على العهد يا قدس

الخليج والعالم

الصحف الإيرانية: مواقف الإمام الخامنئي بشأن المفاوضات لم تترك مجالًا للشك
09/04/2025

الصحف الإيرانية: مواقف الإمام الخامنئي بشأن المفاوضات لم تترك مجالًا للشك

اهتمّت الصحف الإيرانية، اليوم الأربعاء 9 نيسان/أبريل 2025، بالتفاوض المرتقب يوم السبت المقبل في عمان بشكل غير مباشر بين إيران والولايات المتحدة الأميركية، والتي شكّلت مادة مهمة للتحليل والاستشراف. كما اهتمّت ببعض القضايا المحلية والإقليمية والعالمية، لا سيّما تراجع أوروبا عن بعض سياساتها إزاء ما يجري من إجراءات يتخذها الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

قصة التفاوض غير المباشر

بدايةً، كتبت صحيفة همشهري: "مواقف القائد الإمام السيد علي الخامنئي الواضحة بشأن المفاوضات، بشكل مدروس وشامل، لم يترك مجالًا للشك. في المفاوضات السابقة، وافق القائد، قبل شهرين من انتخاب الرئيس الإيراني السابق حسن روحاني وتوليه السلطة، على المفاوضات، ولكنّه غير متفائل بشأنها، وهناك أوضح أنّ سبب اتّخاذ مثل هذا القرار هو التجارب السابقة". ولفتت الصحيفة إلى أنّ: "هذه المرة كانت القصة مختلفة تمامًا. لقد شهد الناس هذا خلال هذه المرحلة، ولم تكن هناك حاجة لتكراره، رأوا سلوك ترامب مع أقرب حلفائه من أوكرانيا وأوروبا وكوريا الجنوبية واليابان وكندا، وما إلى ذلك. لقد كان وضع جرائم "إسرائيل" في غزة أمام أعين الجميع، وكان ترامب نفسه قد مزّق رسميًّا نتاج سنوات عديدة من المفاوضات مع إيران"، مشدّدةً على أنّ: "ترامب كان يهدف إلى وضع إيران عند مفترق طرق بين المفاوضات والحرب، إذ إنّ قبول مبدأ التفاوض كان من شأنه أن يكسر هيمنة القوة الإيرانية، والتي كانت تُشكّل الركيزة الأساسية للمقاومة، وسوف يعدّ ترامب هذا الأمر نجاحًا، وستكتسب "إسرائيل" اليد العليا في المفاوضات مع حماس، وسوف تزداد الضغوط على سكان غزة للمغادرة، وهكذا".

تابعت الصحيفة: "ولكن كيف سيكون قبول الحرب؟ كان من الممكن أن يسمح ذلك لترامب بإيجاد سبب للعديد من المراقبين الخارجيين لمهاجمة إيران، وكانت التيارات المحلية التابعة له ستكون قادرة على العمل بنجاح أكبر نحو المزيد من اضطراب السوق والإجراءات الاجتماعية والاضطرابات الداخلية، وكان من الممكن إلحاق الضعف بجبهة المقاومة، وكانت يد "إسرائيل" ستكون أكثر انفتاحًا، وباختصار، كانت الأمور ستكون أكثر صعوبة بالنسبة إلى إيران"، مؤكدةً أنّ: "أسلوب المقاومة في إيران مختلف جدًّا، ومرن". واستطردت الصحيفة قائلةً: "اقترحت إيران طريقًا ثالثًا، ومع أنّها شكّلت تهديدًا مضادًّا للعدو، إلّا أنّها تركت طريق المفاوضات غير المباشرة مفتوحًا". ولفتت إلى أنّ: "المفاوضات غير المباشرة كانت قد جرت بالفعل في عهد الشهيد السيد إبراهيم رئيسي، وكانت هناك سابقة لذلك من قبل". وأضافت أنّ: "هذا من شأنه أن يدمّر شرعية "إسرائيل" وتصرفات أميركا، ويُزيل الشكوك حيال خوف إيران، ولن يمنح "إسرائيل" حرية التصرف، وسيمنع أي نوع من الضغوط الداخلية، سواء الاقتصادية أم الاجتماعية، كما أنّه سيصرف الوقت، وسوف يؤدي ذلك إلى تأخير كل شيء، والتأخير قاتل بالنسبة إلى أميركا و"إسرائيل" في المنطقة".

