإيرانية: مفاوضات عمان مع واشنطن تنطلق وسط تشاؤم بعض التيارات

خبيرة أميركية: البديل عن المسار التفاوضي مع إيران هي الكارثة

إيران: محادثات السبت ستكون اختبارًا لنوايا أمريكا

"نداء الفتنة".. إعلام موجّه لخدمة الأعداء

الصحف الإيرانية: مواقف الإمام الخامنئي بشأن المفاوضات لم تترك مجالًا للشك

الصحف الإيرانية تهتمّ بأبعاد الاحتجاجات في أميركا

الرد الإيراني على رسالة ترامب محور اهتمام الصحف الإيرانية