التفاوض بالمعايير الإيرانية

كتبت صحيفة إيران: "إنّ عدم تحول المفاوضات مع أميركا اليوم إلى عامل انقسام أو استقطاب سياسي هو من تلك الحالات السياسية التي لم نُشاهدها إلّا في حكومة الوفاق الوطني"، مضيفةً أنّه: "صحيح أنّ استراتيجية التفاوض المباشرة أو غير المباشرة كانت معتمدة عند كل الحكومات تقريبًا، وصحيح أيضًا أنّه في كلّ هذه التجارب، كانت الولايات المتحدة هي التي أعاقت تقدّم المفاوضات من خلال خرقها لوعدها وسلوكها الذي انتهك القانون الدولي، ولكن من الصحيح أيضًا أنّه خلال العقدين الماضيين، كانت الخلافات حول هذه القضية تتجدّد في كلّ مرة كان يُطرح فيها موضوع التفاوض، وانفجرت الحمم البركانية من هذه الشقوق، فأحرقت رأس المال السياسي والاجتماعي، ومن خلال غرس الشك في نفوس صناع القرار، حالت دون اتخاذ القرارات الحاسمة في اللحظات الحاسمة".

كما أشارت الصحيفة إلى أنّه: "قبل 3 أشهر أو الآن، لم تعد القضايا المتعلقة بالسياسة الخارجية والمفاوضات مع الولايات المتحدة تُشكّل مسألة صراع داخلي. ولكن هذا لا يعني بطبيعة الحال تجاهل الجهود الحثيثة التي تبذلها بعض التيارات، لتكرار الاستقطاب الذي حدث في الماضي حول المفاوضات والقضايا المتعلقة بالسياسة الخارجية، ولكن اليوم يمكننا أن نقول بكل تأكيد إنّ هذا الصوت لم يعد قادرًا على ترسيخ نفسه كونه الصوت المهيمن في المجتمع أو السياسة". كما رأت الصحيفة أنّه: "هناك أسبابًا جعلت قضايا السياسة الخارجية، بما في ذلك المفاوضات مع الولايات المتحدة، منصة للتوافق، وليس عاملًا للانقسام. السبب الأول يكمن في نظرة الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان وتعامله مع هذه القضية، ومن وجهة نظره وحكومته، فإنّ السياسة الخارجية، أو المفاوضات، أو القضايا من هذا النوع ليست مهمة في حد ذاتها"، لافتةً إلى أنّ: "التفاوض هو وسيلة للوصول إلى هدف، والطريق إلى هذا الهدف في هذه المرحلة هو رفع العقوبات القمعية".

أكملت الصحيفة: "ثانيًا، في حكومة الوحدة الوطنية، قضية التفاوض ليست أمرًا محوريًا. قبل المفاوضات، والآن بعد قبول مبدأ التفاوض، فإنّ عمل الحكومة وبرامجها وخططها قائمة وسوف تستمر، وعندما انكشف الخلل في الكهرباء، وتقرّر القضاء على هذا الخلل من خلال الاستثمار في الطاقة الشمسية، لم تكن هناك مفاوضات، ولم تُعلّق الخطط والإجراءات في انتظار المفاوضات، وسواء في أثناء رفض المفاوضات أم في ظل الظروف الجديدة، فقد نُفّذت مهام وبرامج أخرى دون أن تتأثر بقضايا تتعلق بالسياسة الخارجية. وثالثًا، لم تصبح المفاوضات أداة لكسب الدعم الاجتماعي أو وسيلة للتنافس مع تجارب التفاوض الأخرى وأساليب السياسة الخارجية الأخرى، وبعبارة أخرى، لم تصبح السياسة الخارجية مسألة اتفاق واختلاف داخلي".

هذا، ولفتت الصحيفة إلى أنّ: "التفاوض كأداة لصنع السياسات هو مجموعة من هذه الشروط، والتي رفعت التفاوض من قضية مرتبطة بالسياسة الداخلية، والتي جعلت الصراع السياسي والانقسام الداخلي أمرًا لا مفرّ منه، إلى قضية لصنع السياسات اليوم في حكومة مسعود بزشكيان. وبصرف النظر عما إذا كانت المفاوضات ستنتهي بالنجاح وتستمر، أو ما إذا كان التراجع الأميركي المتكرر عن الوعود سيؤدي إلى فشل المفاوضات، فإنّ هناك أمرًا واحدًا واضحًا بالفعل: وهو أنّ المفاوضات قد ارتقت إلى مستوى صنع السياسات". ورأت الصحيفة أنّ: "هذا أدى في نهاية المطاف إلى أن يكون للجهاز الذي يحدّد إطار السياسة الخارجية الإيرانية ومبادئ التفاوض نتيجتان مهمتان حتى الآن: الأولى هي أنّه حُدّد إطار المفاوضات، أي أنّها ستكون غير مباشرة، والثانية هي أنه حُدّد مكانها وعين الحكومة العمانية المجاورة وسيطًا بدلًا من الإمارات العربية المتحدة، ويمكن عدّ ذلك إنجازًا حُقّق من خلال التوافق على المستويين الأعلى والمتوسط في البلاد"، مشيرةً إلى أنّه: "سنشهد محادثات في مسقط بمقاييس إيرانية."

المعايير المزدوجة في الاتحاد الأوروبي

كتبت صحيفة رسالت: "خلق تعامل الاتحاد الأوروبي مع اعتقال رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو والاحتجاجات المستمرة في تركيا، الكثير من الشكوك حول العلاقات خلف الكواليس بين بروكسل وأنقرة. ويبدو أنّ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أجرى بالفعل ترتيبات مع المسؤولين الأوروبيين في هذا الصدد؛ بل وقدّم لهم تنازلات مقابل عدم التدخل في الشؤون الداخلية لتركيا"، لافتةً إلى أنّ: "هذه القضية قد دفعت كلّ من المفوضية الأوروبية والبرلمان الأوروبي إلى اتّخاذ مواقف سلبية تجاه الاحتجاجات المستمرة في إسطنبول وأنقرة وإزمير، ومدن أخرى في تركيا".  ونقلت الصحيفة عن المفوضية الأوروبية قولها، ردًّا على اعتقال رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو، إنّ: "هذه الخطوة أثارت تساؤلات حول التزام تركيا بتقاليدها الديمقراطية العريقة، لكن هذه المؤسسة الأوروبية رفضت إدانة هذا الإجراء الذي اتّخذته حكومة أردوغان صراحة! وبعبارة أخرى، يرى الأوروبيون التدخل الجريء في الشؤون الداخلية لأنقرة خطًا أحمر، على الأقل في الوقت الراهن".

أضافت الصحيفة: "تزعم بعض المصادر الغربية بأنّ هذا الصمت نابع من الاتفاقات التي توصلوا إليها بين حكومة أردوغان والحكومات الأوروبية بشأن قضية المهاجرين غير الشرعيين الذين ينوون الهجرة إلى أوروبا. وفي المقابل تعهد الأوروبيون بالامتناع عن التدخل في الشؤون الداخلية لتركيا"، لافتةً إلى أنّ: "أوروبا، كونها أحد المراكز الرئيسة لانتهاكات حقوق الإنسان في النظام الدولي، لديها وجهة نظر مزدوجة ومتناقضة تجاه القضايا والأحداث الجارية في العالم". كما نقلت الصحيفة عن مصادر أوروبية تأكيدها أنّ المفوضية الأوروبية تعاملت مع هذه القضية بحذر أكبر، وتحاول الحفاظ على علاقاتها مع أنقرة، وتابعت:"ولقد زادت الأهمية الاستراتيجية لتركيا بالنسبة إلى الاتحاد الأوروبي في أعقاب التطورات الجيوسياسية الأخيرة، مثل الأحداث الجارية في سورية ومفاوضات دونالد ترامب لإنهاء حرب أوكرانيا!".

الولايات المتحدة الأميركيةالجمهورية الاسلامية في إيرانالإمام الخامنئيالصحف

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة
مفاوضات مسقط: حظوظها وضوابط الإمام الخامنئي لها
مفاوضات مسقط: حظوظها وضوابط الإمام الخامنئي لها
الولايات المتحدة تُسلِّم بالأمر الواقع وتخضع أمام صلابة الموقف الإيراني
الولايات المتحدة تُسلِّم بالأمر الواقع وتخضع أمام صلابة الموقف الإيراني
الصحف الإيرانية: مفاوضات عمان مع واشنطن تنطلق وسط تشاؤم بعض التيارات 
الصحف الإيرانية: مفاوضات عمان مع واشنطن تنطلق وسط تشاؤم بعض التيارات 
تقرير أميركي: كذبة واشنطن عن حقوق الإنسان تفضحها دماء غزّة
تقرير أميركي: كذبة واشنطن عن حقوق الإنسان تفضحها دماء غزّة
كاتب أميركي يشكك في فاعلية التصعيد الأميركي ضد أنصار الله
كاتب أميركي يشكك في فاعلية التصعيد الأميركي ضد أنصار الله
خبيرة أميركية: البديل عن المسار التفاوضي مع إيران هي الكارثة
خبيرة أميركية: البديل عن المسار التفاوضي مع إيران هي الكارثة
إيران: محادثات السبت ستكون اختبارًا لنوايا أمريكا
إيران: محادثات السبت ستكون اختبارًا لنوايا أمريكا
اللواء باقري: لسنا دعاة حرب لكننا لا نقبل الاستبداد والبلطجة
اللواء باقري: لسنا دعاة حرب لكننا لا نقبل الاستبداد والبلطجة
 الإمام الخامنئي: على الدول الإسلامية أن تتّحد وتُدافع عن حقوقها ولا تسمح لأميركا بممارسة الابتزاز
 الإمام الخامنئي: على الدول الإسلامية أن تتّحد وتُدافع عن حقوقها ولا تسمح لأميركا بممارسة الابتزاز
صور| صلاة عيد الفطر السعيد بإمامة الإمام الخامنئي في طهران
صور| صلاة عيد الفطر السعيد بإمامة الإمام الخامنئي في طهران
الإمام الخامنئي: إذا قام الأعداء بأي تهديد لإيران فسيتلقّون ضربة شديدة
الإمام الخامنئي: إذا قام الأعداء بأي تهديد لإيران فسيتلقّون ضربة شديدة
"نداء الفتنة".. إعلام موجّه لخدمة الأعداء
"نداء الفتنة".. إعلام موجّه لخدمة الأعداء
المفاوضات غير المباشرة بين أميركا وإيران محور اهتمام الصحف الإيرانية
المفاوضات غير المباشرة بين أميركا وإيران محور اهتمام الصحف الإيرانية
 الصحف الإيرانية تهتمّ بأبعاد الاحتجاجات في أميركا
 الصحف الإيرانية تهتمّ بأبعاد الاحتجاجات في أميركا
الرد الإيراني على رسالة ترامب محور اهتمام الصحف الإيرانية
الرد الإيراني على رسالة ترامب محور اهتمام الصحف الإيرانية
الصحف الإيرانية: الجنون الجمركي إعلان حرب على العالم
الصحف الإيرانية: الجنون الجمركي إعلان حرب على العالم

خبر عاجل